ندوة للبروفيسورالإيطالي فرانكو داغوستينو خبير في علم الآشوريات والآثار / صور

تقرير / أيهم بويا
بابل تنهض من جديد عبر ندوة منظمة UPP الإيطالية حول مَسلّة القوانين الشهيرة

29 / 07 / 2020
http://nala4u.com

اقامت منظمة (جسر إلى – UPP الإيطالية) من خلال مشروع معًا للسلام، ندوة عبر الإنترنيت، حول موضوع بابل والبابليون، لمجموعة من الشباب والشابات ومن المهتمين بالتراث والآثار العراقية القديمة، وبحضور أكثر من 60 مشارك من مختلف أطياف سهل نينوى، والذي قدمها لهم البروفيسورالإيطالي فرانكو داغوستينو خبير في علم الآشوريات والآثار، يوم الثلاثاء الموافق 28 تموز 2020.

بدأت الندوة من قبل ميسّر الجلسة السيد أميل للو مساعد مدير مشروع معًا للسلام، الذي رحب بالبروفيسور فرانكو والمشاركين بالندوة، متمنياً لهم أن تغني هذه الندوة معرفتهم بتاريخ العراق من حضارات مرّت بهذه الأرض والمعروفة بحضارة بلاد ما بين النهرين (ميزوبوتاميا).

وقد بدأت الندوة الإلكترونية بمقدمة من مديرة مشروع معًا للسلام يسكا فان دي كيرك، أشارت فيها إلى أنّ الندوة هي الثانية التي يقدمها البروفيسور فرانكو داغوستينو حول التراث والآثار العراقية تحت عنوان (بابل والبابليون)، والذي يعتبر جزء من مشروع معا للسلام الذي احدى فروعه يختص بحضارة العراق والآثار العراقية، وذلك لتعزيز معرفة الشباب حول الآثار والحضارات القديمة في العراق. ومشروع معا للسلام له نشاطات عديدة في سهل نينوى منها بناء السلام والتماسك الاجتماعي وتنظيم الأنشطة والفعاليات المجتمعية والرياضية في محافظة نينوى.

في بداية الندوة تحدث البروفيسور الإيطالي فرانكو داغوستينو عن بابل ما بين التاريخ والخرافة، والتي تعتبر احدى المدن التي لم يكن لديها تاريخ كبير في المنطقة فحسب بل كان اسم بابل عظيمًا على مستوى العالم بأسره. وبالرغم من ان بابل كانت تمثل التاريخ البشري في فترة ما ولكن في نفس الوقت كانت لديها قصص وروايات خرافية.

وتطرق البروفيسور فرانكو الى المواقع الآثارية المسجلة في لائحة اليونسكو UNSICO ومدينة الحضر الآثارية التي سجلت سنة 1985 كأول المواقع التاريخية في العراق مسجلة من قبل اليونسكو في مواقع التراث العالمي. ومدينة حضر الآثارية مشابهة في تصاميم أبنيتها وطرق بنائها تلك التصاميم التي شيدت في روما القديمة. هذا يدل على التأثر بين هاتين الحضارتين متشابها في الهندسة العمرانية . وفي سنة 2003 دخلت مدينة آشور لائحة اليونسكو ثاني المواقع التاريخية في العراق في مواقع التراث العالمي. ومدينة آشور تعتبر أهم المدن وذلك لأنها كانت العاصمة الأولى لحضارة الآشوريين. وفي عام 2014 دخلت قلعة أربيل التاريخية إلى قائمة يونسكو للمواقع التراث العالمي، وهي قلعة آشورية تم ترميمها في العصر العثماني وأغلبية الأبنية القديمة المشيدة عليها فيها رموز وآثار آشورية. وفي 2016 دخلت الأهوار لائحة اليونسكو، وهي من الأراضي المثيرة للاهتمام وذلك لتشابه الحياة من خلال التنقيبات الآثارية الآشورية القديمة والتنقيبات والآثار في الاهوار في جنوب العراق التي تعتبر من الآثار الحديثة. واخر المواقع الآثارية التي دخلت قائمة يونسكو كانت مدينة بابل التاريخية، وتعتبر بابل من المناطق الاثارية المهمة والعظيمة ضمن هذه اللائحة من المواقع التراثية العالمية المسجلة في يونسكو.

يقول عبدالله مشعان أحد المشاركين في الندوة أن “البابليون هم من سكنوا بلاد ما بين النهرين، وقد سموا بذلك نسبةً إلى مدينة بابل، ويعد البابليون من الشعوب التي أطلق عليهم المؤرخون اسم (الشعوب السامية)، حيث تنحدر جميعها من أصلٍ واحدٍ، ثم انتشرت في بلاد الجزيرة العربية، وقد سكن السومريون والأكاديون منطقة ما بين النهرين.”

وأكدت منى خالد وهي احدى المشاركات في الندوة الإلكترونية ” أن أولى الحضارات البشرية انبثقت على صعيد هذا البلد وفي آثاره التاريخية العريقة. فمن الحضارة السومرية مروراً بالأكدية فالبابلية فالآشورية وتوالت الحضارات الواحدة تلو الأخرى ناسخاً اللاحق منها السابق كسنّة ثابتة من سنن التاريخ البشري.”
ويضيف سعد نوفل متي وهو من المشاركين في الندوة “أن بابل الحضارة التي تعني العالم أجمع والذي ارتبط اسمها بالعديد من الديانات السماوية.. وصارت جزءاً من مكونات المعرفة لدى أي مثقف أو متخصص في تاريخ الحضارات والآثار.”

وفي مداخلة للسيدة رشا عزيز حسين “بابل عاصمة السلالات البابلية التي حكمت العراق قديمًا ومن أشهر ملوكها حمورابي واضع مسلة القوانين الشهيرة في تاريخ الحضارات. تقع أطلالها اليوم على بعد 94 كلم جنوب بغداد. وهي مرتبطة إداريا بمدينة الحلة مركز محافظة بابل.”

وقدمت حسين شكرها وامتنانها للبروفيسور فرانكو ولمنظمة UPP الإيطالية، لهذه الندوة الإلكترونية الرائعة في معرفة تاريخ وحضارة العراق القديم وتأمل ان يكون ندوات ومحاضرات أخرى تعنى بهذه المواضيع التي تزيد من معرفة المشاركين في تاريخ اجدادهم وحضارة اسلافهم.

ومشروع معًا للسلام هو مشروع صممته المنظمة (جسر إلى – UPP الإيطالية) وتموله منظمة Malteser الدولية. تم إطلاق المشروع في أوائل عام 2019 وهو مشروع لبناء السلام.

يهدف المشروع إلى تعزيز دور الشباب والثقافة وتعزيز التماسك الاجتماعي في محافظة نينوى.

يتضمن المشروع محتويين: فعاليات وأنشطة البناء في المجتمع. بالنسبة لعنصر البناء، قامت UPP ببناء ثلاثة مراكز شبابية، كل منها به ملعب رياضي ، وأعاد تأهيل مركز رابع. علاوة على ذلك ، يشمل المشروع بناء أو إعادة تأهيل ستة مساحات مجتمعية: إعادة تأهيل نادي قرقوش الرياضي، إنشاء حديقة في برطلة، تأهيل المكتبة العامة وحديقة في تلكيف، إنشاء ملعب في بحزاني، وإعادة تأهيل الحديقة في نمرود.

تستخدم UPP مراكز الشباب الأربعة التي تم إنشاؤها أو إعادة تأهيلها لتنظيم الأنشطة والفعاليات المجتمعية. وهم موجودون في سيد حمد ونمرود وتلكيف وتوبزاوا. تشمل الأنشطة الرياضية ، مثل كرة القدم والكرة الطائرة وكرة السلة والتزلج وتنس الريشة. يتم أيضًا تنظيم الأنشطة الفنية، مثل الرسم والرسم والحرف اليدوية ودروس الموسيقى. يتضمن المشروع أيضًا تدريبات تعليمية: محو الأمية ، ودروس أساسية في الكمبيوتر ، وتدريب على الإسعافات الأولية ، ودروس في مواضيع مدرسية مختلفة. النوع الأخير من الأنشطة في مراكز الشباب يركز على التراث الثقافي للعراق ونينوى وسيشمل ورش عمل وزيارات ميدانية لمختلف المواقع الدينية والتراثية.

باستثناء الأنشطة في مراكز الشباب ، يعمل المشروع أيضًا في قطاع التعليم لدعم التماسك الاجتماعي في المدارس. يتم تنظيم الدورات التدريبية على تعليم السلام و الدعم النفسي للمعلمين وسيتم دعم الأنشطة المتعلقة بهذه الموضوعات للأطفال.

تم تعليق الأنشطة منذ إعلان حظر التجول بسبب جائحة فيروس كورونا. منذ ذلك الحين ، كان مشروع “متحدون من أجل السلام” رائداً في إطلاق حملة التوعية والرسائل الوقائية حول فيروس كورونا من خلال فرق من المراكز التي تجولت في مناطق وقرى سهل نينوى حاملاً كتيبات وملصقات لتثقيف السكان ومنع فيروس الكورونا.

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الارشيف, ثقافة, كتب , تاريخ. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

*

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.