إدارة الضغوطات النفسيّة في ظلّ مواجهة الأزمات

بقلم: زينة محمد الجانودي
إدارة الضغوطات النفسيّة في ظلّ مواجهة الأزمات

ارسلت المقالة بواسطة مجاهد الخفاجي

24 / 07 / 2020
http://nala4u.com

أثبتت الدّراسات أنّ الصحّة النفسيّة والصحّة الجسديّة تتأثّران ببعضهما البعض،فالحالة النفسيّة الإيجابيّة هي نصف العلاج إذا لم تكن غالبيّته في كثير من الأمراض، والتوتّر والقلق عاملان أساسيّان في ضعف المناعة لدى الإنسان، ممّا يجعل جسمه أكثر عرضة للأمراض، وهذا يعني أنّ العناية بالصحّة النفسيّة ورعايتها لايقل أهميّة عن العناية بالصحّة الجسديّة، ولاسيّما في أوقات الأزمات بكافّة أشكالها.

من الطبيعي أن نعيش أزمات، فهي جزء من حياة الإنسان… ويمكن تعريف الأزمة بأنّها فترة إشكاليّة تبدأ بحدث صعب أو أحداث متعدّدة وتجارب خارجة عن سيطرتنا، وقد تكون هذه الأحداث والتّجارب عبارة عن خسارات أو مشاكل أو تغيّرات حياتيّة أو ظروف فجائيّة، أو مواجهة أوضاع تستوجب مطالب يصعب تحقيقها، ومن ضمن السلوكيّات الضارّة والسيّئة وقت الأزمات، التشاؤم المفرط واعتبار الأزمة عقابا للآخرين ورحمة لغيرهم، وتفسيرها على أساس الدّين وحده أو العِلم فحسب، فيقوم البعض بإسقاط معتقداتهم الشخصيّة عليها، وإخراج بعض النّصوص الدينيّة من سياقها، وتطويعها لتتناسب مع رأيهم وفكرهم وثقافتهم الشخصيّة دون تجرّد.

أمّا ردود أفعال النّاس إزاء الأزمات فهي تختلف على حسب طبيعة شخصيّتهم واستعدادهم الشخصيّ، وعلى درجة حسايّتهم ومالديهم من خبرات سابقة، والشّائع أن يشعر المرء بالتوتّر والقلق والأرق والعصبيّة والإجهاد النفسيّ الذي قد يزداد عند البعض، وخصوصا عند الذين يعانون أساسا من مشاكل واضطرابات نفسيّة، بسبب عدم قدرتهم على التكيّف مع هذه الأزمات التي تفوق قدرتهم على احتمالها فتكون معيقة لمسار حياتهم، وتشكّل بذلك ضغوطا نفسيّة تمزّق عقولهم وأجسادهم. وأغلب النّاس يتغلّبون لوحدهم على هذه الأزمات بمرور الوقت، ولكنّ البعض قد تستمرّ عندهم لأشهر أو حتى لسنوات فتتحوّل إلى اعتلال نفسي ومرض فيحتاجون لمراجعة مختصّين في الصحّة النفسيّة كي لا تتدهور حالتهم وتصبح خطيرة.

وكي لا نصل إلى هذه الحالة الخطيرة، المهم في الأزمات الإنحياز للتفاؤل والهدوء والثّبات الإنفعالي،وتعزيز النّظرة الإيجابيّة، بالرّغم من سوء الأوضاع،ومحاولة التكيّف مع الظروف الرّاهنة وتنظيم أسلوب حياتنا وفق هذه الظّروف، والأهم أن نشعر بأنفسنا ولا نكبتها في داخلنا، بالتّعبير عن مشاعر الغضب أو الآلام النفسيّة، والتحدّث عنها مع الآخرين من المقرّبين ومن نثق بهم، كما علينا مواجهة الأزمات وذلك باتّباع عدّة خطوات مساعدة للذّات في إدارة الضغوطات النفسيّة من أهمّها:

١_عدم متابعة الأخبار السلبيّة والمقلقة، والتّخفيف من الجلوس أمام شاشات الأخبار ومتابعة قنوات التّرفيه، وقراءة الكتب واللجوء إلى أساليب التّرفيه والتّسلية، وممارسة الهوايات المحبّبة، للتّرويح عن النّفس بعيدا عن الضغوطات اليوميّة.

٢_ممارسة الرّياضة، وأهمّها رياضة المشي المصحوبة بالتّنفس الصّحيح، لأنّ الرّياضة تحسّن المزاج، وتزيد من طاقة الإنسان وحيويّته ونشاطه.

٣_محاولة الابتعاد عن الأشخاص السلبيين، وعن مصادر التوتّر، وتوطيد العلاقات داخل الأسرة من خلال تقديم الدّعم فيما بينهم.

٤_ أخذ قسطا وافرا من النّوم، لأنّ النّوم يوفّر للعقل راحة من العمل الذهني.

وفي النّهاية نصل إلى أنّ الأزمات قد تكون خارج إرادة الإنسان ولكن لابدّ منها طالما نعيش في مجتمع متغيّر، لذا يجب عدم الاستسلام لها، ومحاولةالتّأقلم معها والعمل على التّقليل من حدّتها علينا، وإيجاد الحلول الواقعيّة لها، وإدارة ضغوطاتنا النفسيّة، ففنّ مفتاحه بيدنا، لأنّ الصحّة النفسيّة تتّسم بأهميّة حاسمة لتعافي الأفراد والمجتمعات والبلدان عموما من النّاحيتيْن الإجتماعيّة والإقتصاديّة.

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الارشيف, المقالات واللقاءات. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

*

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.