منظمة UPP الإيطالية تناقش مشاكل وتحدّيات الآثارالآشورية / صور

متابعة / أيهم بويا
منظمة UPP الإيطالية تناقش مشاكل وتحدّيات الآثار والتراث العراقي في ورشة إلكترونية

16 / 07 / 2020
http://nala4u.com

على خلفية التحوّل الفوري والعالمي من ندوات وورش تدريبية والتعليم في قاعات إلى الندوات والورش التدريبية والتعليم عن بعد وذلك نتيجة الإغلاق المؤقت الذي سببته جائحة فيروس كورونا COVID-19.

قرر مشروع معًا للسلام ومنظمة (جسر إلى – UPP الإيطالية)، إقامة أنشطته عبر ندوات ومحاضرات وورش تدريبية عبر الإنترنيت، وتضمّنت هذه الورشة حول التراث والآثار العراقية، لمجموع من الشباب والشابات ومن المهتمين بالتراث والآثار العراقية العريقة، وبحضور أكثر من 80 مشارك من مختلف أطياف سهل نينوى، والذي قدمها لهم البروفيسور الإيطالي فرانكو داغوستينو خبير في علم الآشوريات والآثار، يوم الأربعاء الموافق 15 تموز 2020.

بدأت الندوة من قبل ميسّر الجلسة السيد أميل للو مساعد مديرة مشروع معًا للسلام، حيث تطرّق المشاركون مع ميسّر الجلسة إلى مقدمة عن المواقع الآثرية والآثار القديمة من حضارة بلاد ما بين النهرين (ميزوبوتاميا) وما قام به في السنوات الماضية تنظيمات داعش الإرهابية لجرائم وحشية ارتكبتها بالمواقع والمنحوتات الأثرية.

حيث انطلقت المحاضرة بمقدمة من مديرة مشروع معًا للسلام يسكا فان دي كيرك، أشارت فيها إلى أنّ أولى اهتمامات المشروع هي التعريف بالتراث والآثار العراقية القديمة والتي تعتبر تراثاً ثقافياً هو الأغنى في العالم لافتةً إلى أن هذا التراث تعود ملكيته لكل البشرية.

في بداية الندوة الإلكترونية تطرق البروفيسور الإيطالي فرانكو داغوستينو عن بدايات حياة الانسان البدائي من حيث تأمين الطعام وكيف قام بتربية المواشي والطيور فالحفريات القديمة تكشف نوعا جديدا في مسيرة تطور الإنسان وهذا كما قال البروفيسور داغوستينو ما هو موجود في المواقع الأثرية في كامل أراضي العراق ميزوبوتاميا (بلاد ما بين النهرين). وكذلك تطرق البروفيسور داغوستينو على الحضارات المتعاقبة في هذه المواقع الأثرية المهمة من العالم منها في أور التي كانت عاصمة للسومريين، ونمرود عاصمة ثانية للآشوريين، وبابل التي كانت عاصمة الكلدانيين، وكانت أوروك إحدى أهم المدن السومرية التي بنيت في القرن الخامس قبل الميلاد، ومركزا دينيا كبيرا.

قال السيد فائق حميد أحّد المشاركين في الندوة الإلكترونية “يعد العراق واحدا من البلدان المهمة في الشرق الأوسط، و لعلَّ الدولة، والحكومات المحلية هي أكثر الجهات تحمُّلاً لمسؤوليّة المحافظة على المواقع الأثريّة التي تقع ضمن حدودها، وذلك من خلال عملها الدؤوب على تنظيفه، وترتيبه، وتهيئته لاستقبال الزوار، إلى جانب تعريف العالم عليه؛ إحياءً له، وجذباً للسياح”.

ويضيف حميد ” كما أن المواطنين مسؤولون أيضاً عن المواقع الأثريّة، وذلك من خلال عدم العبث بها، أو تخريبها؛ خاصّة وأنّ هذه المواقع تعتبر إرثاً وطنيّاً هامّاً، وحسّاساً، ويجب ألا تكون في أي وقت من الأوقات عرضة لأنواع العبث المختلفة.”

وتشير سمر إبراهيم إحدى المشاركات في الندوة “الآثار تفقد الكثير من قيمتها إذا لم يجر استخراجها من قبل مختصين يوثقون خلالها تاريخ الاستخراج والموقع المستخرج منه وما إلى ذلك من معلومات مهمة تعطينا صورة واضحة عن تاريخها”.

وتضيف إبراهيم ” في فترة داعش تم النبش العشوائي في محافظة نينوى ، حيث تم الحفر في تلال أثرية منها المسيحلي وتل عبينة وتل حويش (مدينة اوباش الآشورية)، وتم النبش في أنفاق جامع النبي يونس داخل الموصل، والتلال الأثرية في منطقة الحويجة جنوب غربي محافظة كركوك ناهيك عن تدمير متحف الموصل الحضاري ومنارة الحدباء ومدينة النمرود بالكامل”.

ويؤكّد عباس جاسم أحّد المشاركين في الندوة عبر الانترنت “التراث العراقي الذي يعتبر أعم وأشمل في توصيف إرث الشعب العراقي، ذلك لأن التراث من حيث معناه هو ‎كل ما خلفه السلف من آثار علمية وفنية وأدبية، ‌‌‏سواء مادية كالكتب والآثار وغيرها، أم معنوية كالآراء والأنماط والعادات الحضارية ‌‌‏المنتقلة جيلاً بعد جيل، مما يعتبر نفيسًا بالنسبة لتقاليد العصر الحاضر وروحه‎، وهو يمثل تأكيدًا على العلاقة العضوية بين الماضي والحاضر، وتأكيدًا على الارتباط ‌‏الروحي ‏مع الماضي، ويعتبر أساسًا لتكامل الهوية الوطنية، ناهيك عن بُعده العالمي كأساس لتكامل الهوية الانسانية‎.‎”

ومشروع معًا للسلام هو مشروع صممته المنظمة (جسر إلى – UPP الإيطالية) وتموله منظمة Malteser الدولية. تم إطلاق المشروع في أوائل عام 2019 وهو مشروع لبناء السلام.

يهدف المشروع إلى تعزيز دور الشباب والثقافة وتعزيز التماسك الاجتماعي في محافظة نينوى.

يتضمن المشروع محتويين: فعاليات وأنشطة البناء في المجتمع. بالنسبة لعنصر البناء، قامت UPP ببناء ثلاثة مراكز شبابية، كل منها به ملعب رياضي ، وأعاد تأهيل مركز رابع. علاوة على ذلك ، يشمل المشروع بناء أو إعادة تأهيل ستة مساحات مجتمعية: إعادة تأهيل نادي قرقوش الرياضي ، إنشاء حديقة في برطلة ، تأهيل المكتبة العامة وحديقة في تلكيف، إنشاء ملعب في بحزاني ، وإعادة تأهيل الحديقة في نمرود.

تستخدم UPP مراكز الشباب الأربعة التي تم إنشاؤها أو إعادة تأهيلها لتنظيم الأنشطة والفعاليات المجتمعية. وهم موجودون في سيد حمد ونمرود وتلكيف وتوبزاوا. تشمل الأنشطة الرياضية ، مثل كرة القدم والكرة الطائرة وكرة السلة والتزلج وتنس الريشة. يتم أيضًا تنظيم الأنشطة الفنية، مثل الرسم والرسم والحرف اليدوية ودروس الموسيقى. يتضمن المشروع أيضًا تدريبات تعليمية: محو الأمية ، ودروس أساسية في الكمبيوتر ، وتدريب على الإسعافات الأولية ، ودروس في مواضيع مدرسية مختلفة. النوع الأخير من الأنشطة في مراكز الشباب يركز على التراث الثقافي للعراق ونينوى وسيشمل ورش عمل وزيارات ميدانية لمختلف المواقع الدينية والتراثية.

باستثناء الأنشطة في مراكز الشباب ، يعمل المشروع أيضًا في قطاع التعليم لدعم التماسك الاجتماعي في المدارس. يتم تنظيم الدورات التدريبية على تعليم السلام و الدعم النفسي للمعلمين وسيتم دعم الأنشطة المتعلقة بهذه الموضوعات للأطفال.

تم تعليق الأنشطة منذ إعلان حظر التجول بسبب جائحة فيروس كورونا. منذ ذلك الحين ، كان مشروع “متحدون من أجل السلام” رائداً في إطلاق حملة التوعية والرسائل الوقائية حول فيروس كورونا من خلال فرق من المراكز التي تجولت في مناطق وقرى سهل نينوى حاملاً كتيبات وملصقات لتثقيف السكان ومنع فيروس الكورونا.

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الارشيف, الفن الآشوري, ثقافة, كتب , تاريخ. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

*

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.