صفحة المهى (14) من أجل عالمٍ متوازنٍ وسليمٍ وأجمل

شذى توما مرقوس
صفحة المهى ( 14 ) حول الحملات الجائرة لإبادة وقتل الكلاب السائبة

23 / 04 / 2020
http://nala4u.com

صفحة المهى ( 14 ) من أجل عالمٍ متوازنٍ وسليمٍ وأجمل

( سلسلة صفحة المهى لأخبار الشأن الحيواني وعالم الطب البيطري )

( التنوع الحياتي هو أجمل ما يتميز به كوكبنا الأرض ، تصوروا كوكباً ليس فيه سوى الإنسان كنموذج للحياة ؟ ما هو شعوركم ؟ )

حول الحملات الجائرة لإبادة وقتل الكلاب السائبة
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بقلم : شذى توما مرقوس
الثلاثاء 21 / أبريل / 2020 م

( بداية يجب الانتباه إلى أن حملات الإبادة تتم بناءاً على طلب الأهالي والشكاوى المُقدمة منهم للجهات المعنية ) .

الحلول المُمكنة والبديلة لإيقاف أو الحد من حملات إبادة الكلاب السائبة يُمكن تدريجها بالتالي : ــ

الأولى : الاتجاه كأفراد نحو تربية الكلاب المحلية بدلاً من الأجنبية ، إذ بإمكان كل فرد منّا تحقيق صورة ملجأ مُصغر من خلال توفير المكان والمأوى لكلب محلي واحد فقط ( خصوصاً الجراء ) وتبنيه وتربيته بدلاً من تربية كلب أجنبي مستورد، وبهذا يُساهم مُساهمة فعلية في تقليص أعداد الكلاب السائبة وحفظ الشوارع خالية وآمنة ، كما يحمي الكلب من كل أشكال العنف التي يتعرض لها في الشارع ، ويحميه صحياً أيضاً ( التلقيح ، التغذية الجيدة ، المأوى النظيف والآمن … وإلخ ) .

ثانياً : ضرورة توجيه الطلاب في المدارس ، وأيضاً الأطفال ضمن الأُسر بحسن التعامل مع الحيوانات ونبذ العنف .

ثالثاً : السيطرة على أعداد الكلاب السائبة وجعل أعدادها ثابتة بما يتلائم مع تحمل البيئة التي تعيش فيها ، وهنا نحن نتحدث عن التعقيم كخطوة ضرورية ومطلوبة ومهمة ، حيث يتم اتباع منهج التكاثر المُسيطر عليه وليس العشوائي أي المُحافظة على أعداد ثابتة من الكلاب في المجموعة الواحدة ( أيضاً بإمكان كل فرد أن يُساهم في ذلك من خلال تعقيم الكلب الذي يتبناه أو يتكفل مثلاً بمصاريف تعقيم كلب …….. وإلخ ) .

التعقيم هو حل لتحديد العدد والمُحافظة على عدد سُكاني ثابت للكلاب ، والتعقيم في الكلاب مُشابه في أسبابه وغاياته لعمليات تنظيم النسل في الأُسرة البشرية ، حيث تكتفي العائلة الواحدة مثلاً بأربعة أطفال أو ثلاثة … وإلخ لضرورات ومُبررات تهمُّ الأسرة .

سأضرب مثالاً مُبسطاً هنا للتوضيح بشأن اتباع التعقيم كضرورة :

مثلاً في المحلة الفُلانية تتواجد مجموعة مُكوّنة من خمسة عشر ( 15 ) كلباً سائباً ، يتم تعقيم عشرة ( 10 ) كلاب منها ، ويُسمح للخمسة ( 5 ) الباقية بالتكاثر ضمن المجموعة ، بهذه الطريقة يتم السيطرة على التكاثر العشوائي في هذه المجموعة ، حيث تتكاثر ضمن عدد معين لتشكل خمسة وعشرين ( 25 ) إلى خمسة وثلاثين ( 35 ) كلباً في المجموعة ورُبّما أقل ( هذا على سبيل المثال ) ، أي يبقى العدد محصوراً ضمن مستوى مقبول تتحمله الرقعة الجغرافية لهذه المحلة ، ويُمكن مثلاً إعادة هذه العمليات كل سنتين أو ثلاثة ( مع الأجيال الجديدة المولودة من الكلاب ) ضمن المجموعة الواحدة وبهذا يتم المحافظة على عدد ثابت .

التكلفة المادية لهكذا خطوات أقل بكثير من الأموال التي تُصرف على حملات الإبادة الجائرة وهي حملات لا إنسانية لا تليق بإنسانية الإنسان على الإطلاق ، وأيضاً من خلال اتباع منهج التعقيم للكلاب في المجموعة الواحدة لتحديد أعدادها يكون بالإمكان اختيار الصفات الجيدة والمطلوب توفرها في الأجيال الجديدة المولودة منها ( مثلاً : حجم الكلب ، مدى أرتفاع القوائم ، نوع الشعر الذي يغطي جسمه ، طول الشعر أو قصره ، اللون …. ….. وإلخ من الصفات ) .

رابعاً : كما إنني ومن خلال هذا المنبر أدعو المجموعات المُهتمة بتدريب الكلاب للتوجه نحو تدريب الكلاب المحلية للاستفادة وإن من بعضها على الأقل وتأهيلها للمجالات المتعددة التالية ( وحسب خصائص كل كلب وقابليته وصفاته ) :

الكشف عن الممنوعات ، مرافقة فاقدي البصر ، الحراسة ، مرافقة الأشخاص الوحيدين ، انقاذ الغرقى ، البحث عن الضحايا تحت الانقاض ، مرافقة الأشخاص المشرفين على الموت لمُساعدتهم نفسياً ، مرافقة الأطفال الذين يعانون من عاهات بدنية أو عقلية ، خدمة الأشخاص المُعاقين …. وإلخ من خدمات تقدمها الكلاب مجاناً للبشر .

خامساً : مُساعدة ومُساندة ملاجئ إيواء الكلاب الموجودة وكذلك الأشخاص ذوي المُبادرات الفردية المحدودة في حماية الكلاب والاهتمام بها وباحتياجاتها ، لأن ذلك سيُساهم وبشكل كبير في الحد أو التقليل من تكرار حملات إبادة الكلاب السائبة

وكما سبق وإن أشرتُ إلى أن إقدام الجهات المعنية على بناء الملاجئ للكلاب لهُ فوائد جمّة للطرفين ( الإنسان والكلاب ) ، حيث يرفعُ عن الكلاب الآلام والمآسي التي تُعانيها ويُوفر لها بيئة آمنة وسليمة ويحميها من العنف ، بنفس الوقت الذي يحفظ الشوارع آمنة وخالية ونظيفة ، ويضمن للطرفين ( الإنسان والكلاب ) الصحة والسلامة ، ويُنهي التصادمات التي تحدث بين الطرفين ، كما إن بناء الملاجئ يوفر آلاف الدرجات الوظيفية ( حراس ، عُمال تنظيف ، مدربين للكلاب ، أطباء بيطريين ، محلات انتاج الأغذية الحيوانية ، محلات توفير مستلزمات واحتياجات الكلاب …….. وإلخ ) .

ختاماً القتل هو جريمة وليس لهُ تسمية أخرى ، والجريمة يجب أن تُدان .

شكراً لمتابعتكم واهتمامكم ، ولي عودة قريبة ثانية وبتفاصيل أكثر عن هذا الموضوع .

مع تحياتي للجميع .

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الارشيف, المقالات واللقاءات. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

*

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.