ما الذي يريده الشعب الاشوري؟

وليم ميخايل

بحثا عن الوطن القومي الآشوري
المشاريع المقدمة في القرن العشرين

ترجمة وإعداد
وليم ميخايل
الطبعة الاولى
كلفورنيا – 2001

الفصل السادس
ما الذي يريده الشعب الاشوري
د. جورج حبش

المملكة المتحدة – 1999

1- برلمان في المنفى

الشعب االاشوري قومية وكيان. وهذا الشعب والكيان غير ممثل بسبب غياب الدولة. عدة ملايين منهم ما زالت تعيش في بيت نهرين مع جزء كبير منهم في المنفى. في موطنهم – موطن اجدادهم – هناك ما لايقل عن عشرة دول اعضاء في الامم المتحدة. اما الشعب الاشوري، السكان الاصليين، فانهم لم يحصلوا على دولتهم القومية او حتى حق المشاركة في السلطة ضمن الدول المتواجدة.

هناك العديد من الاحزاب والمنظمات الاشورية الحديثة التكوين ولكنها اما مقيدة محليا او طائفيا او مذهبيا او معترف بها في غير الاوساط الاشورية. المنظمات الاشورية المتواجدة سواء كانت مدعومة جزئيا او غير مدعومة على الاطلاق من قبل الجماهير الاشورية. فانها تكمل بعضها في قيادة الشعب بدون برنامج عمل واقعي يحدد عملية الخلاص الاشورية. اغلبية الجماهير الاشورية لا تجد من يمثلها. لهذا، فان الدعوة الى تشكيل البرلمان الاشوري في المنفى يعتبر حاجة ماسة.

1-ان البرلمان المكون من الممثلين والمنتخبين يكون مفوضا من قبل الجماهير الاشورية حسب اطار العمل المٌعّرَف:

  • سيكون البرلمان اعلى سلطة شرعية ممثلة للشعب الاشوري وتتخذ القرارات على المستويات المحلية والاقليمية والعالمية.
  • اعضاء البرلمان يمثلون انفسهم كشخصيات وطنية ويمثلون المنظمات والاحزاب.
  • سيمثل المؤتمر الشعب الاشوري دوليا. وستتفرع منه منظمات تتعامل مع القضايا المحلية.
  • يكون مقر المؤتمر في الولايات المتحدة او أي دولة اوربية محايدة كسويسرا مثلا.

2-منطقة الحكم الذاتي في شمال بيت نهرين

يقسم وطننا القومي اليوم الى المناطق التالية: الشمالية الشرقية تحت سيطرة الاكراد. والشمالية الغربية تحت سيطرة العرب (الحكومة المركزية).

الشعب الاشوري هو قومية متميزة مسلوبة الوطن القومي بسبب خيانة القوى العظمى. قد نكون نحن الشعب العريق الوحيد الذي لا يملك وطنا قوميا.

نحن كأفراد ومنظمات وحركات سياسية علينا ان نعلن بوضوح في مطالبنا وبياناتنا بان الحد الادنى الذي نطالب به هو منطقة حكم ذاتي ذات حدود واضحة بين الاكراد في الشرق والعرب في الجنوب. منطقة الحكم الذاتي التي نطالب بها هي الاقليم المعروف بـ “ولاية الموصل” المحددة قبل اعادة ترسيم المنطقة واعلان دهوك وعقرة كمحافظات مستقلة عن الموصل. وهذا يتطلب تعيين الحدود بواسطة المفاوضات في مناطق زاخو ودهوك وعقرة واربيل والحظر (مقابل تكريت في جنوبي الموصل تبعد عنها نحو خمسة وثمانين كلم.) وآشور.

نحن كشعب لن نعيش كعبيد في موطننا القومي وكقومية لن نقيم في المنفى الى الابد. نحن نطالب بكامل حقوقنا في ادارة شؤوننا، في وضع مساوي للوضع الممنوح للأكراد. سيضم اقليمنا (الاشوري) وبشكل طبيعي جماعات عرقية مختلفة ولكن الادارة ستكون آشورية. وستكون كل الجماعات العرقية ممثلة بشكل ديمقراطي. اما الاشوريون المقيمون في الاقاليم الاخرى خارج السيادة الاشورية داخل العراق او في المنافي مشتتين في العالم فانهم سيعودون الى وطنهم وسيكونون القومية ذات الاكثرية العددية.

هذا هو حقنا في ان نعيش احرارا ونضمن مستقبل وحرية اجيالنا القادمة. في نفس الوقت نتعايش جميعنا آشوريين وغير آشوريين في سلام وازدهار.

حقوقنا الاستقلالية ستضمن لنا الحقوق التالية:

  • منطقة حكم ذاتي مع مجلسين تشريعي وتنفيذي.
  • قوة شرطة آشورية.
  • ستكون الاشورية هي اللغة الرسمية.
  • تعليم آشوري وجامعة آشورية.
  • ثقافة آشورية ومسيحية.
  • أعلام بتوجيه آشوري.
  • اعادة المنطقة الى طابعها وهويتها الاصلية الاشورية، ذلك باعادة بناء المدن والقرى لاسكان العائدين. 3-العمل وليس التراخي

الاشوريون كأفراد وكشعب، هم الاكثر اتحادا داخليا بين كل شعوب العالم. مسلوبي السيادة لما يقارب 2500 سنة، هذا الشعب المرن (القابل للتكيف) عاش ويعيش في أمل رغم المعاناة والاضطهادات والمجازر التي جرت لابادته من على وجه الارض. كوننا لا نملك السلطة ومكبوتين جعلنا موحدين. فالمؤمرات المحبوكة جيدا وتفتيتنا مذهبيا وطائفيا، كل هذا لم يستطع ان يقطع اوصالنا. لقد احتفظ شعبنا بقدراته وايمانه. الامم الكبيرة والامم الصغيرة وشعوب متحضرة شاركت في حروب اهلية وانتفاضات وثورات وانقلابات، لكن وحدة شعبنا كانت متينة وكانت محل فخر واعتزاز.

لا يوجد شعب اكثر اتحادا وانسجاما منا نحن الاشوريين لكوننا نشترك في تاريخ ملئ بالانتصارات ونشترك في اللغة. الايمان القويم المقدس والعيش المشترك. بالرغم من ان العهد القديم قد حكم على اجدادنا، الا ان شعب العهد الجديد ما زال حيا بالايمان بالرب المسيح وهو بالتالي متحد.

هناك بعض المسائل باختصار في هذا التحرك:

  • ان اكثرية شعبنا غير منتمية الى جبهة او حركة سياسية، لهذا يجب ان يكونوا تحت قيادة كفؤة وفعالة.
  • ان شعبنا في الوطن مضطهد، ولكن علينا ان نكون مهيئين لساعة التحرير وما ستؤدي اليه على صعيد التحرر القومي.
  • هؤلاء الذين خدعوا في السابق بشعارات سيجدون ان العالم قد تغير وان هذه الشعارات لم تعد تناسب المنطق الاشوري.
  • يسمح لكل من يعتبر نفسه غير مكترث بالقضية القومية الاشورية ان ينظم الى صفوف القوميين بالانتماء والمشاركة الايجابية والا فانه غير معني.

-علينا جميعا المشاركة لمصلحة الشعب الاشوري، كل حسب امكاناته من اجل تقوية هيكلية هذه الامة.

  • تشجيع جماهيرنا في الداخل على البقاء، انهم أساس وجودنا القومي.
  • تشجيع جماهيرنا في خارج الوطن للاستعداد للعودة، انهم الاعمدة التي تقوم عليها هذه الامة.

4- هوية آشورية واحدة

يجب ان يكون الهدف الاشوري مبدئيا هو جمع الاشوريين في وطننا القومي. لهذا ومن اجل هذا الهدف فاننا سنحمل هوية قومية واحدة. أجدادنا حكموا موطننا الاصلي وقادوا شعبا يسمى الشعب الاشوري وجماهير تدعى الجماهير الاشورية. بعد 25 قرنا بدون دولة وبدون سيادة معترف بها، فان من النتائج الطبيعية ان يقسم الشعب الواحد الى مذاهب دينية. هذا التصنيف هو فعال وعاطل في نفس الوقت، فعلينا ان نقبل هذا الامر ونرفضه في نفس الوقت.

نحن نرفض التقسيم المذهبي لانه ليس من صنعنا. بل صنعه حكم الغرباء المحتلين لارضنا كالفرس والمسلمين والعثمانيين. لقد قبلنا به لانه الامر الواقع. الوطن الاشوري هو وطن كل الذين ينتمون الى الشعب الاشوري العريق مهما كانت التسمية التي اطلقت عليهم كالاشوريون او الكلدان او السريان. قد ننظر الى هذه التصانيف كطائفية او مذهبية او لغوية لكن الواقع ان هذه التقسيمات هي واقعنا اليوم وهي تطلق على شعب واحد يقيم في وطن واحد وهو الوطن الاشوري وهذا الشعب هو الشعب الاشوري.

وفي هذا المجال علينا ان نناقش الافكار الاساسية التالية:

  • الاشوريون والكلدان والسريان الذين كنا يوما شعبا واحدا علينا ان نتحد لاستعادة وطننا الاشوري واعادة بناء دولتنا الاشورية لصالح كل الاشوريين.
  • ملوكنا حكموا وطنا واحدا وشعبا واحدا ننحدر منه أشوريو اليوم.
  • عند تأسيس السلطة الاشورية، فان التغييرات التي ستحدث عبر الاجيال المتعاقبة ستولد شعبا موحد الهوية واللغة ويملك القاسم المشترك لكثير من الامور الاساسية ليؤدي ذلك الى ازالة الكثير من الحواجز النفسية التي تقسم ابناء شعبنا.
  • هوية واحدة ستحقق لنا اكثرية بينما وجود هويتين سوف لن يخلق الاكثرية مع الجماعات العرقية غير المسيحية.
  • سنستعمل اسماء التصنيفات لاغراض مختلفة ولفترة مؤقتة الى ان ينتهي مفعول التصنيفات.
  • يمكننا اطلاق تسميات اخرى كـ بيت نهرين او بلاد الرافدين او نينوى لكن هذه الاسماء قد لا تتفق مع اراء الكثير من ابناء شعبنا.

5- الاشوريون والحضارة المسيحية

الهويتان الاشورية والمسيحية تتكاملان. في شمال بيت نهرين -موطن اجدادنا- ليس كل مسيحي هو آشوري، لكن كل آشوري هو مسيحي. هذا الموضوع يعتبر مشتركا مع شعوب أخرى كاليوناني والارمني والقبطي التي هي مسيحية بالكامل. تحول كل هذه الشعوب يعود الى مرحلة فجر المسيحية والى زمن الرسل الاولين، مؤسسي الكنيسة المسيحية في 33 م. لعب الاشوريون دورا مهما في التبشير ونشر الرسالة المسيحية بمساهمة آباء الكنيسة والمفسرين واللاهوتيين في الايمان المسيحي المبكر.

بالنسبة للاشوريين كأخوتهم في الديانة مثل اليونان والارمن والقبط، بقي الايمان المسيحي مرادفا للهوية القومية والافتخار. قرون من الاحتلال غير المسيحي كالاحتلال العربي الاسلامي والتركي والفارسي فشلوا في فصل العقيدة المقدسة عن الهوية القومية. كل هذه المجتمعات المتماثلة دينيا. فان الاشوريين عانوا اكثر من غيرهم المعاملة القاسية والاضطهاد والابادة في الماضي والحاضر. بالرغم من ان الاحتلالات رعت وشجعت التشتيت المذهبي ولكن الاشوريين ظلوا متحدين كشعب وهم يعيشون اجواء الكراهية والكبت. في الوقت الذي عاش ابناء الوطن في اجواء الفوضى التي تبناها الاسلام السياسي، فكان من الطبيعي ان يتعلم الاشوريون من اخطاء الماضي والوضع القائم ان هذين الديانتين المتعارضتين غير قابلة للانسجام خاصة عندما لا تحترم الاكثرية طموحات الاقلية. لهذا فان الايمان المسيحي والعقيدة القومية الاشورية هما متلازمتان متشابكتان، وهما اساس وجوهر الوجود القومي الاشوري.

هناك بعض النقاط الاساسية التي يجب دراستها:

  • علينا مقاومة التعريب المفروض علينا وكذلك التكريد والتتريك وعكسها. فنحن لسنا عربا او كردا او اتراك بل آشوريون مسيحيون في كل زمان ومكان.
  • الشعب الاشوري لن يكون علمانيا او دينيا، لان النظامين فاشلين، لكن الكنيسة ستقدم القدوة الاخلاقية-الروحية للمجتمع، في نفس الوقت الذي سيتمتع فيه العلمانيون بحريتهم، كذلك الطوائف الدينية الاخرى المختلفة.
  • يكون التثقيف الديني المسيحي والقومي الاشوري الزاميا في منطقة الحكم الذاتي الاشوري. تكون الايام الدينية المسيحية الرئيسية اعيادا عامة تعطل فيها الدوائر الرسمية. وسيكون يوم الاحد عطلة نهاية الاسبوع الرسمية. وسائل الاعلام ستقوم بدورها في التبشير بالايمان المسيحي. الاعياد القومية الاشورية ستكون ايام عطلات رسمية كأعياد راس السنة الميلادية وايام آخرى سيتقرر الاحتفال بها لاحقا. كما ان العمل سيجري لاعادة الطابع الاشوري لجميع القرى والمدن الاشورية، اما القرى والمدن غير الاشورية فانها ستتحول الى آشورية.

6- الاعتراف بقومية متميزة

من اجل اعادة بعث القومية الاشورية يجب الحصول على اعتراف واسع. هذا الاعتراف المنشود هو أقليمي بين جيراننا واوسع الى المستوى الدولي. أي شعب لن يستطيع الصمود لوحده خاصة عندما يكون محاطا بمعذبين لا يترددون في زعزعته. لهذت يصبح الزاميا على الاشوريون صياغة وحدة متينة وتحالف قوي فيما بينهم وبين اقرب جيرانهم المسيحيون كالقبط واليونانيين والارمن. هذا التحالف المسيحي هو الزامي للجميع لان التاريخ اثبت اهميته. لاننا نشترك بالايمان وبتاريخ مرير. هذا الحليف الجديد يجب التعامل معه بحسن نية مع اصرار على تطوير وحدة حقيقية على اساس من المبادئ المقدسة مع تقليص نقاط الخلاف بيننا خاصة التي حدثت في الماضي. علينا جميعا المساهمة في بناء قوة ومتانة شعبنا في جميع المجالات. ان عالم اليوم يختلف عما كان عليه بالامس قبل نصف قرن وان القضايا الاقليمية والدولية تفرض علينا ان نتحد والا فاننا سنواجه مصيرا يهدد وجودنا ويحوله الى تاريخ قديم.

ان تفاصيل هذا التحالف مفهومة واهميتها حقيقية. هناك ااحتمالين اما نتحد ونصمد معا واما نتداعى ونتفتت معا. وفي هذا المجل علينا ان نتخذ الخطوات التالية:

  • تشكيل تحالف متين ستراتيجي مقدس مع كل جيراننا المسيحين. علينا نسيان ومحو كل خلافاتنا القديمة وسوء التفاهم الحالي.
  • اما عن جيراننا غير الاشوريين والمضطهدين، سنتعاون مع هؤلاء الذين يتبنون الاتجاهات العلمانية، ونتجنب اصحاب الصفحات السود في تاريخنا واولئك الذين يتعارض ايمانهم مع ايماننا. سنتعامل فقط مع الانظمة العلمانية التي حولنا، هؤلاء الذين يودون العيش معنا بسلام.
  • سنسعى للحصول على اعتراف الامم المتحدة بنا باعتبارها منظمة عالمية عظمى.
  • سنسعى للحصول على دعم الدول الاكثر تاثيرا في الشؤون الدولية كالولايات المتحدة والاتحاد الروسي.
  • نسعى للتعاون مع الاتحاد الاوربي.
  • نسعى للحصول على دعم قادة اكبر كنيسة في العالم كقادة الكنيسة الكاثوليكية.
هذه المقالة كُتبت في التصنيف الارشيف, كتب , تاريخ. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

*

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.