قصة قصيرة – يوم في ساحة التحرير/ رد

بقلم جان يلدا خوشابا
يوم في ساحة التحرير … قصة قصيرة

06 / 12 / 2019
http://nala4u.com

الخميس الساعة السابعة مساءً
الرابع عشر من تشرين الثاني

أوصلنا سائق التاكسي أنا وصاحبي القادم من الناصرية وإسمه علي والذي كان طالباً معي أيام الدارسة في بغداد والذي أصر لمرافقتي إلى ساحة السعدون
وقال سائق التاكسي وبلهجة بغدادية ( كم أشتقت لها بعد سنوات الغربة )
من هنا يا شباب أخذوا عربة التك تك وذلك تحاشياً للازداحم وسرعة الوصول لساحة التحرير
وفعلاً بعد تقريباً نصف ساعة كنّا على موعد مع رمز الثورة ومعقلها ساحة التحرير

ترجلنا ونحن مبهورين بكل هولاء العراقيين المتجمعين من أجل هدف واحد الا هو
علو كعب العراق ولا غير
تقربت من شاب يبدو أنه في أستراحة بعد يوم شاق
وقلت له : هل تسمح بسؤال
قال : تفضل
لماذا أنت هنا
لأجل العراق أنه أمي وأبي وكل هولاء أخوتي وواجبي حمايته ورعايته
كم عمرك
سبعة عشر سنة
أنت صغير يا فتى
قد أبدوا لك صغيراً لكن أنظر ليدي ، تمعن بوجهي ، فقد أكل ألهم والغم رأسي ، أنني أعمل حداد وتركت المدرسة لا مستقبل لي لا كرامة ولا صوت ولا أحد يسمعني
وأكمل : أنا معيل عائلة كبيرة وأسكن بغداد الجديدة ( أحد إحياء بغداد )
فكيف لا أثور واطلب بحقي
فقلت له : وماذا تريد من العراق
تنهد طويلاً وهذا راْسه
وقال : أريد بلدي ، أريد أملي ، أريد حقي ، أريد أن أعيش
حضنته وحضنني وكنّا في حالة لم يسبق لي إختبارها وخاصة بعد كل سنوات غربتي

قلت له : تحتاج مساعدة
قال : كلا
قلت : أطلب ماتريد
قال : شكراً
قلت : أنا مغترب عراقي
قال : أهلاً وسهلاً
وبعدها رفع العلم العراقي الذي كان في يده بعد أن قبله ووضع الكمامة وقبل أن ينطلق
قال : أتمنى لكم الموفقية وللعراق الحرية أراكم قريباً
نظرت لصاحبي القادم من الناصرية حضنته أيضاً فقد كان حزيناً جداً لهذا الوضع ولما يجري ويحدث
وبعدها أنطلاقنا والأمل يسيري في عروقنا إلى المطعم التركي لتكملة الجولة .

والبقية تأتي
جاني

***********************************

رد

Gabrie Gabriel

اخي العزيز الاستاذ جان يلدا خوشابا المحترم
تحية طيبة
لقد اجدت في نقل صورة حقيقية من صور التظاهرة العارمة التي اجتاحت بغداد، صورة لمعاناة الشباب الذي انفجر ضد السلطة الفاسدة… شكراً على هذه الصورة وتقبل وافر محبتي واحترامي .

2019/12/09 الساعة 10:14

******************

جان يلدا خوشابا
11 / 12 / 2029

صديقي العزيز جبرائيل الورد
تحية ومحبة تقبل
شكراً على الإطراء وشكراً للرب على الشعور والمسؤولية التي تجمعنا بحب الوطن مهما كان لوننا وشكلنا
بالحقيقة لقد تغيبت عن الكتابة وذلك لانني أجمع بعض ما كتبته من خواطر لانشرها في كتاب .

تحياتي أيها الوفي المخلِّص
جاني

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الارشيف, ثقافة. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.

تعليق واحد على قصة قصيرة – يوم في ساحة التحرير/ رد

  1. Gabriel كتب:

    اخي العزيز الاستاذ جان يلدا خوشابا المحترم
    تحية طيبة
    لقد اجدت في نقل صورة حقيقية من صور التظاهرة العارمة التي اجتاحت بغداد، صورة لمعاناة الشباب الذي انفجر ضد السلطة الفاسدة… شكراً على هذه الصورة وتقبل وافر محبتي واحترامي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

*

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.