هل سيقضي مار باوي سورو شهيدا ؟

بقلم ســامي بلّـو
هل سيقضي مار باوي سورو شهيدا ؟

19/ 02 / 2012
http://nala4u.com

في خضم الاحداث الساخنة على ساحة كنيستنا المشرقية ، وتحديدا الفرع الذي يترأسه البطريرك مار دنخا الرابع ، وربما لن يستسيغ البعض من القراء اطلاق هذه التسمية على فرع من فروع كنيسة المشرق ، وبدورنا يحق لنا ان نسأل المعترضين على مثل هذه التسمية : هل يجب علينا نحن الاشوريون بجميع طوائفنا والتي تضمنا كنيسة المشرق ، وكنائس اخرى ايضا ، ان نتبنى التسميات التي يطلقها رؤساءنا الروحانيين على فروع كنيستنا المشرقية ؟ اليس واضحا بان اطلاقهم لهذه الاضافات على كنيسة المشرق هو بقصد التفريق بيننا والامعان في تقسيم امتنا ؟ وإلا ، ما هو الغرض من اطلاق تسمية الكلدانية والاشورية والسريانية على فروع كنيسة المشرق؟ ان الغاية من وراء هذه التسميات لا يمكن ان تكون بعيدة عن الاعيب السياسة ومناوراتها ، والمحافظة على المناصب والكراسي وتثبيتها على حساب وحدة امتنا ، ولا يمكن في اي حال من الاحوال ان يكون لها علاقة باماننا المسيحي ، هذا الايمان الذي يَعلَم الجميع بانه لا يرتبط بجماعة معينة او شعب او امة على وجه التحديد ، وانما تعاليم يسوع المسيح جلية لا لبس ، والايمان المسيحي هو ايمان اممي ، شئنا ام ابينا ، فليس فيه خير امة ، ولا خير لغة ، يسوع ارسل تلاميذه الى جميع الامم بدون استثناء وامرهم بان يذهبو ويتلمذوا جميع الامم . اذا فان لعبة تسمية كنائسنا باسماء تدعوا الى الفرقة لا يخرج من دائرة الاعيب الشيطان ، ولهذا اقترح ان تسمى كل كنيسة باسم كنيسة المشرق زائدا اسم البطريرك الذي يترأسها ، وهذا خير من زرع بذور التفرقة بين ابناء امتنا ، وهكذا يكون اسم الكنيسة الكلدانية هو ” كنيسة المشرق فرع البطريرك مار عمانوئيل دلي … وهكذا .
وعودة الى عنوان مقالنا ، والاحداث الساخنة على ساحة كنيستنا المشرقية ، بين المطبلين والمزمرين بالانتصارات على ” اعداء الكنيسة والامة ” وبين المؤازرين والمساندين للطرف الاخر ، يرى القوميون المخلصون لهذه الامة بان ما يجري ليس فيه غالب ولا مغلوب ، وان امتهم هي الخسران الاكبر في هذه اللعبة وابناءها هم الضحية في المحصلة ، واصحاب الكراسي والمناصب لن يصيبهم من هذه الخسارة شيئا ، طالما انهم يشبعون رغباتهم بالانتقام ، ويصبون حقدهم وكراهيتهم على بعضهم البعض ويمرروها على البسطاء من ابناء هذه الامة لكي هم بدورهم يدخلون دائرة صراعهم ، وهكذا تنقلب مهمة رجل الدين ، وبدل نشر تعاليم الرحمة والمحبة التي يفترض انه تعلمها من المبادئ المسيحية التي شب عليها ، نراه يعلم الحقد والكراهية .
قبل ايام ارسل لي صديق على بريدي الالكتروني ، بقصد تبادل المعلومات والاطلاع على مايحدث حولنا ، ارسل لي فيديو لاحد مطارنة كنيسة المشرق فرع البطريرك مار دنخا الرابع ، هذا المطران كان يعض مؤمني كنيسته ويحرضهم على مقاطعة قسم من ابناء امتهم ويطلب منهم عدم التعامل معهم ، في حياتي لم ارى حقدا واضحا اكثر من هذا ، إلا الحقد الذي يطلقه الاسلاميون المتشددون عندما يتعلق الامر باسرائيل واليهود ، وكيف يحرضون على مقاطعة اليهود مختصبي ارضهم ، حتى ان الكثير من العرب والمسلمين لا يقرون بهذه المقاطعة ، ولو توفرت ابسط مبادئ الديمقراطية فلن يمنعهم شيئا من التصريح باقامة علاقات طبيعية مع اسرائيل. هذا الحبر الجليل ، ومن على منبر كنيسته يدعو جميع المؤمنين ويطالبهم بعدم مشاركة الطرف الاخر من ابناء امتهم في اية مناسبة وعدم مراجعة اطبائهم او الشراء من محلاتهم ، وحتى المغني الذي يغني في حفلاتهم عليهم مقاطعته ! اي درك وصل هؤلاء البشر واي حقد وكراهية تعشعش في قلوبهم حتى يحرضوا الاخوة على بعضهم البعض ، لست هنا بصدد مناصرة هذا ضد ذاك ، بصراحة ان امر خصومتهم لا تعنيني اذا لم تمس وحدة ابناء امتي ، فهذه الخصومة لم ولن تنتهي ، وليس لها علاقة بايماننا المسيحي ، فقبل قرون زرعوا بين ابناء امتنا بذور الفرقة والتقسيم ، وكل طرف ينعت الاخر بالهرطقة ، وكثيرا ما سمعنا من المؤمنين البسطاء من ابناء هذه الامة الذين ابتلعوا الطُعم ” ادين بالاسلام ولا ادين بمذهب الطرف الاخر” واليوم بعد هذه القرون الطويلة ، قالوا بان لا خلاف بيننا في جوهر العقيدة ، وانما كان اختلاف في التفسير . ان ما يؤلمنا ليس خصومتهم ، ولكن ما يؤلمنا هو ان نرى جمهورا من ابناء امتنا يصفقون للحقد والكراهية ، متناسين بان الاخر الذي يدعو سيادة المطران لمقاطعته وتدميره ، هو اخاه وابن عمه وابن خاله وابن خالته …. وابن امته الاشورية التي يلهج بها سيادة المطران ويريد ان يستغل قوة جمهورها في تدمير جزء معتبر من ابنائها ! ولكن يجب ان نعترف ونشكر سيادة المطران لان خطابه لم يصل الى دجة التحريض على القتل ، لذا حوَّل الموضوع الى من يستطيع ان ينجز له المهمة بكل دقة ، فالاستاذ المذيع قام بالواجب احسن قيام واوصل الرسالة بكل وضوح وهدد بالقتل كل من وقف مع الطرف الاخر ، ولكن قراره بالقتل مؤجل الى حين . وهنا يطرح السؤال نفسه : هل سيقضي مار باوي سورو شهيدا بعد هذا التهديد المعلن ، وهل سيتم ملاحقة من ايده بغية تصفيتهم ، انه امر يدعو الى الحذر وعدم الاستهانة به .
ان الضرر الذي يلحقه غالبية رؤساء فروع كنيسة المشرق ومعهم بعض من المطارنة والكهنة، يستحق من مؤمني هذه الكنيسة ان يتوقفوا امامه قليلا . ويتأملوا ما وصلت اليه هذه الامة على يد رؤسائها الروحانين ، فمتى نستفيق من سباتنا ، ومتى نفي بالتزاماتنا تجاه شعبنا وامتنا ، ونضع حدا لتلاعب الرئاسات الكنسية بمقدراتنا ، انها مهمة ملقاة على عاتق مثقفي الامة ومفكريها لتوعية شعبهم ووضعه في الصور ليتبين ما يجري حوله ، ولا ينساق وراء من يحاول القضاء على امالهم في توحيد امتهم .
بصراحة تمنيت عند سماعي خطاب المطران ، ان يكون الفيديو مفبركا ، كمن يكون يحلم بكابوس ويتمنى عندما يستفيق بان ما شاهده لم يكن الحقيقة وانما حلما مزعجا . ولفائدة القارئ الكريم ادرج ادنا الاصرة التي تقوده الى خطاب سيادة المطران .

http://au.youtube.com/watch?v=VrqRSfHn1tA

ســامي بلّـو


تنويه (nala4u);لاهمية المادة ..لذا تم اعادة نشرها مع التقدير.

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الارشيف, المقالات واللقاءات. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

*

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.