رسائلنا السياسية ورسائلهم الانتقامية !؟

بقلم د .اٌبراهيم أفرام
رسائلنا السياسية ورسائلهم الانتقامية !؟

24 / 03 / 2010
http://nala4u.com

هل حقق آشوريو المهجر انجازات في العقد المنصرم تقلق الأنظمة الشمولية على أرضنا ؟
!الانجاز التاريخي في الحادي عشر من آذار عام 2000 الخصوصية الدروس والعبر
!الانجاز التاريخي في الحادي عشر من آذار عام 2010 التحديات والمخاطر

منذ انهيار الكيان السياسي لشعبنا ولأكثر من 25 قرناً من الزمن ، حاول شعبنا وبشتى الوسائل التشبث بأرضه التاريخية ومقاومة كافة المخططات الهادفة لاقتلاعه من جذوره والالتفاف على استحقاقاته القومية ، فخاض وما زال النضال عن طريق مؤسساته وأحزابه السياسية ليساهم في عملية البناء و التطور للأوطان التي يعيش فيها كيف لا وهو الابن الشرعي للأرض .أن التعبير عن الخصوصية الذاتية من النواحي الثقافية والاجتماعية والدينية والسياسية حق مشروع للأفراد والجماعات والشعوب، وشعبنا يعتبر من الشعوب الأصيلة في بلاد ما بين النهرين ليس من وجهة نظرنا فقط (وغالباً ما يكرر نفس العبارة أخوتنا الذين يشاركوننا العيش على أرضنا أفراداً أو منظمات وذوي الشأن الذين يمثلون الأنظمة الحاكمة في أمكنة مختلفة وفي مناسبات مميزة وخصوصاً في زياراتهم الخارجية أو عند
(استقبالهم لضيوف تستوجب ذكر شعبنا،فهل هم صادقون في ذلك .. !؟

فمن(وجهة نظر الأنظمة الشمولية والأحزاب السياسية القومية الشوفينية والأصولية الدينية تضع مؤسسات شعبنا في دائرة الشبهات وتروج للتهم الباطلة والجاهزة ومنها:انفصاليين،مخربين ،مروجي أجندة الغير وتحديداً الاستعمار الغربي وغيرها من النعوت عندما لا يروق لهم دفاعهم عن أخوتهم على أرض الوطن، وفي مقدمتهم سفرائهم ودبلوماسيهم ومن دار في فلكهم ، حيث يعتبرون مؤسساتنا القومية والحزبية في المهجر مصدر قلق لهم ومبالغين ويعتبرون ذلك تمرداً على حقوق (المواطنة ونكران للجميل وللحقوق التي يتمتع بها أبناء شعبنا على أرضه ودون تمييز في العراق وتركيا وسوريا وايران طبعاً ومن وجهة نظرهم !؟

المخلصين من أبناء شعبنا بمؤسساتهم وتنظيماتهم السياسية ينتفضون على هذا الواقع المهين والكا ريثي ،يعملون بتفاني لرفع جزء من المعاناة والغبن التاريخي الذي لحق بنا كشعب أصيل وصاحب أرض ، محاولين فضح التجاوزات واستنكار القتل والتهجير والمضايقة بكافة أشكالها في أغلبية الدول التي يتواجد فيها وبمستويات مختلفة ، ويقومون بنشاطات معينة ترتقي إلى درجة رسائل تنبيه ذات مغزى سياسي لا يستهان به للأنظمة والقوى المتسلطة على رقاب شعبنا ولو أنها تحتاج إلى المزيد من التنسيق في العمل بعيداً عن المنافع الشخصية والحزبية الضيقة.
شعبنا وخلال تاريخه الطويل تعرض لكوارث عديدة تركت أثاراً سلبية وحقق بعض النجاحات وعلى قلتها مما تستجوب دراستها بتمعن لما تطلب لتحقيقها من تضحيات مادية ومعنوية لا يستهان بها ، فتلك ومن وجهة نظري أضخم من رسالة سياسية من شعبنا و لشعبنا بشكل خاص وللمحيط الذي يعيش فيه في الوطن أو المهجر بشكل عام وقد ترتقي بعض النجاحات إلى مستوى أقل ما يقال عنه انجاز ، و نحن بصدد انجازات الحادي عشر من آذار العظيمة .
الانجاز التاريخي الأول حققه شعبنا في الحادي عشر من آذار عام 2000 ودموع الفرح تغمر عيون ممن حالفه الحظ في مشاهدة الانجاز القومي والتاريخي للبث الحي والمباشر ولمدة أربعة ساعات وعلى القمر الصناعي
ASSYRIA TVاويتل سات ومن مدينة كيسن الألمانية لأول قناة فضائية
مجلة فورقونو (السنة الثالثة العدد 17 آذار/نيسان لعام 2000) وذلك بجهود كل المخلصين من أبناء ويداً بيد مع أعضاء و كوادر ومؤازري حزب تحرير آشور فكان ذلك الانجاز منهم ولهم بعيداً عن الولاءات والأجندة ‘الخارجية.


ASSYRIA TV قناة
كانت رسالة سياسية كانت الصوت والصورة الصادقة لشعبنا ومعاناته دون تأثير أو ضغط أو ولاءات أو شروط أية كانت مصدرها ، ليس بالإمكان الخوض بالتفاصيل فالموضوع قد يطول ويحتاج لعدة صفحات وإنما للتذكير وللتاريخ ، استمرت القناة بالبث لمدة ثمانية أشهر، فكانت التحديات ضخمة ومن كل حدب وصوب وكل من موقعه فعملت الأنظمة الشمولية وأجهزتها المختلفة وبطرقها الخاصة وعن طريق المسيرين والموالين ومنفذي أجندتهم فلم ينجو الانجاز التاريخي من رسائل الانتقام والوعيد والتهديد ومن ثم الانقضاض على ذلك المشروع القومي الرائد بعد ثمانية أشهر.أعتقد مازال ماثلاً في ذاكرة البعض من أبناء شعبنا ،كيف

سارعت أجهزة الأعلام ((الكردية)) في شمال عراقنا بث برامج بلغتنا
MEdA أما القناة التي كانت تبث تحت أسم
ومن دار في فلكها سارعت بنقل البرامج التي كانت تبثها في حينها بلغتنا لتتزامن وبالضبط مع الأوقات التي
Assyria TVكانت تبث فيه
لجذب شعبنا لمشاريعهم وأجندتهم .الدروس والعبر التي يمكن لنا كشعب أن نأخذها بعين الاعتبار من تلك التجربة لا يستهان بها، فلو تم حينها احتضان ذلك الانجا زر ونقله من الخصوصية الحزبية الضيقة ذات الإمكانيات المحدودة والتجربة الفتيه للعمومية القومية الواسعة المترامية الأطراف ومنذ عشر سنوات هل كان وضع شعبنا وقضيتنا بالصورة التي نحن فيها اليوم… !؟
وفي الحادي عشر من آذار عام 2010 وبعد مرور عشر سنوات بالضبط على الانجاز الأول ومرةٍ أخرى دموع الفرح تغمر عيون أبناء شعبنا (هذه المناسبات وللأسف وكأنها محرمة لشعبنا على الصعيد القومي) وذلك بعد تصويت البرلمان السويدي الذي تبنى قراراً تاريخياً حين أعترف بمجازر الإبادة (سيفو)لشعبنا وكذلك للأخوة الأرمن واليونانيين . رسالة سياسية أخرى ترتقي لمستوى الانجاز في تاريخنا ونيابة عن شعبنا وجهها البرلمان السويدي للجهة التي تتحمل المسؤولية التاريخية عن تلك المجازر. هذا الانجاز جاء نتيجة جهود جبارة ولعدة سنوات حين بادر المخلصين لدماء شهدائنا من أبناء امتنا بالنقلة النوعية من الحالة النظرية الضيقة إلى المرحلة العمومية العملية بهدف جذب الانتباه وكسب تأييد الرأي العام العالمي وكما جاء في البيان الصادر في السنة الأولى العدد الأول/حزيران لمجلة فورقونو لعام 1997 م ، فيما كانت افتتاحية العدد الثاني ونفس المصدر لشهري أيلول وتشرين الأول تحت عنوان:( لنحي ذكرى شهداء آشور ونخلدهم بالنضال المستمر) وتبع ذلك العديد من الأعتصامات والتظاهرات واضرابات عن الطعام واحتلال مبنى الأمم المتحدة في جنيف بسويسرا …وغيرها من النشاطات وفي العديد من الدول حيث تخطى موضوع مجازر الإبادة (سيفو) حدود الخصوصية متجاوزاً الجدران المغلقة للبيوت والأندية وتم احتضان الموضوع على المستوى الفردي والمؤسساتي والسياسي والدبلوماسي ليطرق أبواب برلمان سويسرا والبرلمان الأوربي ويعتبر برلمان السويد الأول الذي أتخذ قرار الاعتراف وللأمانة التاريخية علينا ذكر الجهود المتواصلة ومنذ سنوات للنائب يلماز كريمو في هذا المجال
الأغلبية الساحقة مننا عانت وما تزال تعاني من الآثار السلبية والعواقب التي خلفتها تلك المجازر فبعد هذا الانجاز التاريخي علينا أن نكون على مستوى المسؤولية دون استثناء أفراداً ومؤسسات و مرجعيات روحية فالتحدي يتعدى حدود رسائل تهديد الكترونية أو اختراق موقع الكتروني معين من القوميين المتطرفين الأتراك، فتلك لم تكن الأولى ولن تكن الأخيرة وأعتقد أن تصرفاتهم تلك ستزيد من تصميننا على العمل ، فنحن نعلم الملايين من الأتراك و الأكراد ينكرون وقوع أو الاشتراك في تلك المجازر، فالتحدي ورسائل الانتقام تستحق منا التأمل خصوصاً حين يكون مصدرها سياسيين ودبلوماسيين أتراك وما تصريح السفيرة التركية في ستوكهولم والتي تم استدعائها إلى تركيا للتشاور مباشرة احتجاجاً على تصويت البرلمان السويدي خير دليل على ذلك ، فإذا كانت السويد الدولة الأولى التي اعترف برلمانها بمجازر إبادة شعبنا ( سيفو) والرابطة الدولية لعلماء الإبادة الجماعية اعترفت بدورها
IAGS Date: December 16, 2007 كمنظمة دولية غير حكومية
International Association of Genocide Scholars
وأ ذا كان هناك حوالي أحد عشر نصباً تذكارياً حول العالم وبعضها ما زالً قيد الأ نشاء لتخلد ذكرى شهدائنا ، لا يسعني وفي هذه المقالة المتواضعة أذكر: في وسط مدينة سودرتاليا احتضن شعبنا المضربين عن الطعام لمدة ثلاثة أيام احتجاجاً عن قرار الحكومة التركية لمنع التدريس الديني في أديرتنا ومطالبين تركيا الاعتراف بمجازر( سيفو) وبفتح الأرشيف التركي للتحقيق ومحاكمة الدولة التركية ( راجع مجلة فورقونو السنة الأولى العدد 4 كانون الثاني / شباط 1998 ) وفي سودرتاليا ومنذ فترة ليست بالبعيدة وبكل آسف لم يتحقق مشروع النصب التذكاري لنسأل أنفسنا من المستفيد ..!؟ وعلى المستوى الشخصي وكوني حفيد أحد الشهداء أتمنى أن لا يتكرر.موقف مماثل وأنا على قيد الحياة
لنكن على مستوى المسؤولية لنمد يدنا لأخوتنا اليونانيين والأرمن نحن في خندق واحد كنا وما زلنا ، فتحية أجلال وإكبار لكل من صوت من النواب السويديين لصالح القرار بشكل عام وللذين خالفوا رأي أحزابهم بشكل خاص ومن لم يصوت فهو معذور فله تحية أيضاً .من وقف لجانب قضيتنا برأي هم اليوم نواة اللوبي الذي يمكن لمؤسسات شعبنا العمل معهم لنطالب السويد والبرلمان الأوربي للضغط باتجاه فتح تحقيق دولي لما يتعرض له شعبنا بشكل يومي فالمجازر لم تتوقف لا في جنوب شرق تركيا أرض الشهادة ولا في سميلي البطلة ولا في صوريا الضحية ولا في نينوى المنكوبة، لنعمل من أجل اتخاذ قرار أممي يلزم الأنظمة المتسلطة على رقاب شعبتا تنفيذ كافة القرارات والتوصيات المتعلقة بحماية الشعوب الأصيلة، لنحث أمين عام الأمم المتحدة والدول الخمسة الدائمة العضوية في مجلس الأمن وفي مقدمتها روسيا الاتحادية لخلق منطقة آمنه لشعبنا ووضعه تحت الحماية الدولية .المجازر لم تفرقنا الفشل لا سمح الله سيطال جميعنا، والنجاح سيعيد البسمة لأطفالنا ، ودموع الفرح ستغمر عيوننا جميعاً .
http://www.furkono.com/modules.php?name=News&file=article&sid=8910

د .اٌبراهيم أفرام

تنويه (nala4u);لأهمية المادة…لذا تم إعادة نشرها مع التقدير.

هذه المقالة كُتبت في التصنيف المقالات واللقاءات. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

*

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.