هل وفاء الكلاب هو لاصحابها ام لمطعميها ؟

بقلم اللواء بولص مالك خوشابا
هل وفاء الكلاب هو لاصحابها ام لمطعميها ؟

11 / 01 / 2018
http://nala4u.com

ساروي لكم هذه الحادثة واحكموا انتم على وفاء الكلاب .. كان داري في قرية بابلوا مجاورا لدار المختار وكان الاخ المختار من هوات تربية الكلاب الشرسة واثناء وصولنا الى بابلو اقمنا انا وزوجتي في دار صغيرة تعود لصديقي العزيز زيا حنا الذي اثثها انا ومن ثم التحقت بنا المرحومة والتي كانت تقيم في دار المختار وقتيا لحين وصولنا وكان لامختار كلب ابيض ضخم وشرس وكانت زوجتي تخاف منه ولكن اهل الراي نصحوها ان تطعمه لكي تتجنب شره وبالفعل فتحت زوجتي فدور الطعام امام الكلب واصبح هذا الكلب جزء منا فهو مقيم امام دارنا ويرافق زوجتي اينما تذهب سواء في زيارة اهل القرية او التمشي لمسافات بعيدة وكان بمثابة الحارس الامين لها يراقبها ويراقب كل من يقترب منها من البشر واما بقية كلاب القرية فلقد كانوا يهابون هذا الحارس الامين فلا يتجرا احد منهم من التقرب من جينا وبمرور الوقت ياس الاخ المختار من استعادة ولاء كلبه له فاخذ يفتش عن اصول الكلاب الشرسة في دهوك حتى وجد ضالته في كلبة من اصول شرسة فحصل على الجرو من اصحابها وعزل هذا الجرو عن اولاده لكي لا يلعبون معه ويفسدون شراسته وبعد ان كبر الجرو ظهرت علامات الشراسة فيه ولكنه لم يكن يجرا على التحرش بزوجتي لانه كان يخاف ردة فعل كلبنا المتبنى وبالفعل وفي احد الايام فجرا وصلت سيارة الاجرة التي تقل زوجتي ووالدتي الى بغداد وبينما نحن ننقل الحقائب في سيارة الاجرة بدا كلب المختار الجديد ينبح بصوت عالي عليهما مستغلا عدم وجود كلبنا حيث كان يبيت الليالي في مسافات بعيدة لحراسة الدار والقرية ولكن ذكاء كلبنا اوحىله بان من تطعمه معرضة للهجوم من قبل منافسه الجديد وبسرعة البرق وجدنا كلبنا ينقض على كلب المختار الجديد وباءت كل محاولاتنا انا والمختار واولاد المختار وزيا لانقاذ كلب المختار من غضب كلبنا ولكننا لم نفلح ولكن كلب المختار تمكن من التملص من اسنان كلبنا بعد صراع دام اكثر من ربع ساعة وولى هاربا ..
هذه الحادثة اعطتني انطباعا جديدا عن غريزة الكلاب ووجدت فيها مادة جيدة تنطبق بعض فصولها على بعض البشر واعني الخونة الذين لا تهمهم سوى بطونهم ولكن ما يفرقهم عن كلبنا هو ان الاخير وبالرغم من ان دافع ولاؤه هو بطنه ولكنه دافع بشجاعة واخلاص بعكس الخونة من البشر حيث يتركون الساحة ويفتشون عن اخرين يشبعون بطونهم …

بولص مالك خوشابا

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الارشيف, المقالات واللقاءات. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

*

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.