الشبيبة الآشورية والعمل القومي

بقلم د.جميل حنا
الشبيبة الآشورية والعمل القومي

07 / 01 / 2018
http://nala4u.com

الشبيبة تَبني كيان الأمم ومستقبلها.ومنذ العصور القديمة كان الشباب يلعبون دوراً هاما في حياة مجتمعاتهم في العمل والبناء والدفاع.كان منهم الطالب الذي يتلقى العلم والمعرفة و العامل في كافة مجالات الحياة والمحاربون في ساحات القتال يدافعون عن وطنهم.الشباب بقدراتهم الجسدية والفكرية يجسدون طموح وآمال الشعوب ببناء الوطن وتقدمه وتطورالمجتمع ليواكب التغيرات الحاصلة في الكون من أجل بلوغ مستقبل مزدهرلأوطانهم,وهم مستقبله.إن نظرة موضوعية إلى واقع الشبيبة الآشورية في ظل الظروف المأساوية التي تمر بها بلداننا في العراق وسوريا وتركيا وإيران ولبنان, يوضح لنا حجم الدمارالفكري والنفسي والجسدي الذي لحق به نتيجة السياسات القومية والدينية العنصرية الحاكمة والمجموعات الإرهابية المتكاثرة في ظل هذه الأنظمة.وهذه الظروف المدمرة دفعت بالكثيرمن الشبيبة بالهجرة القسرية لئلا يكونوا وقوداً يحرقون من أجل بقاء أنظمة الاستبداد على عروشهم الواقفة على جماجم وبحر دماء الناس الأبرياء.ولا أن يكونوا أداة في يد الميليشيات او ما شابه من ذلك من تسميات لمجموعات قومية عنصرية التي فرضت وجودها بقوة السلاح من أجل تحقيق مشاريع تدميرية تهدف إلى تمزيق وحدة الوطن وكما هو الحال في شمال العراق والجزيرة السورية.ومع كل التغيرات الحاصلة في بلداننا سيبقى الشباب يمثلون الديناميكية الحيوية بالحفاظ على استمرارية وجودنا القومي على أرضنا والدفاع عن ما تبقى من أبناء الأمة.وبدون مشاركة الشباب والإنخراط في مؤسسات شعبنا منها السياسية والمدنية لا يمكننا أن نتصور أي استمرارية للكفاح القومي والأرتقاء بعمل وأساليب هذه المؤسسات ليكون في مستوى التحديات الخطيرة ألتي تواجهنا إلا بوجود هذه الفئة وبجدية تامة وبشكل كثيف في هذه الأطر التنظيمية.أن الأهتمام والعناية الواعية والتوجيه السليم للشباب يوفرأرضية صحيحة لمواجهة كل أنواع المخاطر.ولذا يجب أن تأخذ القضايا الشبابية ومؤسساتهم بإهتمام ودعم جدي من قبل الجميع لبناء جيلاً قوياً سليماً فكرياً وجسدياً.والعناية بهم من القضايا المصيرية حيث الظروف الصعبة التي تمربها بلداننا نتيجة الحروب المدمرة والسياسات التعسفية ومذابح الإبادات العرقية المستمرة ضد الوجود القومي لأبناء الأمة الآشورية,لقلع جذورنا من أرضنا التاريخية.أن شبيبتنا تواجه تحديات متنوعة وأغراءات كثيرة ويتعرض لضغوط شديدة للتخلي عن هويته القومية والإنصهار كلياً ضمن كيان القوميات المسيطرة على أجزاء وطننا المقسم.وأن المخاطر في دول المهجر ليست أقل تهديداً لوجودنا ولكن بشكل أخر,حيث تتعرض الشبيبة للإنصهار ضمن هذه المجتمعات الجديدة وتتحول إلى طاقات بشرية تخدم المصالح الأقتصادية وتطورهذه البلدان,وتقليد نمط حياة المجتمعات الغربية بكل حزافيرها من قبل البعض بسبب غياب الوعي القومي.وحتى في ظروف الأمان والسلام في هذه البلدان إلا أن الغالبية مع مرور الزمن يفقد هويته القومية,ومجموع القيم الثقافية واللغوية والتربوية والدينية والعادات والتقاليد الإجتماعية وهذا بحد ذاته نوع من أنواع الإبادة.ولذا يتطلب الأمربوضع إستراتيجية كاملة موحدة على أساس المصلحة القومية لضمان الحفاظ على الوجود القومي.والعمل على دعم المؤسسات الشبابية وتوفير الشروط اللازمة للقيام بمهامها بدون التدخل في شؤونها لكي تستطيع التطوروالإزدهار.ولابد من زيادة الوعي القومي بين صفوفهم,وطرح قضاياهم بكل موضوعية وبشعورعال من المسؤولية ومعالجتها بالطرق العلمية الصحيحة.وتطبيق أساليب عملية مفيدة تحاول مساعدة الشباب على مواجهة الصعاب التي تعترضهم والتشخيص والتحليل الموضوعي الصحيح لكافة المشاكل من أجل تقديم الحلول المناسبة.الحقائق الحياتية توضح لنا إن تحصين الشباب أزاء الأفكار العدمية واللامبالات والسلوكية الضارة يكمن في كسب الشباب للمساهمة في العمل القومي وربطهم بالقضية الوطنية.وتكوين الوعي السياسي لديهم وتوجيه طاقاتهم نحو أهداف محددة بالدفاع عن كيان الأمة.وصقل شخصيتهم يتم عبر المشاركة الفعلية وكسب الخبرة الفعلية لكي يستطيعوا ان يميزوا بين الأفكارالعدمية والأساليب الماكرة والمظاهرالبراقة التي تستهدف كيانه.لكي لا يسقطوا في شباك الدعاية الإستهلاكية وإلا ينقادوا وراء الحملات السياسية المشوها لحقائق التاريخ.إن التسلح بالمعرفة وكسب التجارب اللازمة ضرورية لكي يستطيع بواسطتها صد كل الممارسات والأساليب الضارية بقضايا الأمة,وتحمية من الإنزلاق نحو الممارسات الخاطئة التي تسيء إلى قيمه الإنسانية.على الشبيبة تحمل مسؤولياتها والقيام بمبادارات ذاتيه بتنظيم صفوفها بما يخدم المصلحة القومية مهما كانت طبيعة الظروف قاسية.و بدون الكفاح وتضحيات الشبيبة الذين هم عماد مستقبل الأمة سوف لن يكون هناك استمرارية الوجود.أن أبتعاد الشباب عن هموم وقضايا شعبهم بحجج واهية او حقيقية ليس له أي مبررفعليهم تحمل مسؤولياتهم بكل وعي وأخلاص والأبتعاد عن الأمور التي تدفعهم نحو اللامبالات تجاه القضايا المصيرية لأبناء شعبهم.وليشعر كل شاباً وشابةً من أبناء الأمة الآشورية بأنهم سفراء أمتهم المبعثرة في دول العالم وعليهم تحمل مسؤولية تمثيلها والدفاع عن وطنهم وإيصال مطالبهم إلى كافة المحافل الدولية والوطنية ولفت إنتباهها إلى الإضطهاد القومي الذي يتعرضون له في أوطانهم الأصلية.وعندما نتحدث بشكل عام عن الشبيبة في دول المهجر هناك الكثير من نقاط التقاطع بين الشبيبة في الوطن ومن هم خارجه.في ظل الأوضاع السياسية والأقتصادية والحروب المدمرة وخاصة في الوقت الراهن على المؤسسات الشبابية خارج الوطن وكافة المؤسسات السياسية والمدنية والدينية أن تولي الأهتمام الخاص بالشبيبة الصامدة على أرض آشو,روفي بلدانهم الأصلية في العراق وسوريا وتركيا ولبنان وإيران.وتقديم كافة أنواع الدعم المعنوي والمادي لهم لتوفير بعضا من شروط البقاء والصمود في مواجهة التحديات الخطيرة التي تواجههم من أطراف عديدة.سواء كانت الأنظمة والمجموعات العنصرية القومية والدينية إضافتاً إلى المجموعات الإرهابية من داخل هذه البلدان او المجموعات الإرهابية الصادرة من دول كثيرة في العالم والمستوردة إلى أوطاننا لتدمير حياة شعبنا والناس الأبرياء من بقية الشعوب.أمام المؤسسات السياسية والمدنية والدينية الكثير من المهام الصعبة والمعقدة على الصعيد القومي والوطني والعالمي ومنها مسألة الشبيبة,ولا يمكن تحقيق النجاحات والحفاظ على الوجود واستمرارية أبناء الأمة الآشورية على أرضهم بدون تضافر الجهود ووحدة الموقف من هذه القضايا المصيرية.

د.جميل حنا
2018-01-07

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الارشيف, المقالات واللقاءات. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

*

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.