كُتَّاب القِصَّة القَصِيرَة والقَصِيرَة جِدَّاً/الجزْء الثَاني(29)

بقلم شذى توما مرقوس
كُتَّاب القِصَّة القَصِيرَة والقَصِيرَة جِدَّاً- الجزْء الثَاني (29) (مُضَافاً إِلى ذَلِك فَنّ التَأْلِيف المَسْرَحِيّ وكُتَّابَهُ، وأَدَب الطِفْل) .

18 / 06 / 2017
http://nala4u.com

كُتَّاب القِصَّة القَصِيرَة والقَصِيرَة جِدَّاً- الجزْء الثَاني (29)

(مُضَافاً إِلى ذَلِك فَنّ التَأْلِيف المَسْرَحِيّ وكُتَّابَهُ، وأَدَب الطِفْل)
إِعْداد وتَقْديم : شذى توما مرقوس

الخميس 1 / 5 / 2014  ــ والعَمَل مُسْتَمِّر

 طَابِع المَوْضُوع:

بِطاقَة تَعْرِيفِيَّة بِكُتَّاب وكاتِباتِ القِصَّة القَصِيرَة والقَصِيرَة جِدَّاً، والفنُون المَسْرَحِيَّة، وأَدب الطِفْل مِنْ الوَسَطِ المَسِيحيّ العِراقيّ.

عزِيزَاتي، أَعِزَّائي مِنْ القَارِئاتِ والقُرَّاء، سنَقْرأُ هُنا عَنِ المَسْرَحِيَّاتِ الثَلاث (كومِيدِيَا آدم وحواء، كومِيدِيَا يوسف الحسَن، كومِيدِيَا طوبيا) والقَلِيل جِدَّاً مِنْ المَعْلُومَاتِ عَنْ (حنا حبش) والأَب (ماري جوزيف) ، شَاكِرَةً لِلجَمِيع حُسْنَ صَبْرِهِم في المُتَابَعةِ والاهْتِمام بِهذِهِ السِلْسِلَة.

د ــ كُتَّاب القِصَّة القَصِيرَة والقَصِيرَة جِدَّاً والفنُون المَسْرَحِيَّة وأَدب الطِفْل.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

مُقَدِّمَة بِقَلَم : شذى توما مرقوس

 ( الخميس 26 / 1 / 2017 م ) .

كمَا تَعْرِفُ القَارِئةُ الكرِيمَة، ويَعْرِفُ القَارِئ الكرِيم إِنَّ طابِع هذِهِ السِلْسِلَة الَّتِي أَنا في طَوْرِ إِنْجازِها هو التَعْرِيف بِالكاتِباتِ والكُتَّاب مِنْ الوَسَطِ المَسِيحِيّ العِراقِيّ مِمَّنْ يَكْتبُون نِتَاجاتَهم/ نَّ بِالعرَبِيَّة، دَوْنَ الدخُولِ في مَواضِيعٍ أُخْرَى مُتَشَعِّبَة، ورُبَّما شَائكة كالرِيادَة، أَوْ قَصَبِ السَبْقِ لِمَنْ في هذَا المَجَالِ أَوْ ذَاك، فذَلِك مِنْ اخْتِصاصِ المُهْتَّمين بِهِ.

ولأَجْلِ كُلِّ هذَا فأَنا أُورِدُ الآرَاءَ وأَعْرِضُها لِلقُرَّاءِ والقَارِئاتِ كمَا وَجَدْتُها في مَصَادِرِها دُوْنَ تَرْجِيحِ رَأْي على آخَر، وفَقَطْ بِغيَة عَرْضِها أَمامَهُم/ نَّ، لا غَيْر.

وفي هذَا المَوْضُوع المُخْتَلِف بَعْضَ الشَيْء عمَّا سَبَقَهُ مِنْ مَواضِيع بِسَبَبِ تَبايُن الآرَاءِ حَوْلَ المُؤَلِّف الحقِيقِيّ (ورُبَّما المُتَرْجِم) لِلمَسْرَحِيَّاتِ الثَلاث الَّتِي سيكُونُ الحدِيثُ عَنْها، سيَتِمُّ التَرْكيز على المَسْرَحِيَّاتِ الثَلاثَة المَعْرُوضَة والَّتي تَقْطَعُ بَعْضُ المَصَادِر بِانْتِسَابِها لِحنا حبش، بَيْنَما هُناك مَصَادِرُ أُخْرَى لا تُوافِقُ هذا الطَرْح وتُجِيزُ انْتِسَابَها لِلأَب ماري جوزيف.

لَسْتُ مُلْزَمَة بِتَأْييدِ هذَا الرَأْي أَوْ ذَاك، فهذَا بَعِيدٌ عن غايَاتِ مَوْضُوعي، أَنا أُورِدُها هُنا فَقَطْ.

وسيكُونُ التَرْكِيز في هذا المَوْضُوع على المَسْرَحِيَّاتِ الثَلاثة ومُحْتَواها دُوْنَ التَرْكِيز على عائدِيَة النصُوصُ لِهذَا الطَرَفِ أَوْ ذَاك.

///////////

مَخْطُوطة المَسْرَحِيَّات الثَلاث/

عَثَرَ على المَخْطُوطة الَّتِي تَضُمُّ هذِهِ النصُوص المَسْرَحِيَّة الثَلاثة بَعْضُ طُلابِ مَعْهَد الفنُونِ الجَمِيلَة بِبَغْداد (أحمد فياض المفرجي وزملاؤه) في عام 1966م، وقَدْ خُتِمَتْ بِخَتْمٍ يُشِيرُ إِلى سَنَةِ 1880م ، في مَكْتَبةِ الأَبّ توما عزيزو، وهي الآن في حَوْزَةِ المُؤَسَّسَةِ العامَّة لِلسِينَما والمَسْرَح العِراقِيَّة/ قِسْم الوَثَائق.

ويَعْتَقِدُ المُؤرِّخُون والبَاحِثُون في الشَأْنِ المَسْرَحِيّ العِراقِيّ إِنَّ هذِهِ المَسْرَحِيَّات الدِينِيَّة الَّتِي تُحاكي قِصَص مِنْ العَهْدِ القَدِيم مُقْتَبسَة أَوْ مُعرَبَّة عَنِ التَمْثِيلِيَّات الدِينِيَّة الفَرَنْسِيَّة أَوْ الانْكلِيزِيَّة الَّتِي حَمَلَتْ الأَسْمَاءَ نَفْسَها، ولكِنْ لَمْ يُحدِّدوا طبِيعة هذَا الاقْتِباس، وما إِذَا كانَ قَدْ وَقَعَ على الشَكْلِ، أَمْ على المَضْمُون أَمْ على كِلَيْهِما، (مُفْرَدَة الاقْتِبَاس بِمَعْنَى أَخَذَ وتَعلَّمَ واسْتَفادَ) ، ويَعْتَقِدُ النَاقِد صباح الانباري أَنَّ الاقْتِبَاس بِالمَعْنَى المَذْكُور يُؤَدّي لِلقَوْلِ بِأَنَّ المَسْرَحِيَّات الثَلاث لَمْ تُنْسَخْ عَنْ مَسْرَحِيَّاتٍ سَبَقَتْها، بَلْ اكْتَفَتْ بِالإِفادَةِ مِنْ شَكْلِها الدرَامِيّ حَسْب، ذَلِك لأَنَّ مَضَامِينَها شَائعة ومَعْرُوفَة في الأَوْسَاطِ الدِينِيَّة وغَيْر الدِينِيَّة المُخْتَلِفَة، ولَمْ تَتِمّ مُغايَرتَها إِلا بِحدُودٍ ضَيقَة جِدَّاً، ومَعَ ذَلِك كانَ هُناكَ خرُوجاً قَلِيلاً عَنْ سِياقاتِها.

////////////

عَرْضُ الآراءِ المَطْرُوحة/

بَيْنَما ارْتَبطَ اسْمُ حنا حبش بَالمَسْرَحِيَّات الثَلاث (كومِيدِيَا آدم وحواء، كومِيدِيَا يوسف الحسَن، كومِيدِيَا طوبيا) ككاتِبٍ لَها، أَبَانَ كِتَابُ (المَسْرَح المَسِيحِيّ في العِراقــ دِرَاسَة تَوْثِيقِيَّة) مِنْ تَأْلِيف علي محمد هادي الربيعي (الصَادِر عَنْ مُؤَسَّسَةِ الصَادِق الثَقَافِيَّة في طبْعتِهِ الأُولَى عام 2016 م ، بـ 374 صَفْحَة) ،  طَرْحاً آخَر، ففي الفَصْلِ الثَاني المُعنْون (اشْكالِيَة البِدايَة والرِيادَة المَسْرَحِيَّة) ، أَجازَ المُؤَلِّف لِنَفْسِهِ التَشْكِيك في أَنَّهُ لَيْسَ شَرْطاً وجُودُ الختْم (الدَمْغة) المُثَبَّتَة على الصَفْحَةِ الأُولَى مِنْ مَخْطُوطةِ النصُوص وهي بِاسْمِ (حنا حبش) ذَلِك يَعْنِي هو مُؤَلِّفُ هذِهِ المَسْرَحِيَّات بَلْ “يَجُوزُ إِنَّها مِنْ مُقْتَنياتِهِ وإِنَّهُ دَمَغها بِختْمِهِ لِبيَانِ عائدِيتِها ومَلكِيتِها، فلَيْسَ في الختْمِ أَوْ صَفَحَاتِ المَخْطُوطةِ أَيَّةِ كلِمَةٍ تُشِيرُ إِلى أَنَّها مِنْ تَأْلِيفِهِ، ولَوْ كانَتْ مِنْ تَأْلِيفِهِ لكانَ المَفْرُوض أَنْ يَكْتُبَ على واجِهتِها مِنْ تَأْلِيف حنا حبش، أَوْ أَنْ نَفْتَرِضُ إِنَّها مِنْ تَرْجَمَتِهِ لكانَ الأَمْرُ كذَلِك أَيْضاً، وعمَلِيَةُ دَمْغِ الكُتُبِ والمَخْطُوطاتِ أَوْ مَهْرِها بِاسْمِ مَالكِيها سِيَاقٌ مُتَبَعٌ في عمُومِ المَكْتَبَاتِ الشَخْصِيَّةِ أَو العامَّة… “.

 كمَا يُكْشَفُ عَنْ وَثِيقَةٍ مَطْبُوعةٍ ومَنْشُورَة، واسْتِناداً إِلَيْها نُشِرَ خَبَرٌ في مَجَلَّةِ (نَشْرَة الأَحد) بِعدَدِها المُرَقَّم (27) الصَادِر في 6 / تَمُّوز / 1927م، وعلى الصَفْحَةِ السَابِعةِ والسِتين بَعْدَ الخَمْسمائة، جاءَ في نَصِّهِ التَالي:

[أول رواية مثلت في بغداد كانت رواية يوسف الحسن مثلها تلامذة مدرسة اللاتين الأولون سنة 1874م أي قبل خمسين سنة وكان قد ترجم هذه الرواية من الفرنسية إلى العربية حضرة الأب الرئيس ماري جوزيف ونقح عباراتها العربية الكونت جبرائيل اصفر ونيقولا سيوفي معاون القنصل الفرنسي في بغداد وكان لها وقع شديد في القلوب].

حنا حبش كانَ مُعلِّماً في مَدْرَسَةِ اللاتين بِبَغْداد (وهي نَفْسها مَدْرَسَة الاتِفاق الشَرْقِي) ، وكانَ يُقَدِّمُ المَسْرَحِيَّات لِلطلبَةِ في هذِهِ المَدْرَسَة لِامْتِلاكِهِ المَخْطُوطة النَصِيَّة (صَفْحَة 71 مِنْ الكِتَاب).

المَصْدَر /

مَوْضُوع / أَوْهامُ الرِيادَة المَسْرَحِيَّة في العِراق.

بِقَلَم : محمد حسين حبيب .

في 3 / 2 / 2016 م

الرَابِط :

http://www.middle-east-online.com/?id=217156

///////////

الأَبّ ماري جوزيف/

كانَ بِودِّي تَقْدِيم نَبْذَة وإِنْ مُوجزَة عَنْ حيَاةِ الأَبّ ماري جوزيف، لكِنَّ المَصَادِر خَذَلتْني في ذَلِك، ولَمْ أَتَمَكَّنْ مِنْ جَمْعِ أَيَّةِ مَعْلُوماتٍ عَنْهُ.

القَسّ حنا حبش/

وُلِدَ حنا حبش في قَره قُوش عام 1820م.

دَخَلَ السِلْك الكهنُوتيّ مُنْذُ طفولَتِهِ وأَصْبَحَ قَسّاً في الكنِيسَةِ الكلْدانِيَّة في المَوْصِل وزاخو.

في مُقْتَبَلِ عُمُرِهِ كانَ يُقِيمُ في بَغْداد، ثُمَّ قَدِمَ إِلى المَوْصِل يَخْدِمُ الرَعيَة فيها ومِنْها انْتَقَلَ إِلى شمَالِ العِراق لِخِدْمَةِ رَعيَةِ زاخو في الكنِيسَةِ الكلْدانِيَّة ومَكثَ هُناك إِلى تَارِيخِ وَفَاتِهِ في 28 نيْسان 1882م.

عَمَلَ مُعلِّماً في مَدْرَسَةِ الآبَاءِ الدومنيكان في العِراق.

أَحْوَالُ ذَلِك الزَمَان والمَسْرَحِيَّات الثَلاثَ/

شَهَدَت المَوْصِل في القَرْنِ الثَامِن عشَر فعالِيَّات نَشِيطة لِلبَعْثَاتِ الكنَسِيَّة الفَرَنْسِيَّة، كانَ لَها أَثَراً كبِيراً على الحيَاةِ الاجْتِمَاعِيَّة والثَقَافِيَّة، وكانَ مِنْ أَهَمِّ تِلكَ البَعْثَات: إِرْسَالِيَّة الآبَاء الدُومنِيكان الَّذِين وصَلُوا مَدِينَةَ المَوْصِل سَنَة 1750م وقَدَّموا خَدَمَاتَهُم الطُبِيَّة والتَعْلِيمِيَّة ومِنْها تَأْسِيسُ مَدْرَسَةٍ فَرَنْسِيَّة عُرِفَتْ بِمَدْرَسَةِ الآبَاءِ الدُومنِيكان (المَدْرَسَة الاكلِيركِيَة) والَّتِي كانَتْ تَهْتَّمُ بِالفَنِّ المَسْرَحِيّ التَمْثِيليّ، وكانَتِ المَسْرَحِيَّاتُ الَّتِي تُقَدِّمُها مُؤَلَّفَةً على أَيْدِي كُتَّاب لُبْنَانِيّين وعِراقِيّين، وقَدْ خَرَّجَتْ طَبَقَةً مِنْ المُثَقَّفِين والعُلمَاء اسْتَمَّرَ تَأْثِيرهُم حَتَّى القَرْن العشْرِين، وهذَا التَأْثِير كانَ مَلْحُوظاً ومَلْمُوسَاً في النَشَاطِ المَسْرَحِيّ بِالمَوْصِل، وكانَ لَهُم تَأْثِيرهُم في تَأْسِيسِ المَطابِعِ ونَشْرِ صُحُفٍ كثِيرَة ، فَضْلاً عَن الطِبَاعةِ وخَدَمَاتٍ أُخْرَى.

بِالإِضَافَة إِلى مَدارِسٍ أُخْرَى تَابِعة لِلكنَائسِ مِنْها مَدْرَسَةُ شمعون الصفا ومَدْرَسَة القَاصِد الرَسُولِي وغَيْرها.

كُتِبَتْ المَسْرَحِيَّات الثَلاثَة [ (كومِيدِيَا آدم وحواء) ، (كومِيديَا يوسف الحسَن) ، (كومِيديَا طوبيا) ] في إِطارِ النَشَاطِ التَمْثِيلِيّ الَّذِي صًارَ يَنْمو في مَدِينَةِ المَوْصِل، وقَدْ قُدِّمِتْ على مَسَارِحِ المَدارِس الدِينِيَّة في المَوْصِل لِلمَسِيحِيين عام 1880م، وكذَلِكَ قُدِّمَتْ في العُطلِ والمُنَاسَبَاتِ الدِينِيَّة والمَدْرَسِيَّة، وقَامَ بِتَمْثِيلِها طلَبَةُ هذِهِ المَدارِس، وكانَ الغَرَض مِنْ هذِهِ المَسْرَحِيَّات هو بَثُّ التَعالِيمِ الدِينِيَّة والأَخْلاقِيَّة.

يُعْتَبَرُ حنا حبش (وحَسَبِ إِشَارَةِ الأَب سهيل قاشا) أَوَّل شَخْصٍ كتَبَ مَوْضُوعاً أَدَبِيَّاً بِاللُغةِ العرَبِيَّة (على اعْتِبارِ إِنَّهُ كاتِب المَسْرَحِيَّات الثَلاثَ ومُؤَلِّفها) ، لأَنَّهُ وكمَا هو مَعْرُوفٌ فإِنَّ العِراق كانَ تَحْتَ الحُكْم العُثْمانِيّ.

اسْتُمِّدَتْ أَحْدَاث المَسْرَحِيَّات الثَلاث مِنْ العهْدينِ القَدِيم والجدِيد، في فَتْرَةٍ قَوِيَتْ الأَواصِرُ بَيْنَ الكنَائسِ والمَدارِسِ المَسِيحِيَّة في المَوْصِل وبَغْداد وبَيْنَ الأَوْسَاطِِ الدِينِيَّة المَسِيحِيَّة في لُبْنَان وروما وبَارِيس، حَيْثُ كانَتِ المَدارِسُ المَسِيحِيَّة تُرْسِلُ بَعْضاً مِنْ رَعايَاها المُتَفَوِّقين إِلى أُوربا لِمُواصَلَةِ الدِراسَةِ هُناك ثُمَّ يَعُودون لِلتَدْرِيس في المَدَارِسِ المَسِيحِيَّةِ في المَوْصِل وبَغْداد، وكانَ العِراق حِيْنَها في قَبْضَة الحُكْمِ العُثْمانِيّ، والعُثْمانِيون عَرَفُوا المَسْرَح ومَارسُوا التَمْثِيل مُنْذُ آواخِرِ القَرْنِ الثَامِنِ عشَر، وشَهدَتْ اسطنبول نَشَاطاً مَسْرَحِيَّاً مَلْحُوظاً، وكانَ العِراقِيون يَذْهبُون لِلدِرَاسَةِ هُناك ثُمَّ يَعودون وهُم مُزوَّدون بالخِبْرَةِ والمَعْرِفَة في هذَا، لكِنَّ؛ هذَا النِتَاجُ المَسْرَحِيُّ ضَاعَ لِعدَمِ اهْتِمامِ الكنَائسِ بِطَبْعِهِ في كُتُب، ورُبَّما (وكمَا تَقُولُ المَصَادِر) يَكونُ أَحَدُ أَسْبَابِ ذَلِك هو عَدَمَ تَوَفُّرِ وسَائلِ الطِبَاعةِ في المَوْصِل آنذَاك بِحَيْثُ تَتَمَكَّنُ الكنَائس مَعَهُ طَبْعَ نِتَاجِ رَعايَاها.

وتُؤَكِّدُ الدِرَاسَاتُ المُتَخَصِّصَةُ بِتَارِيخِ المَسْرَحِ في العِراق [ {كِتَابُ الدكتور عمر الطالب (المَسْرَحِيَّة العرَبِيَّة في العِراق) مَطْبَعةُ النُعْمان، النَجَف الأَشْرَف، 1971م} ، وأَيْضاً {د. علي الزبيدي (المَسْرَحِيَّة العرَبِيَّة في العِراق) مَعْهَدُ البحُوثِ والدِرَاسَاتِ العرَبِيَّة، القَاهِرة، 1967م} ، وكذَلِك {أحمد فياض المفرجي (الحيَاةُ المَسْرَحِيَّة في العِراق) بَغْداد} ، و {خضر جمعة حسن (حصَادُ المَسْرَح في نَيْنَوى) مَطْبَعةُ الجمْهُور في المَوْصِل، عام 1972م} ] على أَنَّ رِجالَ الدِينِ المَسِيحِيّين وقُدامى المُعلِّمين في المَدَارِسِ المُلْحقَةِ بِالكنَائسِ كانُوا مِنْ أَوائلِ مَنْ أَلَّفُوا، أَوْ تَرْجَمُوا الأَعْمَالَ المَسْرَحِيَّة الكُومِيدِيَّة والدرَامِيَّة بِاللُغةِ العرَبِيَّة، ثُمَّ مَثَّلُوها على مَسَارِحِ الكنَائسِ والمَدَارِس، ولِهذَا يُلاحظُ  فيها الطابِع الدِينيّ، وسِيّما المَسيحِيّ مِنْهُ، يَغْلِبُ مُعْظَم الأَعْمَالِ المَسْرَحِيَّةِ العرَبِيَّةِ الأُولَى في العِراق.

المَسْرَحِيَّاتُ الثَلاثَ هي/

1 ــ كومِيدِيَا آدم وحواء/ مَسْرَحِيَّة وَعْظِيَّة اسْتَلْهَمَ الكاتِبُ أَحْدَاثَها مِنْ حِكايَةِ قابيل وهابيل في سِفْرِ التَكْوِين، وهي مَسْرَحِيَّة مِنْ نَوْعِ المَسْرَحِيَّات الَّتِي يُطْلَقُ علَيْها (مَسْرَحِيَّات الأَسْرَار) الَّتِي انْتَشَرَتْ في أُوربا القرُون الوُسْطى وبَنَاها على حدَثِ بِدْءِ الخلِيقَة، ومِحْوَرها الصِرَاع الَّذِي لا يَنْتَهي بَيْنَ قُطْبيّ الشَرِّ والخَيْر وعَشْعشَتهُما داخِل النَفْسِ الإِنْسَانِيَّة مذْ خَلْقِها/ شخُوصُ المَسْرَحِيَّة أَرْبع: آدم وحواء وولَدِيهما قابيل وهابيل، فَضْلاً عَنِ المَلاكِ والشَيْطانِ اللذَانِ هُما يُمَثِّلانِ الفَضِيلَة والبُغْض، يَقْتَصِرُ دَوْرُ المَلاك على تَذْكِيرِ قابيل بِأَنَّ جَرِيمَتَهُ ستَكُونُ عاقِبَتها جَهَنَّم في الحيَاةِ الأُخْرَى، والعيْش مَنْبُوذاً مِنْ النَّاسِ في الحيَاةِ الدُنْيَا، واقْتَصَرَ دَوْرُ الشَيْطان على إِذْكاءِ فتِيلَةِ الشَرِّ والبُغْضِ والكُرْه والحِقْد والحَسَدِ والغيْرَة مِنْ أَخيهِ الصَغِير هابيل (الَّذِي كسَبَ رِضَى والِديهِ ووِدَّهُما) ، فأَدَّى كُلُّ هذَا إِلى تَعاظُمِ عدَائهِ لأَخِيهِ ودَفَعَ بِهِ إِلى ارْتِكابِ أَوَّلِ جَرِيمَةِ قَتْلٍ في تَأْرِيخِ البَشَرِيَّة، ثُمَّ يُحاوِلُ الكاتِب أَنْ يُبيِّنَ إِنَّ هابيل هو رَمْزٌ لِيَسوع المَسِيح الَّذِي سيُقَدِّمُ نَفْسَهُ مَذْبُوحاً كالحمَلِ البَرِيء، لِتَكُونَ هذِهِ النُقْطَة نِهايَة المَسْرَحِيَّة تَمَثَّلَتْ في تَرْتِيلٍ خِتَامِيّ/ تَتَكَّونُ المَسْرَحِيَّة مِنْ قِسْمينِ: الأَوَّل يُرَكِّزُ على حالَةِ الخِصَامِ بَيْنَ الشَقِيقَينِ ويَنْتَهي بِمُعالَجةِ حواء لِلوَضْعِ بِمُصالَحةِ الطَرَفينِ، ثُمَّ تُرتِّلُ الجَوْقَة أُنْشُودَة الخِتَام، أَمَّا القِسْمُ الثَانِي فيُرَكِّزُ على مَكْرِ ودَهاءِ قابيل واسْتِدْرَاجِهِ لِشَقِيقِهِ إِلى مَزْرَعة، بَعِيداً عَنْ أَنْظَارِ والِديهِ لِيَقُومَ بِقَتْلِ شَقِيقِهِ، ويَنْتَهي هذَا الجُزْءُ بِتَرْتِيلٍ خِتَامِيّ مُشَبَّع بِالرُوحِ الكنَسِيَّة وتَمْجِيدِ السَيّد المَسِيح.

المُسْتَوى الفَنِيّ العامّ لِهذِهِ المَسْرَحِيَّة مُتَواضِعٌ جِدَّاً يُفْصِحُ عَنْ بِدايَاتٍ بَسِيطة لا تَتَعدَّى في المُسْتَوى العامّ إِمْكانِيَّة وَضْعِ الحِكايَة الدِينِيَّة الشَائعة في قَالَبٍ درَامِيّ يَضُمُّ أَهَمُّ عُنْصُرينِ مِنْ عنَاصِرِ الدرَاما وهُما الصِرَاع والحِوار، فيما بَعْد سنَرَى إِنَّ الكاتِب يُطوِّرُ قَابليَاتِهِ هذِهِ في كِتَابَةِ النَصِّ المَسْرَحِيّ مِنْ خِلالِ اعْتِمادِهِ على المَشَاهِدِ المَسْرَحِيَّة كوَحْدَاتٍ داعِمَةٍ لِلشَكْلِ ومُعزِّزَةٍ لِلنَصِّ.

2 ــ كومِيدِيا يوسف الحسَن/ (ومُفْرَدَةُ الحسَن هُنا هي صِفَة تَعْنِي الجَمِيل، ولا يُقْصَدُ بِها اسْمُ عَلَم) نَرَى في هذِهِ المَسْرَحِيَّة تَطَوُّراً واضِحاً في مُحدّداتِ النَصِّ التَقْلِيدِيَّة، إِذْ لَمْ يَكْتَفِ الكاتِب بِتَقْسِيمِ المَسْرَحِيَّة إِلى قِسْمينِ كمَا فَعَلَ في مَسْرَحِيَّةِ آدم وحواء، بَلْ اعْتَمَدَ التَوْزِيع المَشْهَدِيّ المُتَسَلْسِل، والمَشْهَد عِنْدَ الكاتب شَبِيهٌ بِالمَشْهَدِ الفَرَنْسِيّ إِذْ يَبْدأُ بِدخُولِ الشَخْصِيَّة ويَنْتَهي بِخرُوجِها، مُحدِّداً سَلفاً أَسْمَاءَ مَنْ يَقُومون بِلَعِبِ الأَدْوارِ فيها تَماماً كمَا كانَ يَفْعلُ موليير في مَسْرَحِيَّاتِهِ، وأَيْضاً بَدأَ بِوَضْعِ بَعْضِ المُلاحظاتِ الخاصَّة بِهِ ككاتِبٍ مَسْرَحِيّ في النَصِّ، مِثَال: (يَذْهبُ بِهِ اثْنَان إِلى البِئْرِ يُلْقِيانهُ فيها/ يَدْخُلُ أَوَّلاً البَعْضُ مِنْهُم ثُمَّ بَعْدَ هُنَيْهَة يَدْخُلُ البَاقون، …. إلخ) ، مِنْ هذَا يَبْدو تَأَثُّرهُ بِموليير واضِحاً.

الْتَبسَ الأَمْرُ على الكاتِب فالصَقَ بِمَسْرَحِيَّاتِهِ الثَلاث صِفَة الكُومِيديا تَشَبُّهاً بِكُومِيديات موليير، رَغْمَ أَنَّ مَواضِيعَ مَسْرَحِيَّاتِهِ لا تَمُتُّ بِأَيَّةِ صِلَةٍ إِلى الكُومِيديا، فمَثَلاً مَسْرَحِيًّةُ (يوسف الحسَن) ، هي مَسْرَحِيًّة وَعْظِيَّة قَصِيرَة مُوَزَّعة على ثَلاثَةِ أَقْسَامٍ تَفْصلُ بَيْنَها التَرْتِيلات العمُومِيَّة، وتَتَضَمَّنُ ثَلاثَةَ عشَر مَشْهَداً غطَّتْ مسَاحتها حِكايَة يوسف وإِخْوَتِهِ وانْطلَقَتْ مِنْ مُنْطلَقِ المَسْرَحِيًّةُ الأُولَى نَفْسهُ إِذْ رَكَّزَ فيها على مَوْضُوعِ البُغْضِ والكراهِيَّةِ والحِقْدِ والحسَدِ الَّذِي يَدْفعُ بِإِخْوةِ يوسف إِلى التَخَلُّصِ مِنْهُ عَنْ طرِيقِ الشَكْوَى لأَبِيهِم أَوَّلاً، ومِنْ ثَمَّ الانْفِرادِ بِهِ وإِنْزالِ قَصَاصِهِم علَيْهِ ثَانياً، اقْتَصَرَ المَشْهَدُ الأَوَّل على الشَكْوَى الَّتِي قَدَّمَها إِخْوَةُ يوسف ضِدَّه اسْتِناداً على رُؤْيَاه (أَحَدَ عشَرَ كوْكباً والشَمْسُ والقَمَرُ لي سَاجِدين) ، واقْتَصَر المَشْهَدُ الثَاني على يوسف وقينان الَّذِي يَقُومُ بِإِرْشَادِهِ إِلى مَوْقِع إِخْوَتِهِ، والمَشْهَد الثَالِث يَتَعلَّقُ بِالتَخَلُّصِ مِنْ يوسف ورَمْيهِ في غيَاهبِ الجُبِّ، ومِنْ ثُمَّ اسْتِبْدالِ هذِهِ الفِكْرَة بِفِكْرَةِ بَيْعِهِ لِقَافِلَةِ التُجَّار المُتَوَجِّهة إِلى أَرْضِ مِصْر لِيَنْتَهي القِسْمُ الأَوَّل بِتَرْتِيلَةٍ وَعْظِيَّة عمُومِيَّة هي جُزْء مِنْ الهَدَفِ التَعْلِيميّ لِمَسْرَحِيَّاتِهِ خاصَّةً بَعْدَ اطِلاعِهِ على موليير الَّذِي أَرادَ لِمَسْرَحِيَّاتِهِ أَنْ تكُونَ مَدَارِسَ يَتَعلَّمُ فيها النَاسُ، حَتَّى إِنَّهُ أَطْلقَ على إِحْدَى مَسْرَحِيَّاتِهِ فِعْلاً اسْمَ (مَدْرَسَةُ الأَزْواج) ، لأَنَّها في رَأْيهِ تُعلِّمُ الأَزْواج ما يَنْقَصهُم مِنْ العِبَرِ والدرُوسِ.

إِنَّ ما يُميِّزُ الكاتِب ككاتِبٍ هو خرُوجِهِ المَحْدُود عَنْ مَأْلُوفِيَةِ المَوْضُوعاتِ الدِينِيَّة الَّتِي تَناولَها، فقِصَّةُ آدم وحواء وولديهما مَعْرُوفَة، كمَا قِصَّة يوسف الصَدِّيق، حَيْثُ لِلقِصَّتَينِ مَصَادِرِها الدِينِيَّة، ولَوْ اعْتَمَدَ فَقَطْ على مَأْلُوفِيَتِها لمَا قَدَّمَ شَيْئاً يُذْكر على صَعِيدِ الفَنِّ، كذَلِك شَاء الكاتِب لِلنِهايَات أَنْ تَبْقَى مَفْتُوحة على مَزِيدٍ مِنْ التَأْوِيلِ، حَيْثُ يُنْهِي أَحْدَاثَها في لَحْظَةِ مُعانَقَةِ يوسف لِشَقِيقِهِ بنيامين بَعْدَ فُراقٍ طوِيلٍ هو زَمَنُ غِيابِ يوسف عَنْ إِخْوَتِهِ مُنْذُ حادِثَةِ الجُبِّ، ولَمْ يُخْبِر القَارِئ أَوْ المُشَاهِد بِما سَوْف يَحْصَلُ لأَبِيهِما بَعْدَ أَنْ يَعْرِفَ إِنَّ يوسف لا زًالً على قَيِّدِ الحيَاة وإِنَّ الفرعون قَدْ جَعلَهُ وزِيراً على أَرْضِ مِصْرِ كُلّها.

3 ــ كومِيدِيا طوبيا/ تَدُورُ أَحْدَاثها حَوْلَ سَبِي اليَهود وإِرْسَالِ الله مَلائكتَهُ لِتَقْضِي على جيْشِ سنحاريب اسْتِجابَةً لِدُعاءِ طوبيا الصَالِح، ولا تَخْتَلِفُ كثِيراً عَنِ المَسْرَحِيّتينِ السَابِقَتينِ سِوَى أَنَّها رَسَّخَتْ الاعْتِماد على المَشْهَدِ المَسْرَحِيّ كوَحْدَةٍ بِنَائيَّة في النَصِّ على الرَغْمِ مِنْ عَدَمِ التَمْييزِ الدَقِيقِ لِلكاتِب بَيْنَ مُفْرَدَةِ (مَشْهَد)  وما تَعْنِيهِ، ومُفْرَدَةُ (مَنْظَر) وما يُقْصَدُ بِها، وهو بِهذَا قَلَّدَ موليير الَّذِي اسْتَخْدَمَ المُفْرَدَتينِ أَيْضاً ولكِنْ بِاسْتِقْلالِيَّةِ كُلٍّ مِنْهما، وتَلْتَقِي هذِهِ المَسْرَحِيَّة مَعَ المَسْرَحِيّتينِ السَابِقَتينِ أَيْضاً في أَكْثَرِ مِنْ نُقْطَةٍ واحِدَةٍ فهي مَسْرَحِيَّة وَعْظِيَّة تَعْتَمِدُ الحِكايَةَ الدِينِيَّة وتَنْطلِقُ مِنْها لِخلْقِ أَجْواءٍ كنَسِيَّة تَعْلِيمِيَّة، ولَعلَّ اسْتِخْدَامَ الكاتِب الحِكايَات التُراثِيَّة في نصُوصِهِ جَعلَها تَتَصِّفُ بِالدرَامِيَّة لِقِيامِ تِلك الحِكايَات أَصْلاً على الصِرَاع بَيْنَ قِوى الشَرِّ والخَيْرِ واعْتِماد وَحْدَة وصِرَاع الأَضْدَاد الَّتِي هي أَكْثَر الوَحْدَاتِ الدرَامِيَّة أَهَمِيَّةً، وقَدْ تَجَسَّدَتْ في الحِكايَاتِ الثَلاث بِهيْئَةِ أَفْعالٍ تَدْمِيرِيَّة تَراوحَ أَثَرُها بَيْنَ القَتْلِ الفِعْلِيّ والقَتْلِ الافْتِرَاضِيّ، ففي مَسْرَحِيَّة (آدم وحواء) هُناكَ قَتْلٌ فِعْلِيّ يَقُومُ بِهِ قايين كفَاعِل، ويَقَعُ أَثَرَهُ على هابيل كمَفْعُولٍ بِهِ، وفي مَسْرَحِيَّةِ (يوسف الحسَن) يَتَفِّقُ الإِخْوَة على قَتْلِ أَخِيهم (يوسف) ولكِنَّهُم يُنَفِّذونهُ بِشَكْلٍ افْتِراضِيّ، أَمَّا في مَسْرَحِيَّةِ (طوبيا) فهُناكَ قَتْلٌ مُؤَجَّل يَتَجَسَّدُ في إِصْدَارِ قَرارِ الحُكْمِ بِالقَتْلِ على طوبيا وأُسْرَتِهِ، وبِهذَا نَرَى القَتْل في المَسْرَحِيَّاتِ الثَلاث يُشَكِّلُ الأَدَاةُ الفَاعِلَة في قَضَاءِ إِحْدَى القُوَّتينِ على الأُخْرَى، ووقُوعِهِ الفِعْلِيّ يُؤَثِّرُ جِدَّاً في نَفْسِ القَارِئِ أَو المُشَاهِدِ بِشَكْلٍ يُضاهِي أَثَرَهُ في حالَةِ كوْنِهِ افْتِراضِيَّاً أَوْ مُؤَجَّلاً، وإِنَّ تَبايُنَ دَرَجاتِ القَتْلِ (فِعْلِي/ افْتِراضِي/ مُؤَجَّل) ستُؤَدِّي إِلى تَبايُنِ دَرَجاتِ التَشْوِيقِ عِنْدَ القِراءَة، وستَفْعلُ الأَمْرَ ذَاته عِنْدَ المُشَاهدَةِ المُبَاشِرَة لِلعرْضِ.

خُلاصَة عَن المَسْرَحِيَّات الثَلاث/

المَسْرَحِيَّات الثَلاث يَرْتَبِطُ بَعْضُها مَعَ بَعْضٍ بِالعوامِلِ المُشْتَركةِ التَالِيَة:

( 1 ) ــ لَصْق صِفَة (كومِيدِيَة) بِعنَاوِينِها المَرْكزِيَّة على الرَغْمِ مِنْ خلْوِ مَتْنِها مِنْ الكومِيدِيا.

( 2 ) ــ الاعْتِمَاد على المَوْرُوثِ القِصَصِيّ الدِينِيّ.

( 3 ) ــ وَضْع مُقَدِّمَاتٍ تَمْهِيدِيَّة على لِسانِ إِحْدَى شَخْصِيَّاتِها (آدم) بِشَكْلِ خِطابٍ افْتِتاحِيّ وَعْظِيّ في المَسْرَحِيَّةِ الأُولَى، وعلى لِسانِ المُؤَلِّف، لِغرَضٍ تَوْضِيحِيّ ثُبِّتَ في نِهايَتِهِ عَدَد أَقْسَامِ المَسْرَحِيَّة وعَدَد مَشَاهِدِها في المَسْرَحِيَّتينِ الثَانِيَة والثَالِثَة.

( 4 )  ــ اعْتِماد المَشْهَد كوَحْدَةٍ بِنَائيَّة صَغِيرَة والقِسْم كوَحْدَةٍ بِنَائيَّة كبِيرَة .

( 5 ) ــ اعْتِماد التَرْتِيل الكنَسِيّ كخاتِمةٍ لِكُلِّ قِسْمٍ مِنْ أَقْسَامِها.

( 6 ) ــ الهَدَف التَعْلِيمِي الوَعْظِي المُشْتَرَك.

( 7 )  ــ اعْتِمَاد فِعْل القَتْل كبُنْيَة أَسَاسِيَّة في مَواضِيعِ المَسْرَحِيَّاتِ الثَلاث.

( 8 ) ــ اعْتِمَاد الصِرَاع الخَارِجِيّ/ الحَرَكِيّ كشَكْلٍ مُبَسَّطٍ أَوَّلِي مِنْ أَشْكالِ الصِرَاعاتِ الدرامِيَّة.

ويَجِدُ عمر الطالب في هذهِ المَسْرَحِيَّات الثَلاث (رَغْمَ عَدَمِ اكْتِمَالِها كمَسْرَحِيَّاتٍ فَنِيَّة) ، قِصَصاً مُتْقَنَة، فيها أَبْطال رُسِمَتْ شَخْصِيَّاتهُم رَسْمَاً مُحدَّداً، ثُمَّ هي تَمْثِيلِيَّات مَكْتُوبَة بِطرِيقَةٍ فيها قَدْرٌ كبِيرٌ مِنْ مُرَاعاةِ مُقْتَضيَاتِ المَسْرَح وإِنْ لَمْ تَكُنْ على شَيْءٍ ذي بَال مِنْ النَاحِيَة الفَنِيَّة.

وهي مَسْرَحِيَّات تَراجِيدِيَّة لا كومِيدِيَّة، وكانَ المُؤَلِّفون في العِراق في ذَلِك الوَقْت لا يُفرِّقُون  بَيْنَ الكومِيدِيا والتَراجِيدِيا، وأَيْضاً لا يُفرِّقُون بَيْنَ الرِوايَة والمَسْرَحِيَّة، لأَنَّ هذِهِ الأَجْنَاس الأَدَبِيَّة كانَتْ جدِيدَة علَيْهم، وقَصَدوا بِالكومِيدِيا مَسْرَحِيَّة حسْبَما كانَ شَائعاً في المَوْصِل آنذاك.

تَبَنَّتْ الكنِيسَة في مَدِينَةِ المَوْصِل عَرْضَ هذِهِ المَسْرَحِيَّات حَيْثُ تَحَقَّقَ الجانِب التَعْلِيمِي والوَعْظِي مِنْها.

قَدَّمَ المَسْرَحِيّ العِراقِيّ أحمد قتيبة يونس دِرَاسَة عَنْ التَجْرُبَة الدرَامِيَّة في المَسْرَحِيَّات الثَلاث بِعُنْوان (التَجْرُبَة الدرَامِيَّة في مَسْرَحِيَّات حنا حبش) ، ــ على اعْتِبَار حنا حبش هو مؤَلِّفهاــ ، نُشِرَتْ عام 2011 م في مَجَلَّة (دِرَاسَات مَوْصِلِيَّة) العدَد 32.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

المَصَادِر /

( 1 )

مَوْسُوعة أَعْلام المَوْصِل في القَرْنِ العشْرِين ــ حَرْفُ الحاء

المُؤَلِّف : عمر الطالب

الرَابِط :

http://archive.li/N69i#selection-6037.0-6049.1679

( 2 )

مَوْضُوع / القَسّ حنا حبش

مِنْ طَرَفِ بشار بهنام باكوز حنونا.

مَوْقِع بَخْديدا .

في 12 / 12 / 2008 م

الرَابِط  /

http://www.bakhdida.ca/BashirBakoz/HannaHabash.htm

( 3 )

مَوْقِع الفَنَّان النَاقِد صباح الأَنباري

www.sabahalanbari.com

زَاويَة / وَثَائق ورَسَائل وصُور.

 [ صُور المَخْطُوطات النَصِيَّة لِلمَسْرَحِيَّات الثَلاث (كومِيدِيَا آدم وحواء، كومِيدِيَا يوسف الحسَن، كومِيدِيَا طوبيا) ، والمَعْرُوضَة في المَوْضُوع أَعْلاهُ، مَأْخُوذَة عَنْ مَوْقِع الفَنَّان النَاقِد صباح الأَنباري، زَاويَة/ وَثَائق ورَسَائل وصُور].

جَزِيل شُكْرِي وتَقْدِيري لِلأَخ باسم روفائيل لِتَعاونِهِ واهْتِمامِهِ في تَرْتِيب صُور المَخْطُوطات النَصِيَّة وكما هي مَعْرُوضَة في المَوْضُوع، وكذلِك تَقْليل دقة الحجم لهذِهِ الصُور.

 ( 4 )

مَوْقِع العالَم

الرَابِط :

http://www.alaalem.com/index.php?news=

( 5 )

مَوْضُوع / أَوْهامُ الرِيادَة المَسْرَحِيَّة في العِراق.

بِقَلَم : محمد حسين حبيب .

في 3 / 2 / 2016 م

الرَابِط :

http://www.middle-east-online.com/?id=217156

( 6 )

مَوْضُوع / نُبْذَة تَارِيخِيَّة عَنْ بِدايَات المَسْرَحِ العِراقِيّ .

(عَنْ كِتَاب ــ الحيَاةُ المَسْرَحِيَّة في العِراق ــ لِمُؤَلِّفِهِ أحمد فياض المفرجي)

مَوْقِع دائرَةُ السِينَما والمَسْرَح

في 16 / 10 / 2011 م .

http://www.cinema-masrah.org/section-theaters

/from-the-memory-of-the-iraqi-theater/105-

( 7 )

مَوْضُوع / دَوْرُ الكلْدان السرْيَان الآشُورِيين في نَشْأَةِ المَسْرَحِيَّة في العِراق.

بِقَلَمِ: سعدي المالح

مَوْقِع إِيلاف

في 6 / ابْرِيل / 2008 م .

http://elaphjournal.com/Web/Culture/2008/4/319177.htm

( 8 )

مَوْضُوع / اسْتِلْهام وعَصْرَنَة التُرَاث فنِيَّاً في ثَلاثِ طرَائق درامِيَّة.

الكاتِب: صباح الانباري

الرَابِط :

http://www.sabahalanbari.com/theatre/istilham.htm

( 9 )

مَوْضُوع / مَسْرَح حنا رسام، مَعَ نَصِّ مَسْرَحِيَّة أَحدُوثَة البَاميا

( دِرَاسَة )

الكاتِب : مثري العاني

نُشِرَتْ هذِهِ الدِرَاسَة في : إِضَاءات مَوْصِلِيَّة / العَدَد 81 / آذار ـ 2014 م .

الرَابِط :

http://mosulstudiescenter.uomosul.edu.iq/files/pages/page_9235331.pdf

( 10 )

دِرَاسَة / النَشَاطاتُ الثَقَافِيَّة لِلمُكوَن المَسِيحِيّ في العِراقِ مِنْ أَواخِرِ القَرْنِ التَاسِعِ عشَر حَتَّى عام 1939م.

م . م . هيثم محيي طالب الجبوري

جامِعةُ بَابِل / كُلِيَّة التَرْبِيَة لِلعلُومِ الإِنْسَانِيَّة / قِسْمُ التَارِيخ

عَنْ / مَجَلَّة مَرْكزِ بَابِل لِلدِرَاسَاتِ الإِنْسَانِيَّة ، المُجلَّد 5 ، العَدَد 2 ، سَنَة 2015 م

الصَفَحَات داخِل العَدَد مِنْ ص58  ــ ص81

الرَابِط :

http://www.bcchj.com/views.aspx?sview=180

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الارشيف, الفن الآشوري, ثقافة, كتب , تاريخ. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

*

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.