لا خير في حياة دون عزة وكرامة

بقلم اللواء بولص مالك خوشابا
لا خير في حياة دون عزة وكرامة

26 / 06 / 2016
http://nala4u.com

ان كل انسان يصبوا الى الحصول على ما ينقصه فمنهم من خلق لكي لا يستسلم لعواتي الزمن ومنهم من خلق للاستسلام ونحن ألآشوريون كنا ولا نزال اكثر الامم في المنطقة التي مرت باكبر التجارب مرارة وقد ينافسنا الاخوة الايزديون في ذلك ولكننا صمدنا في وجه كل الرياح الصفراء التي هبت علينا من كل الاثنيات المحيطة بنا لاننا آشوريون لنا تاريخ لا يتمكن احد من محوه ولنا ارض سكناها آلاف السنين ولنا تراث هائل من الحضارة منقوش على كل صخرة في الارض العراقية ولنا لغة كانت الاساس في تركيب كل لغات المنطقة فها هي مكتبة حمورابي ومكتبة آشور بانيبال ورواقمها التي اذهلت العالم بمحتوياتها العلمية والانسانية والقانونية … نحمل على اكتافنا سر عظمة اجدادنا ونحن نجاور من لا اصول لهم ولا جذور لا حضارة ولا تاريخ فليس لهم ما يتفاخرون به ولم يقدموا للانسانية سوى الخراب … نعم ملابسهم تغيرت خزائنهم اكتنزت بالاموال ولكن عقولهم هي هي لم يتغير فيها شيء وقلوبهم هي هي لم يتغير فيها شيء يريدون القضاء على ورثة الحضارة كي يتخلصوا من عقدة النقص التي تلازمهم وربما نسوا او تناسوا بان حملة حضارة آشور ابيد اجدادهم عشرات المرات ولكنهم عادوا الى مسرح الحياة باقوى ما كان عليه اجدادهم لان الله خالق الكون قال (آشور عصى يدي ) والرب الخالق العظيم هو الذي منح العقل والتوجيه لاجدادنا لكي يجسدوا معدنهم في تمثال (لاماسو) اي الثور المجنح (راس الانسان دليل العقل وجسم الثور دليل القوة واجنحة النسر دليل الاقدام والجراة ) … ان جيلنا يتحمل مسؤوليات عظيمة لانه مكلف بتوصية من رب الكون الى ايصال هذا التراث الى الاجيال التي تعقبنا لانها ارادة الله العظيم فكل تضحية نقدمها انما هي تضحية للرب الذي فدى نفسه على الصليب من اجلنا وكانت آخر ما نطق به كلمات بلغتنا الحبيبة (ايلوهيم ايلوهيم لما شبقتني ) اي الهي الهي لماذا تركتني وكانت هذه اللحظات الاخيرة للرب للانتقال من الحالة البشرية الى الحالة الالاهية فهل نترك من عظمنا بلسانه وتكلم بلغتنا ومن اجل ماذا ؟ من اجل المال ؟ ام من اجل جاه فاسد ؟ ان كرامتنا وعزتنا لا تباع وتشترى وما الذي سنخسره ؟ حياتنا ؟ فالحياة المجردة من القيم السامية لا ثمن لها عند من تسمو عقيدته على حياته.

بولص مالك خوشابا

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الارشيف, المقالات واللقاءات. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

*

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.