من كتاباتي القومية وما قبل الإستيقاظ من السبات للبعض من شعبنا!

بقلم آشور بيث شليمون
من كتاباتي القومية وما قبل الإستيقاظ من السبات للبعض من شعبنا !

22 / 05 / 2015
http://nala4u.com

الآشوريون الأكثرية , الأقلية اليوم في العراق! 

بعد حرب الخليج الثانية ، أحداثا خطيرة تحدث في شرقنا الحبيب وديار المهجر خاصة حول بعث قوميتنا وتراثنا العريقين فمن ”    الآشورية , حضارة , لغة وهوية شعب ” الى ” الآرامية , حضارة , لغة وهوية شعب ” والجدير بالذكر ان الصحافة الاشورية في المهجر وبالاخص في بلاد السويد عالجت هذه المواضيع  من كل جوانبها وما اجتماعات بطاركة المشرق المكثفة ومحاضرات الدكتور عماد شمعون من لبنان الا ايذانا لما تخططه اجهزة المخابرات الغربية بالتناسق مع الدولة العبرية .
اما من هذه المخططات السرية التي ترمي الى  تهميش وتقزيم العراق ( بيث نهرين) وإقامة ما يسمى بالوطن الكردي على أشلاء شهداء أمتنا الأبرار. وكان من الأبدى أن تأخذ الكوادر الآشورية على عاتقها مقارعة العملية هذه التي نفذتها الحكومات الأميركية والبريطانية بالتعاون مع الموساد الاسرائيلية من الانهماك في مواضيع أقل اهمية والتي يدركها كل آشوري بذي بصيرة ومنطق سليم ، لكن الادارة الاميركية بالتعاون مع شخصيات عراقية واشورية سارت ببرنامجها الذي ملخصه الهاء شعبنا لكي تبعده بل تنسيه حقه التاريخي القومي المشروع .
هذا ولا تهم الادارة الاميركية التي تطمئن شعبنا في الجيب الكردي الدخيل بمستقبل باهر له في الوقت الذي فيه الجرائم الكردية ضد شعبنا في شمال العراق تسير على قدم وساق كما يخططه الاغوات الاكراد الجدد وهذا السيد جلال الطالباني قد صرح علانية لجريدة الحياة الدولية  الصادرة من لندن ( 11 كانون الثاني 1995)  بان السيد مسعود البرزاني هو المسؤول الاول والاخير في عملية الاغتيال التي نفذها على الشهيد الآشوري فرنسيس شابو لكونه عضو قيادي في الحركة الآشورية الديمقراطية وذلك لادخال الرعب والذعر في قلوب الآشوريين بهدف ترك أراضيهم وممتلكاتهم كي يتم السطو عليها.
أما القيادات الاشورية * سواء في الشمال المغتصب او في المهاجر للاسف قوله  تتسابق بالتودد واغتنام الفرص لمقابلة واخذ الصور التذكارية مع زعماء  الاكراد الذين ديدنهم الأوحد ايجاد كيانهم في أرضنا الآشورية!دون ريب هناك ظاهرة بارزة في تاريخنا القومي كشأن كل القوميات في الشرق الأوسط وهي ان نهاية القرن الماضي وبداية القرن الحالي(2000) يمكن اعتبارها فترة حاسمة في نهضتنا القومية وان كان هذا الشعور القومي في البداية مغلف دينيا ولكنه بدون منازع اخذ بالنمو ومن ثم بالتخلص من القيود البالية نحو التحرر وإظهار القومية الآشورية بجلاء. لذا رأيت نفسي ملزما حيث المصلحة القومية والوطنية تتطلب مني المساهمة قدر المستطاع في هذا المضمار الهام لسبر وكشف الحقائق الدامغة التي للأسف يحاول البعض طمسها وتشويهها.

البدايات :

في مطلع القرن الماضي ، ألف الأستاذ كيوركيس دافيد مالك وهو آشوري من ايران كتابه الموسوم ” تاريخ الامة السورية ** والكنيسة الانجيلية المشرقية ” والذي أكمله  وطبعه باللغة الانكليزية في الولايات المتحدة الاميركية  ابنه القس نسطوريس مالك في عام 1910 وهذا مما جاء في هذا الكتاب :
” الاراميون , الكلدانيون , الاشوريون والسوريون ينحدرون قوميا ولغويا من أصل واحد ”  والامة السورية في نظر الاستاذ مالك اذا مبنية على اسس دينية مسيحية  بحتة كما نجد ذلك اليوم في دعوة الدكتور عماد شمعون والفارق بين الاثنين هو ان الاول يدعوها الامة السورية والثاني اي الدكتور شمعون يدعوها ارامية واحيانا اخرى اشورية و سريانية ويجدر الاخذ بعين الاعتبار ان لا اختلاف بين السورية والسريانية نظرا لصياغة التسمية من مصدر واحد الا وهو  آشور/ الآشوريون.
وفي لقائي  بشخص آشوري عاش في الولايات المتحدة الاميركية منذ مطلع القرن الماضي وعند الحديث عن مؤسس الحزب القومي السوري الاجتماعي السيد أنطون سعادة ، ذكر لي بانه زارهم وربما اضطلع على كتاب الاستاذ نسطورس  مالك وقد تاثربما كتبه  في تعديل الوطن السوري ليشمل العراق ايضا اي الهلال الخصيب في وقت كان يشمل قبلا بما يسمى سوريا الكبرى او ما يسمى بلاد الشام .

الحركة القومية السورية الاجتماعية :

في أوائل عام 1932 ظهرت شخصية أخرى وهذه المرة من لبنان ومن طائفة الروم الارثوذكس وهو الاستاذ انطون سعادة والذي لم يكتب نظريته القومية فحسب بل ترجمها قولا وفعلا كما استشهد في سبيلها ( اعدمته الحكومة اللبنانية لمحاولته اغتصاب الحكم) وهو بدوره دعا الى بعث القومية السورية ونبذ القومية العربية شكلا ومضمونا ومن شعاراته – سوريا للسوريين وسوريا امة تامة – وجاء في برنامجه  الحزبي :
–   دعا الى تطبيق العلمانية في الحكم
–   دعا الى الانفتاح التام بين مختلف الاديان والمذاهب
–   دعا الى محاربة الاقطاع
–   دعا الى تاسيس جيش قوي رادع لتحقيق امال الامة السورية
وما يبعث الغرابة ان السيد انطون سعاده لم يشر عن قريب او من بعيد عن ماهية لغة الأمة السورية  التي دعا  اليها والأنكى من ذلك كان عادة يستخدم في تاريخ رسائله أسماء الأشهر الغربية كما يفعل المصريون اليوم عوضا عن الأشهر الدارجة عندنا والتي تعود أصولها الى البابلية الآشورية .

الثورة الآشورية الفكرية :

وفي أواخر السبعينيات – كاتب هذه السطور – جاء بما اسماها ” الثورة الآشورية الفكرية ” وهي عبارة عن دراسة واجتهاد شخصي قدمته الى – الاتحاد الآشوري العالمي – في مؤتمره العاشر والمنعقد في لندن – بريطانيا وذلك في اواخر عام 1977 حيث بصفتي عضوا فيه ومحررا لصحيفته – الغفير الآشوري – باللغتين الآشورية والعربية وما يلي مما جاء في هذه المذكرة  التاريخية: 

” لقد فشل الاتحاد الآشوري العالمي حتى الآن في كثير من القضايا الآشورية الحاسمة ويكاد ينطبق عليه الوصف الذي أطلقه أحد الألمان على الاتحاد الجرماني  في عام 1815 من انه : مثار أسى وألم للألمان وموضع هزء الأجانب وسخريتهم  ونحن لا نلقي مسؤولية هذا الفشل على الاتحاد نفسه فالاتحاد الآشوري العالمي ما هو الا مرآة تنعكس عليها أوضاع المنظمات  والجمعيات هنا وهناك في العالم ، كما أننا لا نلقي العتب على ما ينطوي دستوره من نقاط ضعف وما أكثرها  ، لان النية الحسنة والارادة الحازمة كفيلتان بتجاوز العقبات وعدم الجمود عندها  , ولكن المشكلة اعمق من ذلك بكثير اذ انها مشكلة الشعب الاشوري نفسه!

إذن ،  فالأمة  الآشورية بحاجة ماسة الى ثورة فكرية , ثورة تدك معاقل العقليات والمفاهيم الرجعية المريضة التي ما زالت تسيطر عليها الى يومنا هذا وعلى سبيل الذكر ولا الحصر انه لم نستطع ان نقدم مفهوما كاملا وشاملا على الصعيدين القومي او الوطني لأن الاتحاد الآشوري العالمى قد حصر القومية الآشورية بما أاسماهم بالطوائف المسيحية . أما جغرافية الأرض الآشورية فقد تم حصرها بما يسمى بالمثلث الآشوري ولم يتطرق الى الشؤون الاقتصادية والسياسية والاجتماعية هذا من جهة ، ومن جهة أخرى يتضح جليا اننا للأسف نغض الطرف عن أبناء جلدتنا واخوتنا المتدينين بالاسلام ، اليزيدية ، الصابئة وغيرهم من سكان العراق حيث الجميع بالحقيقة يشكلون شعبا واحدا لأمة واحدة .”

ومن النقاط ذات الأهمية في هذه الدراسة :

–   دعت الى الوحدة القومية في العراق
–   بيث نهرين او اشور الكبير وطن واحد لشعب واحد ***
–   دعت الى حكم علماني تقدمي
–   دعت الى بعث ونشر اللغة الاشورية البابلية
–   دعت الى تحرير المراة العراقية  ومساواتها بالرجل تماما
–   دعت الى منع تعدد الزوجات
–   دعت الى الحفاظ على البيئة
–   دعت الى القضاء  على حياة  البداوة 
–   دعت الى الغاء الجيب الكردي الدخيل
–   تدعو إلى العمل لإيجاد حكومة  فيدرالية أو كونفدرالية في الهلال الخصيب ، شيئا حققه اجدادنا الآشوريون

كلمة ختامية اقولها لأبناء جلدتي الآشوريين الذين للأسف ينتقدون إخوتنا الناطقين بالعربية  المسلمون ويغضون الطرف عن أنفسهم حيث يعدون الآشوري المسيحي فقط ،  علما أن تاريخنا الآشوري في أوج عظمته لم يكن مسيحيا على الاطلاق . فما الفرق بينها وبين الحركات الاسلامية  الرجعية الموجودة في ديارنا على سبيل الذكر الحركات الاسلامية العديدة والتي غدت عبئا على المنطقة باسرها وعائقا كبيرا يمنعنا من اللحاق بالركب الحضاري المتقدم . لنضيف قائلين ان هذه الحركات المسيحية الدينية لا تختلف عن الحركات الاسلامية شكلا ومضموننا لكونهن مع احترامي الكبير اداة في أيدي الدول الأجنبية في تنفيذ مخططاتها القذرة لتمزيق وتهميش  المنطقة باسرها , كما هو الحال اليوم في الجيب الكردي الدخيل في آشور شمالي العراق .
وليس بخاف على أحد , ان عملية الاسلمة والاستعراب  سارتا جنبا الى جنب خلال فترة زمنية طويلة , اذ يتحتم علينا نحن الشعب الاشوري ان نكون طويلي البال والصبر لان التحويل القسري هذا لن يتم بعثه وتصحيحه بين عشية وضحاها , بل يحتاج الى كثير من الوقت ولكننا واثقون بهمة الناطقين بالعربية  من تحقيقه . وما كتابات الاخ سليم مطر في كتابه ” الذات الجريحة ” لهي اكبر برهان وصدق الاخ مطر ان ذاتنا حقا جريحة وبذلك 
يتطلب وقتا كافيا لشفائها ولا ننسى كتابات الاخوة قاسم سرحان والدكتور محمد البندر في رده على الدكتور عماد شمعون وغيرهم  اذ تتصف بالمصداقية الانسانية اما ما كتبه  لي اخي الدكتور  ب . ر .  من العراق بالذات يعتبر امرا مشجعا للغاية وكم جميل ان اشارك اخواتي واخواني العراقيين بهذه الكلمات في رسالته الطويلة  بما قاله حرفيا:
” …. فها هم العرب يشمتون فينا وفي أوضاعنا المزرية ونحن لا نعرف ليلنا من صبحنا وباعتقادي لان ما تقدم من كلام عن اوضاعنا يدعونا نحن أبناء العراق أحفاد ” آشور ” لأن نجد حلا غير الحل العربي وإطارها القومي الفاشل .” نعم لك ولامثالك ايها الأخ العزيز  وعاش العراق وشعبه إلى الأابد .
………………………………………
* من المضحك والمبكي معظم المنظمات الآشورية كانت تتودد للكرد وكانوا معروفون لهم بالإخوة الكرد ܐܚܘܢܘܬܢ ܩܘܪܕܝܐ
** هناك في مقدمة هذا الكتاب نص حيث يقول: كل الشعوب الآشورية البابلة، الكنعانية الفينيقية، الأمورية الآرامية والكلدية كلهم شعب سوري واحد. علما إن التسمية جاءت من لغتنا السريانية  ܣܘܪܝܝܐ والتي تم صياغتها من آشور والآشورية.
*** ليس بخاف على أحد أن تاريخ بيث نهرين يكاد آشوريا نظرا لطول الحكم الآشوري الذي لا  يجاريه أحد من بين شعوبه  . وإذا تصفحت أي كتاب تاريخي ستجد أن آشور والآشورية يطغي على كل الصفحات وإن سلسلة ملوك الآشوريين تكاد لا تنقطع وهي سلسلة طويلة التي تبدأ قبل التاريخ المسجل بالملك ” طوديا ” إلى القرن السادس قبل الميلاد إبان حكم آشور أوبالت الثاني ( 611-609 ) ق. م. وبذلك يكون مجموعهم 117 ملكا .
 أنظر في كتاب ” ميزوبوتاميا القديمة  ” للكاتب آ. ليو أوبنهايم  صفحة 344-346 A. Leo Oppenheim, Ancient Mesopotamia, the University of Chicago Press – page

آشور بيث شليمون

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الارشيف, المقالات واللقاءات. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

*

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.