ملاحظات متواضعة على اقتراح غبطة البطريرك لويس ساكو الكلي الطوبى !

بقلم آشور بيث شليمون
ملاحظات متواضعة على اقتراح غبطة البطريرك لويس ساكو الكلي الطوبى !

28 / 04 / 2015
http://nala4u.com

هذا ما اقترح  غبطته بالحرف الواحد :

” لذلك بكل محبة وحرص اسوق هذا الاقتراح بتبني احدى هذه التسميات أو تسمية اخرى معقولة يقترحها اخرون تحافظ على وحدتنا:
 
1-التسمية كما وردت في دستور الاتحادي: او توضع فارزة: من …. الكلدان، والسريان، والاشوريين.
2-الاراميون من الكلدان والسريان والاشوريين. وهذه تسمية علميّة لها جذور جغرافية ولغويّة!
3- سورايا: من الكلدان والسريان والاشوريين، وهذه تسمية شعبية انتشرت على لسان الناس؟
هذا اقتراح للنقاش، الهدف منه الاتفاق على تسمية مقبولة من الجميع.


رابط الموضوع http://saint-adday.com/permalink/7370.html ” انتهى الإقتباس


تعقيبي على ما جاء به غبطة البطريرك ساكو الموقر :

في البداية، لا ألوم غبطة البطريرك لما قاله كوننا اليوم في محنة  فكرية تفوق محننا الأخرى مع الأسف الشديد.
وكما هو معروف، نحن نقوم بتقييم الشعب في المثلث الآشوري وليس في كل ما يسمى العراق او الهلال الخصيب.  وكما هو معروف أن المثلث الآشوري والذي فيه تجد أربع عواصم آشورية لعبت دورا تاريخيا طويلا وفريدا وأنجبت 117 ملكا بدون انقطاع  لا في بيث نهرين بل في غرب آسيا وشمال أفريقيا الذي لم يستطع أحد ان يجاريه إلاّ العرب وبعد أكثر من 1200 سنة !

اما تعليقي على الفقرة الأولى والتي تذكر أبناء شعبنا فيما يسمى الدستور الإتحادي بعد وضع فاصلة من ذكر أي الأسماء الثلاثة من الكلدان والسريان والآشوريين.
وهنا أيضا لا الوم الحكومة الإتحادية على هذه التسمية الهجينة كونها  نتيجة إنقساماتنا وتشرذماتنا المذهبية التي اوصلتنا الى هذا الدرك المنحط الذي نحن فيه اليوم .
وهنا، وعلى لسان البطريرك نفسه والذي قال في احدى مقالاته  ان الكنيسة لم تسم لا بالكلدانية ولا بالآشورية، كون كنيسة المشرق في العصور الأولى كانت تضم من مختلف الشعوب الى جانب الشعوب في بيث نهرين من آشوريين وبابليين ، والسومريين، الآراميين، الكلديين، اليهود، الفرس والعرب في الجنوب.
كما هو معروف تاريخيا، أن الشمال وبشهادة الغرباء قبل الأصدقاء ان الآشورية كانت القومية المهيمنة، بينما في الجنوب وهذا الكلام على لسان البروفيسور أ. ولفنسون (1 ) مدرس اللغات السامية في الجامعات المصرية وهاكم النص حرفيا:
” لذلك استطاع الآشوريون الذين كانوا أمة واحدة وعنصرا واحدا ….. والحق ان بابل – كما يدل عليها لفظها العبري والعربي- خليطا من امم مختلفة متبلبلة الألسن والنزعات والميول. ”
وخلاصة الكلام، إن الكنيسة المشرقية في القرن العاشر وما بعده  تقلصت وغدا وجودها الفعلي في بلاد آشور ولم يبق من معتنقي المسيحية في الجنوب من الشعوب المذكورة اعلاه اطلاقا ومن ضمنهم الكلدان القدامى. ومعناه ان ما يسمى – الكلدان – اليوم هم عبارة عن آشوريين نساطرة تحولوا الى الكثلكة وخاصة بعد القرن الخامس عشر الميلادي.
أما – السريان – فهي تسمية مذهبية وبغض النظر عن اصلها وفصلها والتي هي محرفة من آشورية   < آسوريا <  سوريا حيث ضمت بين جناحيها كل الشعوب القديمة في الهلال الخصيب، أي لم تكن حصرا في شعب معين او كما يدعي دعاة وغلاة الآرامية اليوم.

أما  تعقيبي على الإقتراح الثاني والذي يقول:

” الآراميون من الكلدان والسريان والآشوريين. وهذه تسمية علميّة لها جذور جغرافية ولغويّة!   “
مع احترامي لغبطته أقول رافضا مثل هذا الكلام الذي لا أساس له من الصحة إطلاقا! وكما هو معروف وخاصة بالنسبة للشعب الآشوري الذي كما قلنا وبتاريخه الطويل والعريق في المنطقة حيث كما قلنا أعلاه لا يضاحيه أحد ، لم يعرف تاريخيا بهذا الإسم الآرامي، حيث كل من يدرس حتى تاريخ هذا الشعب يلجأ الى المصادر الآشورية  وإنني لم أكن اتوقع من غبطته ان يقول مثل هذا الكلام في وقت الشعب الآرامي كان شعبا بدويا ومعظم ممالكه هنا وهناك كانت تحت الإنتداب الآشوري .
وأضف الى ذلك، أن هذا الشعب لم يساهم في حضارة الشرق الأدنى قيد انملة كما جاء على لسان المؤرخ جورج رو ( 2 ) في كتاب له تحت عنوان ” العراق القديم ” .
على كل نحن برحابة صدر نطلب من غبطته مشكورين أن  ان يذكر لنا تلك الجذور الجغرافية واللغوية ، حيث من المؤكد غير موجودة.
أما بالنسبة للسريان، فهي كما قلنا تسمية ضمت شعوب كل الهلال الخصيب ومن ضمنها شعبنا الآشوري، ولكن كما ذكرنا التسمية هذه لم تكن قومية أو سياسية، بل مذهبية صرفة .

وبالنسبة للإقتراح الثالث وهذا نصه : ”  سورايا: من الكلدان والسريان والاشوريين، وهذه تسمية شعبية انتشرت على لسان الناس؟
هذا اقتراح للنقاش، الهدف منه الاتفاق على تسمية مقبولة من الجميع. ” انتهى الإقتباس

كما قلنا في سياق كلامنا كلما راودت ” السريان والسريانية ” ومنها جاءت ” سورايا ” أنها اشتقت من التسمية  – آشوريا <  آسوريا <  سوريا <   سورايا  أو سورييا ( ܣܘܪܝܐ  – ܣܘܪܝܝܐ ).

والخلاصة، بما اننا نتحدث عن شعب موجود في شمال بيث نهرين أي بلاد آشور،  كون في باقي انحاء البلاد لا بيث نهرين  فحسب، بل حتى في الهلال الخصيب، كل الشعوب من أصول: كنعانية، فينيقية، إبلية، أمورية، آرامية وكلدية قد غدت معظمها عربي اللسان والإيمان والغالبية منه إسلامية صرفة . وهنا نتحدث عن الشعب الوحيد الذي حافظ على وجوده على الأقل إثنيا ولغويا في بلاد آشور ܡܬܐ ܕܐܫܘܪ.
 إذن،  التسمية المقبولة والمنطقية والتاريخية والجغرافية يجب ان تكون – الآشورية – وبكل فخر وشكرا .
……………….
( 1 )  أ. ولفنسون، تاريخ اللغات السامية من دار الطباعة والنشر والتوزيع – بيروت لبنان ، صفحة33
2 )  Georges Roux, Ancient Iraq – New Edition , Penguin Books 1992 pp 275

آشور بيث شليمون

***************************************************************************

تنويه; موقع http://nala4u.com يتبنى التسمية الاشورية

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الارشيف, المقالات واللقاءات. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

*

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.