لن تفيدنا دموع التماسيح، عندما يستباح الدم الآشوري بغرض الإجهاز عليه!

بقلم آشور بيث شليمون
لن تفيدنا دموع التماسيح، عندما يستباح الدم الآشوري بغرض الإجهاز عليه !

13 / 03 / 2015
http://nala4u.com

إن ما يجري في بلادنا، وخاصة في العراق وسوريا على المسيحيين عامة والشعب الآشوري خاصة ليس بجديد إطلاقا لنكون صريحين مع أنفسنا.
وهنا، لن أعود الى مراجعة الماضي الأسود بغضون 1400 سنة  من حكم العربي الإسلامي خلت وما أودى بشعبي الآشوري من مآس وويلات وكذلك على الآخرين من الإخوة المسيحيين كونه يتطلب لا صفحات، بل مجلدات !

الطابور الخامس:

أتذكر جيدا ما قراته في كتاب التاريخ المخصص للصف السادس والعاشر,من منهاج الدراسة السوري عن الحضارات القديمة صاحبة الأرض في الهلال الخصيب، بينما تاريخ الغزو العربي يكاد يغطي باقي الصفوف أي من الصف الرابع وحتى الصف الثاني عشر عدا الصفين المذكورين!
رغم التحدث عن التاريخ القديم، فهو كان مقتضبا من جهة ومشوها من جهة أخرى. وجدير بالذكر حتى زوجات الرسول العربي تكاد عند مؤلفي كتب التاريخ اهم بكثير من تاريخ أجدادنا الآشوريين وكذلك الكنعانيين، الإيبلويين والأموريين، الآراميين والكلديين مجتمعة !

قرأت هنا في الولايات المتحدة ولا أتذكر بالضبط أين، نفس الشئ المذكور في المنهاج السوري والذي لا يمحى من ذاكرتي الا وهي الإستشهاد من التوراة لا من الأنبياء الكبار وعلى سبيل المثال- إشعياء، إرميا وحزقيال ، بل عن نبي من أنبياء صهيون الصعاليك والذي كل ما كتبه هو عبارة عن 3 اصحاحات لا غير !

إن هذا النبي الصعلوك هو – ناحوم، وبنظري حتى ليس بنبي، بل شاهد عيان لما حدث لمدينة نينوى، المدينة العظيمة عاصمة العالم من خراب ودمار إُثر سقوطها على أيدي الميديين وحلفائهم من كلديين، آراميين، عرب وغيرهم وهاكم وصفه الحي:

” ويل لمدينة الدماء. كلها ملآنة كذبا وخطفا . لا يزول الإفتراس . صوت رعشة البكر وخيل تخب ومركبات تقفز وفرسان تنهض ولهب السيف وبريق الرمح وكثرة جرحى  ووفرة قتلى ولا نهاية للجثث . يعترون بجثثهم . ” ( سفر ناحوم 3: 1-3 ).


” إن أحد أشكال المؤثرات الرئيسية  على التاريخ العالمي كانت الأمبراطورية  الآشورية، التي شكلت العمود الفقري ضد ما تنبأ به انبياء العهد القديم . إشعياء أحد أكبر العمالقة بينهم  رأى الامبريالية الآشورية كادأة بيد الله  لتحقيق أهدافه *…”

إن الأخطبوط الصهيوني يواكبه أخطبوط آخر لا أقل منه شرا وهو العروبة الإسلامية التي اقتفت من الصهاينة في الغرب ومن كتاباتهم كل ما يسيء ويشوه تاريخنا الآشوري الناصع كما ذكرت أعلاه ليضعوه كمادة رئيسية في منهاجهم ! وبصورة اخرى مهما هناك عداء مستحكم بين الصهيونية والعروبة الإسلامية، ولكن نراهما يلتقيان في كرههم وعداوتهم لأمتنا الآشورية .

وإن الأخطبوط الصهيوني لا يكفي بهذا القدر من تشويه، بل يتعداه الى كثير من الأعمال التي علينا فضححها قبل أن تستفحل أكاذيبهم وهي على سبيل المثال:
 
إن  الكتابة الآشوريةAssyrian Grammata كما أدلى بها المؤرخ اليوناني والتي تركها – داريوس الفارسي على عامودين في مضيق البوسفور والتي كانت كما ذكر إحداها بالخط  الآشوري والثانية بالخط اليوناني، بينما يذهب معادو القومية الآشورية ان الخط الآشوري معناه الخط الآرامي .
إن الدارسين والمهتمين في القضايا اللغوية وعلى رأسهم سيروس كوردن/ Cyrus H. Gordon حيث كتب أن احداها بالكتابة الآشورية ( أي المسمارية) والأخرى بالخط اليوناني. **

كما أن  الشعب الآشوري  استخدم اللغة الآرامية، وذهب البعض بان لوحة – بهيستون/ Behistun   في إيران والمعروفة ب – نقش رستم والتي كتبت بثلاثة خطوط وإحداها كانت الآرامية.
وكذلك الأمر ان الآشوريين لم يستخدموا الكتابة الآرامية أو الأصح الكتابة الكنعانية الجديدة مطلقا، وربما جرى ذلك في الممالك التي كانت تحت الإنتداب الآشوري وربما كان الآشوريون مزمعون فعل ذلك ولكن قد فاتهم الأمر كون دولتهم لم يدم لها البقاء وحصل ذلك بعد دخولهم المسيحية بحيث الكتابة المسمارية  لم تدم طويلا وكان آخر وجودها ربما حوالي نهاية القرن الثاني الميلادي كونها محصورة في طبقة معينة من الكهان وكانت تعرف حتى بالكتابة ܟܬܝܒܬܐ ܟܘܡܪܝܬܐ أي بالكتابة الحبرية.
وكذلك الأمر، إن لوحة بهيستون كانت بالخطوط المسمارية الفارسية القديمة والعيلامية والاكادية ( البابلية الآشورية ) .

آشوريا ما بين أنبياء صهيون العمالقة والصعاليك:

إن العداء المستحكم من قبل الصهيونية والعروبة الإسلامية يدعمه بعض من شعوبنا التي يحلو لها التسمية  الآرامية والكلدية وخصوصا بعد 2003 عندما يجابهوا الآشورية، ولكن سرعان ما تتبخر في مجابهة العروبة ليغدوا أكثر عروبيين  ولكن هؤلاء لم يدركوا أن العدو وهو عدو كل من هو ضد التعريب أي إذا كان هناك من يريد ان يقول هو ليس بعربي ، كل ما ينشره ويبثه هؤلاء ضد الشعب الآشوري وهم ضمنا، ولكن من جهة اخرى يعرفوا – أي العرب – مسبقا ان هؤلاء لا وجود ولا خوف عليهم كونهم لا يعادون العروبة بقدر ما يعادون إخوتهم ومن بني جلدتهم من شعبنا الآشوري  الشعب الوحيد المتشبث بقوميته في الوقت الحاضر.


* H. W. F. Saggs, The Might that was Assyria, Sidgwick and Jackson , London .

 ** A. D. Godly, end, and trans ., Herodotus ( Cambridge, Mass: Harvard University Press ( The Loeb Classical Library ), vol. 2 (4:87), p. 288

آشور بيث شليمون

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الارشيف, المقالات واللقاءات. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

*

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.