كتاب مفتوح للاخ موفق نيسكو المحترم!

بقلم آشور بيث شليمون
كتاب مفتوح للاخ موفق نيسكو المحترم!

09/ 09 / 2014
http://nala4u.com

الأخ موفق نيسكو كتب:

” جناب الأب الفاضل نويل المحترم
بارخمور
شكرا ً جزيلاً لمقالك المهم وتسميتك الدائمة للشعب المسيحي باسمه الشامل الذي عُرف به في التاريخ كله وهو سورايا أي سرياني.
الشئ الوحيد الذي أحب أن أعقب عليه، أنه لا توجد أية علاقة بين كلمة السريان المشتقة من سوريا وكلمة آشور إطلاقاً، سوى التخريجات اللغوية والاشتقاقات التي قام بها السريان الشرقيين (النساطرة) منذ أن قام الانكليز باخذ الاسم الآشوري من أحد أسماء حضارات العراق القديمة التي انقرضت وانتهت، وإطلاقه على السريان الشرقيين في القرن الماضي، وخاصة الجالية التي هاجرت إلى أمريكا، حيث حاولت ربط ذلك ببعض الاشتقاقات أو التداخلات بين الكلمتين في التاريخ لتقاربهما لغوياً واختلاطهما على البعض أحياناً، شأنها شأن عشرات الكلمات المتقاربة في التاريخ. وقد فصَّلنا ذلك إلى حد ما في مقالات سابقة، ونستطيع أن نفصل ذلك تفصيلاً دقيقا أكثر، ولكن لكي يكون التعليق مختصرا أقول وبعيداً عن المجاملة لأحد:

الاسم السرياني هوية دينية لشعب يبدأ تاريخه منذ صعود السيد المسيح إلى السماء سنة 33م فقط، وليس ما قبله، ولا علاقة للسريان بتسميات ما  قبل المسيحية.” أنتهى الإقتباس
   
http://www.ankawa.com/index.php/ankawaforum/index.php?topic=751860.0

……………..

الأخ موفق:

بداية، إني متابع لما تكتبه منذ أن شارعت الكتابة في هذا الموقع – عنكاوا – والذي لمست منك هو إنك مع احترامي الكبير متذبذب في تحليلاتك ولكن أخيرا ركزت موقفك وبدون أدنى شك، طبعا بعد أن لم يكن لك أذانا صاغية لمشاريعك التوحيدية بالتشبث بالإسم السرياني والآرامي، حيث عندك السريانية مرادفة للآرامية.

وبعد قراءة النص اعلاه بوسع المرء استخلاصه على الشكل التالي:

      –    الإسم الشامل للشعب المسيحي هو سورايا أي سرياني.
–   كما ترى لا علاقة بين كلمة السريان المشتقة من سوريا وكلمة آشور.
–   عندك حضارات ما تسميه العراق القديم قد انقرضت وانتهت والإنكليز أطلقوا الإسم الآشوري على السريان الشرقيين.
–   والإسم السرياني عندك – هوية دينية يبدأ منذ صعود السيد الى السماء ولا علاقة بالسريان بتسميات ما قبل المسيحية.

  الآن لنضع هذه البنود تحت المجهر كي نرى ما هو مدى المصداقية فيها، تقول الإسم الشامل للشعب المسيحي هو – سورايا أي سرياني، أليس كذلك؟

أولا، صحيح الإسم السرياني هي كنية الشعب المسيحي، ولكن ليس  كل المسيحيين في العالم، بل في الهلال الخصيب فقط . وهنا أخفقت بذكر هذه الشعوب المسيحية كونها متعددة .
وعندما نقول الهلال الخصيب حصرنا هذا الشعب في منطقة جغرافية محدودة وهذه المنطقة وأنت تعلم أنها موطن شعوب سامية عدة منها، الآشورية البابلية، الكنعانية الفينيقية، الإبلية والعمورية، العبرية،الأدومية والآرامية الكلدية.

ثانيا، إنك حسمت الأمر أن لا علاقة بين كلمتي السريان/ سوريا وآشور، ولكن أخفقت للمرة الثانية بأن تعلمنا من أين جاءت هذه التسمية هل هبطت من السماء أم ماذا ؟! نعم في مواضيعك السابقة بحثت ذلك ولكن أتيت بتفسيرات متعددة وغير مترابطة وبإختصار لم تقل أن التسمية جاءت من مصدر واحد وحيد بل من عدة وهذا فيه الشك وعدم المصداقية بالوقت ذاته كونك لم تستقر على تسمية منها.
ولكن  شخصيا أقول وجازما، أن التسمية – السريانية –أتت من آشور ولا من غيرها، وهذا لا يعني أن جميع السريان هم آشوريون، إذ هي فقط كتسمية جغرافية للهلال الخصيب عموما.
ومن جهة أخرى، هناك السريان الغربيون وهم من كنعانيين وفينيقيين، إيبليين وعموريين، إسرائيليين وأدوميين وآراميين.

ثالثا، تقول الحضارات القديمة انقرضت والإنكليز أطلقوا الإسم الآشوري  على السريان الشرقيين. وهنا صحيح الحضارات القديمة انقرضت ولكن الذي اخفقت قوله أن شعوبها ظلت نابضة حية حيث آمنت بالديانة المسيحية ودفعتها الى الأمام حتى الصين والهند.
وللإيضاح، السريان الشرقيون معظمهم استعرب ودخل الإسلام ولم يبق له أثر قبل القرن الحادي عشر، والشعب الوحيد الذي تمسك بآشوريته تمسكه بالله الحي نوعا ما هو الشعب الآشوري، حيث احتفظ باسمه بكل فخر وانت من دون شك تعلم ذلك بدءا من طاطيانوس الآشوري ومرورا بالعلامة كيوركيس وردا الأربيلي قبل أن تطأ أقدام الإنكليز الشرق الأوسط وتحديدا ميزوبوتاميا/ بيث نهرين وليس ذلك فحسب إذ هناك من الإخوة السريان الأرثوذكس يعتزون بهذا الإسم أيضا ولم يكن للإنكليز أي دور  في ذلك!


وهنا تقول – السريان الشرقيين، أي كما قلنا أعلاه وهناك سريان غربيين أيضا، ولكن أخفقت مرة اخرى أن تعرفنا من كان هؤلاء؟! وإذا لا تعلم وكونك باحث فهي مشكلة كبرى! ولكن  نحن بوسعنا ان نقول من هم، هم في الطليعة الآشوريون في الشمال والبابليون في الوسط مع أقليات آرامية  وكلدية في الوسط والجنوب إضافة الى ذلك عرب وفرس ويونان .

رابعا، تقول الإسم السرياني هوية دينية لشعب يبدأ منذ صعود السيد المسيح الى السماء وهذا صحيح مائة بالمائة، ولكن أخفقت هنا كباقي إخفاقاتك المتعددة لأنك مع احترامي لك بسبب التعصب المذهبي الذي لم تتحرر منه مع الأسف ونحن في الألفية الثالثة.
وبهذا لم تكشف من كان هذا الشعب فيما إذا كان شعبا واحدا أو عدة شعوب ؟  عندنا هو عدة شعوب والمذكورة أعلاه والتي كانت تسكن الهلال الخصيب ومرة اخرى أكررها، آشوريون بابليون، كلديون آراميون في الشرق – ميزوبوتاميا وكنعانيون فينيقيون، عموريون إيبليون، عبرانيون أدوميون وآراميون .
   
إنني بإنتظار الرد منك وشكرا

دم لأخيك / آشور بيث شليمون
_______________

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الارشيف, المقالات واللقاءات. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

*

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.