هل حقاً الكوتا المسيحية مخصصة لشعبنا!

بقلم سامي هاويل
هل حقاً الكوتا المسيحية مخصصة لشعبنا !!

21/ 04 / 2014
http://nala4u.com

“كوتا شعبنا!” هذا المصطلح التضليلي يستخدمه العديد من السياسيين في الأحزاب القومية ( المسيحية )، ويؤكده أقلام العديد من كتابنا المهتمين بالشأن القومي، منهم من يميل الى أحزاب قومية آشورية معينة ومنهم من يدعم أُخرى قومية تحت مسميات كلدانية وسريانية وبعض القوائم العائدة الى شخصيات برزت حديثا على الساحة القومية الخالية من أي تنظيم قومي حقيقي يمثل أدنى مستوى من طموحات الشعب الآشوري.
رغم إن المادة التي تنص على هذه الكوتا واضحة وصريحة تؤكد على أنها ذات طابع ديني مسيحي ( كوتا المكون المسيحي )، إلا أننا نشاهد كيف يحاول سياسيينا بذكاء تأطيرها وتغليفها ببعض الشعارات والوعود القومية لتظليل الفرد الآشوري ودفعه صوب صناديق الأقتراع لينتخبهم متوهما إنه ينتخب ممثلين قوميين له، أي بعبارة أُخرى، يمارسون خِدع السياسة على أبناء أمتهم بينما يصارحون الغريب ويصادقون على أجنداته!!، ولا يُدرك الفرد الآشوري بأن قضيته القومية قد غُيبت تماماً في الوطن، وعليه أختفى رسمياً أي تمثيل قومي آشوري من على الساحة السياسية العراقية، كما لا يُدرك الكثير من أبناء الشعب الآشوري بأن الكوتا المسيحية هي على حساب تمثيلهم القومي.
أليس أستخفافاً يمارسه ممثلي قوائمنا وقيادات أحزابهم بعقول أبناء أمتنا عندما يطالبونهم بالتصويت لأجل إظهار ثقلنا من خلال كثرة عدد الناخبين ؟؟ فلنسأل هؤلاء السياسيين :
1- كيف يستطيع المرء أن يعرف عدد الناخبين الآشوريين، ويفرز أصواتهم المحتسبة ضمن أصوات المسيحيين العراقيين عموما؟
2- هل جميع المصوتين للكوتا المسيحية هم مسيحيين آشوريين، أو كما تسمونهم ( كلدوآشوريين سريان، أو كلدان سريان آشوريين، أو الكلدان والسريان والآشوريين ) ؟.
لقد ذكرنا مراراً بأن صيغة المادة التي منحت الكوتا للمكون المسيحي تجيز قانونياً لإي فرد مسيحي أياً كان أنتماءه القومي أن يرشح نفسه ليحصل على أي مقعد من مقاعد الكوتا الخمسة، وتفسح المجال أمام أي ناخب بغض النظر عن أنتماءه الديني أو القومي أن يصوت لمرشحي الكوتا، وفي الوقت الذي يدعي ممثلي أحزابنا ومرشحيهم بأنهم يرفضون الكوتا المسيحية وسوف يعملون على تغييرها الى كوتا قومية!!، ولكنهم يتنافسون على مقاعدها منذ أن أُقِرت هذه الكوتا!.
هؤلاء السياسيين يتحملون المسؤولية الكبرى أمام الشعب وأمام التاريخ على قبولهم الترشيح والمنافسة على المقاعد المخصصة للمسيحيين، ومشاركتهم المصحوبة بوعود خجولة لتغيير صفة الكوتا من دينية الى قومية ليس إلا دليلاً على أنهم يبحثون عن مصالحهم الحزبية والشخصية فقط، وإلا لكانوا قد رفضوا وأستنكروا وقاطعوا الأنتخابات منذ الساعة الأولى التي أُقِرت فيها الكوتا المسيحية بأعتبارها تهميشاً متعمداً ومحاولة لتغييب القضية الآشورية من المعادلة السياسية في العراق.
مثلما سياسينا، أيضا يتحمل الناخبين قسطا كبيراً من المسؤولية، كونهم بتصويتهم لقوائم تتنافس على كوتا دينية يُقرون مشروعية إقصاء قضيتهم القومية، ويفسحون المجال أمام السياسيين ليتلاعبوا بكل شيء من أجل مصالحهم الخاصة، وليستمروا بهذا النهج طالما هناك من يصدق خطاباتهم ويصوت لهم. وهنا لابُد لي أن أُشير الى أهمية دور الأقلام النخبوية وواجبها في توعية الجماهير الآشورية وتعبئتها فكريا ودفعها نحو الإصلاح والوقوف بعيداً عن التنافس الأنتخابي لمجموعة أحزاب لا يربطها اليوم بالقومية شيئاً سوى أسمائها وندواتها داخل البيت الآشوري.
أضع أدناه أمام القاريء الكريم نص المادة المخصصة للكوتا في قانون الأنتخابات، ليرى بأم عينه كيف خُصصت مقاعد الكوتا قومياً للشبك والأيزيديين والصابئة فقط، أما المقاعد الخمسة التي تتنافس عليها قوائمنا، ويصوت لهم أبناء أُمتنا فهي مخصصة للمسيحيين العراقيين عموماً دون الإشارة الى أنتماءاتهم القومية، فهل من مجيب ؟.

( الدوائر الانتخابية )
مادة (11)
أولا- يتكون مجلس النواب من (328) ثلاثمائة وثمانية وعشرون مقعداً يتم توزيع (320) ثلاثمائة وعشرون مقعدا على المحافظات وفقا لحدودها الادارية وفقاً للجدول المرفق بالقانون وتكون ( 8 ) ثمانية مقاعد منها حصة (كوتا) للمكونات .
ثانياً- تمنح المكونات التالية حصة (كوتا) تحتسب من المقاعد المخصصة على ان لايؤثر ذلك على نسبتهم في حالة مشاركتهم في القوائم الوطنية وكما يلي:-
أ- المكون المسيحي (5) خمسة مقاعد توزع على محافظات (بغداد ونينوى وكركوك ودهوك واربيل) .
ب- المكون الايزيدي (1) مقعد واحد في محافظة نينوى .
ج- المكون الصابئي المندائي (1) مقعد واحد في محافظة بغداد .
د- المكون الشبكي ( 1 ) مقعد واحد في محافظة نينوى .
ثالثاً- تكون المقاعد المخصصة من الكوتا للمسيحيين والصابئي المندائي ضمن دائرة انتخابية واحدة

سامي هاويل- سدني


تنويه; موقع http://nala4u.com يتبنى التسمية الاشورية .

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الارشيف, المقالات واللقاءات. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

*

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.