الوزير الاشوري يزكي ملاّ بختيار

بقلم ســامي بلّـو
alkoshbello@hotmail.com
الوزير الاشوري يزكي ملاّ بختيار

29/ 10 / 2013
http://nala4u.com

” لقد أساء الشعب الاشوري تفسير تصريحات ملا بختيار” هذا ما افاد به وزير السياحة في “اقليم كوردستان” الاستاذ نمرود بيتو في المقابلة التي اجراها معه الاعلامي الاشوري ولسن يونان لاذاعة SBSمن استراليا – رابط المقابلة في ذيل المقال لمن يريد الاستماع اليها – ولست بصدد تفسير ما قاله ملا بختيار ، لانه لا يحتاج الى تفسير يا سيادة الوزير ، ان تصريحاتك تدل على مدى استهانتك بمشاعر شعبك والاستخفاف بعقولهم ، فالشعب الاشوري ليس بحاجة لاحد ان يفسر له الكلمات التي وصفَته بالمقيم على ارض ابائه . لقد انكر علينا ملا بختيار الناطق الرسمي باسم الاتحاد الوطني الكردستاني ، انكر علينا حقوقنا على ارض اشور التاريخية ، ومنحنا حق الاقامة ، وليس من حقه ان يفعل ، وسيبقى ملا بختيار مدينا للشعب الاشوري وللتاريخ وللعالم بالاعتذار العلني ، مهما حاول ان يجندكم للتغطية على ما صرح به ، ومهما حاولت الدفاع عنه وتزكيته امام ابناء امتنا . من حق ملا بختيار ان يختار مابين اللا إعتذار للشعب الاشوري الذي اساء اليه واهان مشاعره ، وبين الإعتذار بسرية تامة الى صديقه الوزير الاشوري ووفد الحزب الوطني الاشوري ، ولكن من حقي ايضا ان أسأل ، ومن حق الشعب الاشوري ان يسأل وزيره عن سر الغزل الدائر بينه وبين من انكر حقه على ارض ابائه .
لن انسى ذلك الوقت القصير والممتع الذي امضيناه سوية لاول ولاخر مرة التقينا فيها ، ونحن نرتشف قهوتنا تجاذبنا اطراف الحديث في امور شتى ، وفي احوال امتنا باقتضاب شديد ، حيث كابوس الديكتاتور كان لا يزال جاثما على صدورنا يومها ، ولعلك ايها الاخ نمرود قد استبينت هويتي حينها ، سواء من حديثنا او من الاخوة الذي جمعونا سوية ، تلك كانت هويتي ولازالت ، هويتي هي اشورية ناصعة، لم احمل يوما هوية خلافها، حتى عندما كنا نرزح تحت جبروت النظام السابق ، وتحت رقابة اجهزته البوليسية ونحن نحاول ان ننشر الوعي القومي بين جميع طوائف امتنا ، يومها لم تكن بتلك البساطة على احد اتباع الكنيسة الكلدانية ان يدعى علنا بانه اشوري الانتماء ، لان مجرد التسمية الاشورية كانت تعني الكثير لسلطات النظام، وخاصة لمن كان من اتباع الكنيسة الكلدانية ، هذا الادعاء كان كافيا ليشار اليهم بالريبة والشك ، وبانهم يعملون بعكس ما تشتهيه السلطة ، وبالرغم من كل تلك التعقيدات وذلك الارهاب ، لم انكر هويتي عندما طلب مني رسميا ادراج هويتي القومية في حقل القومية ، ولكي لا ادعي البطولة لنفسي ، لم اكن وحدي الذي حدد هويته في تلك الاستمارة بوضوح وبتحد ظاهر ، كنا ثلاثة من اتباع الكنيسة الكلدانية من الذين رشحنا اسماءنا لعضوية الهيئة الادارية لجمعية اشور بانيبال الثقافية في بغداد ، هذه كانت هويتي وستبقى ، وسيحملها ابنائي من بعدي ، الذين رضعوا من ثدي اشور وارتووا من تاريخ ابائهم . اتوسل اليك يا صديقي ، وارجوا ان لا يضايقك بان اناديك صديقي ، وان لا يسبب لك هذا اي اشكال او احراج مع اخوتنا الكرد وخاصة الاستاذ ملا بخيتار ، اتوسل اليك ان تكشف عن هويتي التي تعرفها ولا يعرفها ابناء امتي ، وبهذا تكون قد خدمت الحقيقة ، وخدمت امتك . وشخصيا من هذا المنبر اعترف بكل ما لدي، كما يعترف الكاثوليكي امام الكاهن ، هكذا اعترف امام ابناء امتي جميعا ، باني لم اكن يوما ما عربيا ، ولا كرديا ، لم اكن بعثيا ولا شيوعيا ( مع اعتذاري الشديد الى اصدقائي الشيوعيين) ولم انتمي الى حزب كردي ولا عربي ، ولست منتميا الى زوعا ، ولا الى حزب بيث نهرين ، وكما هو معلوم لديك لست منتميا ايضا الى الحزب الوطني الاشوري ، انتمائي المطلق والوحيد هو لامتي الاشورية ، وكل امكاناتي المتواضعة اسخرها لخدمة ابناءها ، بكل حب ووفاء واخلاص ، هذا هو اعترافي امام ابناء امتي، ومن يعرف عني خلاف هذا ، فان الواجب القومي يملي عليه ان لا يبقيه سرا على ابناء امته . اما اذا كنت قد حاولت التخلص من الموقف المحرج الذي وضعك فيه الاخ ولسن يونان في تلك المقابلة ، ولم تجد منفذا للتخلص منه غير هويتي، فانت معذور، وشيمتي هي التسامح مع ابناء امتي وان اخطاؤوا الي ، وانت منهم ، فكيف لا اسامحك ، وقد شربت معك نخب امتنا من فنجان القهوة قبل حوالي عشرة سنين ، وارجوا ان تمحي الظغينة من قلبك ، لاني لا احملها في قلبي لك ، ومع هذا ، لا تتصور باني سوف اسكت عن انتقادك وحزبك عندما اجد من وجهة نظري ما يسئ الى ابناء امتي ومصلحتنا القومية ، كما انتقد الاخرين ، ومها كان برجكم عاجيا وعاليا، فان كلماتي سوف تصلكم اذا بدر منكم ما لا يصب في مصلحة الامة .

عندما يقع احدنا تحت اضواء ابناء امته ، فان ردود افعاله تختلف بحسب مواقفه ، فمن يكون في موضع الشك ، يبدأ بالترنح والتعثر ، اما الذي يكون قد قدم عصارة فكره وكلماته لخدمتهم بكل صدق واخلاص ، فان تلك الاضواء تجعله يسير واثقا شامخا متباهيا بهم . مقالتي التي اشرت اليها يا سيادة الوزير ( اعتذار الاشوريين لملا بختيار واجب) ، كانت لابناء امتي متنفسا لبعض ما عانوه من الم بسبب الظلم وانكار حقهم على ارضهم التاريخية من قبل مسؤول كردي ، دون ان يهز له جفن . ولم يخطر على بال اي اشوري ان تنبري انت شخصيا للدفاع عن ملا بختيار ، وتفسر لهم كلامه الذي لم يتمكنوا من تفسيره ، بل توقّع الجميع ان يصدر عنكم ايضاحا شفافا لملابسات ذلك القاء المهين لكل من تجري في عروقه الدماء الاشورية ، واعتذارا باسم حزبكم لابناء امتكم ، تخففون عنهم خيبة الامل والحرج وتجريح المشاعر التي سببتموها لهم ، عندما قبلتم على انفسكم ان تصافحوا يد من انكر حقوقنا ومسح التاريخ الاشوري قبل اقل من شهر من لقائكم به، ولكن مع الاسف كان رد فعلكم بعكس هذا ، فليس لشعبنا ان يفسر هذا الا بما يقبل التفسير ، بان سياستكم في هذه الخطوة كانت بعكس ما يتمناه ، وانكم تتسابقون لنيل الامتيازات الحزبية حتى وان كانت على حساب كرامة شعبنا الاشوري . انه السير نحو الهاوية ايها السادة الكرام.

http://203.15.102.140/elg/assyrian-080118-856.mp3

ســامي بلّـو


تنويه; موقع http://nala4u.comغير ملزم ما يسمى بكردستان

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الارشيف, المقالات واللقاءات. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

*

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.