محطات هامّة للرقم سبعة في الكتاب المقدس

بقلم مسعود هرمز النوفلي
محطات هامّة للرقم سبعة في الكتاب المقدس

01 / 08 / 2011
www.nala4u.com

مقدمة

يتكرر الرقم سبعة في الكتاب المقدس أكثر من جميع الأرقام الأخرى، أنه حاصل جمع أربعة وثلاثة، الأول يرمز الى الأرض بجهاتها الأربع والثاني يرمز الى كمال الله الثلاثي الأوجه، الرقم مُهم لليهود كما هو مهم للمسيحيين. بعض العلماء يُؤكدون بأنه الرقم الخاص بالكمال الروحي الإلهي لأنه يتزاوج فيه رقمي الكمال الناتج منهما، لأن الله هو الذي خلق هذا الرقم كما يُشير لنا سفر التكوين في اسبوع الخلق والراحة.

لنرى المحطات المهمة التي يعطيها لنا الكتاب المقدس عن هذا الرقم مع بعض التفاصيل.

تكرار الرقم

الرقم سبعة يتكرر في الكتاب المقدس 276 مرة، قُمت بحسابها شخصياً، وفي سفر الرؤيا فقط يأتي ذكره في 40 حالة! أما سبعة أيام فتكرارها هو 99 مرة! وسبعة رجال تتكرر 7 مرات، وسبعة أضعاف تتكر 15 مرة، وسبعة ملائكة تتكرر 9 مرات. أما اليوم السابع ويأتي تكراره 58 مرة والشهر السابع يتكرر 27 مرة. انه من الأرقام المهمة جداً التي لها غايات عميقة في تكوين الحوادث والتواريخ علينا ادراك معانيها لأنها لا تأتي إعتباطاً أبداً. انه رقم اتحاد السماء والأعالي مع الأرض بحسب المعطيات المنظورة. انه كمال الجهات الأربع للأرض مع التاج السماوي الذي يحضنها لتصبح مجموعة واحدة في مفهوم العلوم الصرفة. العالم بانين قد تطرق الى الرقم من الناحية البايولوجية وفترة تكوين ونضج الجنين وعمل الخالق المُتكامل، وسبق أن تطرقتُ الى ذلك في مقالة مُنفصلة سابقاً.

الصلاة الربية والرقم سبعة

يقول أحد علماء الكتاب المقدس، “عندما نطلب من الآب السماوي في صلاتنا نقول ثلاثة أمور مهمة في علاقتنا معه، وأربعة أخرى في علاقتنا مع النفس والقريب”. باختصار فأن الصلاة فيها ما يلي:

ليتقدس أسمك، ليأتِ ملكوتك، لتكُن مشيئتُك كما في السماء كذلك على الأرض. هذه الطلبات تخص العلاقة مع الله الآب والألتماس منه كي تتحقق إرادته على الأرض. أما في علاقتنا مع القريب ومع ذواتنا فنقول عند الطلب الجمل التالية:

أعطنا خُبزنا كفافنا اليوم، وأغفر لنا خطايانا كما نحن نغفر لمن أساء الينا، ولا تدخلنا في التجربة، لكن نجِنا من الشرير لأن لك المُلك والقوة والمجد الى أبد الآبدين آمين. لذا، فأن مجموع الطلبات هي سبعة، وهنا يدخل رقم الكمال الإلهي في الصلاة الربية التي وضعها الرب.

الرقم سبعة في العهد القديم

1- الله يدعو أبرام(ابراهيم) في سفر التكوين 12 ويقول له إرحَلْ، ولكن ليس مثل الشعار الحالي للبعض في البلدان الثائرة. توصيات الله له كانت سبع وهي:

أجعلك أمة عظيمة، وأباركَكَ، وأعظّم أسمك، وتكون بَرَكة، وأبارك مُباركيكَ، وألعِنْ لاعنيكَ، ويتبارك بك جميع عشائر الأرض.

أنها حقائق وبركات إلهية كاملة أراد الله بها أن يخُصها الى الأب أبرام وعددها يدل دلالة قاطعة على كمال الحالة وخاصيتها، وبدون شك فان عدد التوصيات تصبح كاملة بالرقم سبعة.

2- الرقم سبعة في شريعتي التكريس والتكفير في العهد القديم، لقد أمر الرب موسى عند جبل سيناء في تقريب القرابين في برية سيناء باستخدام الزيت، حيث أخذ موسى زيت المسح ومَسَحَ المَسْكن وجميع ما فيه وقدّسه. ورشَّ منه على المذبح سبعَ مراتٍ. ” لاويين 8 : 10 – 11 . وفي يوم الكفارة عند تقديم عجل الخطيئة عن موسى وأهلِ بيته ، نقرأ في اللاويين 16 : 14 ” ويأخذ من دم العجل، فيرُش بأصبعه على وجهِ الغطاءِ، ثم يرُشُّ أمام الغِطاء سَبعَ مراتٍ. نلاحظ أن العمل يصل الى الكمال بالرقم سبعة.

ونستنتج من هذا بأن الرقم مهم جدا وهو يتكرر في حالات التقديس والغفران والمُصافحة أمام الله ليكون كلَّ شئٍ نظيفاً وطاهراً. أعتقد بأن العلاقة مهمة بين ما قرأناه في صلاة أبانا الذي، وبين ماجاء في سفر اللاويين من حيث الطلب من الله والعلاقة مع القريب والغفران. انه تكامل العهدين في البشرية.

3- قصة شمشون الجبار ودليلة في سفر القضاة 16 : 13 ، أخبر شمشون دليلة وقال ” إذا نسجتِ الخُصل السبعُ في رأسي بالنولِ وشددتِها بالوتدِ، فإني أضعف وأصير كواحدٍ من الناسِ” وهذا ما تم فعلاً عند هجوم الفلسطيّون عليه! السر المخفي أصبح مكشوف بالرقم المحوري الذي نتحدث عنه وخسر الكمال الحقيقي.

4- حلم فرعون مصر عن سبعُ بقرات حسنة المنظر التي طلعت وراءها سبعُ بقرات قبيحة المنظر هزيلة الأبدان وأكلتها، راجع التكوين 41 ، وبعد أن جاء يوسف لتفسير الحلم، قصَّ الملك القصة وكيف رأى البقرات والسنابل السبع النحيلة والجيدة وعندها جاء التفسير من يوسف ليقول ” بأن البقرات الجيدة والسنابل الجيدة هي سبع سنين وهو حلم واحد والسبعُ النحلية هي سبعُ سنين جوعاً وهي ارادة الله”.

5- سفر التكوين 33 يُخبرنا عن لقاء يعقوب وعيسو أخيه، حيث عندما رأى يعقوب أخيه مُقبلاً ومعه أربعُ مئةِ رجُل، تقدم يعقوب وسجد الى الأرض سبعَ مراتٍ حتى أقترب من أخيه، فأسرع عيسو الى لقائه وعانقه وبكيا. لقد خاف يعقوب وأكمل مرات السجود لينال رأفة أخيه نحو المحبة والغفران.

6- الله يقول الى نوح بأن يأخذ من جميع البهائم الطاهرة سبعةً سبعةً، ذكوراً وإناثاً وكذلك من الطيور سبعةً سبعةً وبعد سبعة أيام أمطر على الأرض ووقع الطوفان، راجع التكوين 7 . كُلها من رقم الكمال.

7- يعقوب يخدم خاله لابان سبع سنين من أجل الزواج براحيل لأنه أحبها، وبعد الزواج من أختها ليئة عاد وخدم سبعَ سنين أخرى، راجع التكوين 29 . بالكمال ينال غايته مع الصبر والوقت.

8- سبع من وصايا الله تبدأ بحرف النفي لا. نلاحظ كمال النهي من الله بالرقم أيضاً!

9- الأنتصار وسقوط أريحا، سفر يشوع 6 يعطينا القصة الكاملة لدخول بني اسرائيل مدينة أريحا بعد أن حَمَلَ سبعة كهنة سبعة أبواق أمام تابوت العهد وفي اليوم السابع من دَورتهم حول المدينة، طافوا سبع مراتٍ وعند النفخ في القرون والهتاف سقطت المدينة وانتصر يشوع بن نون. أكتمل كل شئ.

10- سفر الملوك الثاني 4 : 35 ، هناك قصة مهمة عن الصبي الفاقد الوعي، عندما جاء أليشع وأراد أن يشفيه قام وتمدّد على الصبي، فعطس الصبي سَبعَ مراتٍ وفتح عينيه. الشفاء هنا من الكمال والأيمان.

الرقم سبعة في اعمال الرب يسوع

1- ظهور الملائكة سبع مرات بخصوص حياة الرب وكما يلي:

الى مار يوسف في الحلم لكي يأخذ الطفل يسوع وامه ويهرب الى مصر، متى 2 : 13، وكذلك الى مار يوسف في الحلم لكي يعود من مصر الى الناصرة، متى 2 : 19، وبعد تجربة يسوع في البرية، متى 4 : 11، وعند قيامة يسوع ودور الملاك في دحرجة حجر القبر، متى 28 : 2، والى الرعاة الذين كانوا في البرية ليُبشرهم بولادة المخلّص، لوقا 2 : 9، وقد ظهر الملاك الى الرب وهو يُصلي في جبل الزيتون لكي يُقوّيه، لوقا 22 : 43، وعند صعود الرب الى السماء، انظر أعمال الرسل 1 : 10.

2- انجيل متى 13 يعطينا سبعة أمثال من احاديث الرب وهي:

مثل الزارع، الزؤان، حبة خردل، الخميرة، الكنز، الؤلؤة، الشبكة. تتمحور هذه الأمثال عن الملكوت والآخرة، انها دروسٌ رائعة لنا وبليغة جدا عند التأمل فيها وتفسيرها.

3- متى 15 : 36 يذكر لنا بان الرب أخذ أرغفة سبعة في اعجوبة اطعام أربعة آلاف رجل.

4- هناك سبع أعاجيب في انجيل يوحنا وهي:

تحويل الماء الى الخمر، شفاء الأبن الذي كان مُشرفاً على الموت، شفاء الكسيح عندما قال له قُم وأحمِل فراشك وأمشي عند بُركة الماء، أطعام خمسة آلاف رجل، شفاء الأعمى منذ ولادته، إحياء لعازر من الموت، وأخيراً عندما كان التلاميذ يصيدون السمك وأمرهم بالقاء الشبكة على يمين القارب وأمتلأت من السمك.

5- يسوع يظهر لسبعة من تلاميذه، عند بحيرة طبرية، راجع يوحنا 12.

6- يتحدث يسوع سبع جُمل وعبارات وهو على الصليب لكي يصل الى الكمال وكما يلي:

إلهي، إلهي، لماذا تركتني؟، متى 27 : 46.

فقال يسوع: أغفر لهم يا أبي، لأنهم لا يعرفون ما يعملون، لوقا 23 : 34

الحق أقول لك: ستكون اليوم معي في الفردوس، لوقا 23 : 43.

يا أبي، في يديك أستودع روحي، لوقا23 : 46.

فقال لأمُّه: يا امرأة، هذا ابنكِ وقال للتلميذ: هذه أُمُّك، يوحنا 19 : 26 و 27.

فقال أنا عطشان، ليتُم الكتاب، يوحنا 19 28.

فلّما ذاق يسوع الخل قال: تمّ كلُّ شئٍ وحنى رأسه وأسْلمَ روحه، يوحنا 19 : 30.

7- في التسامح الأخوي والغفران والعفو أو المُصافحة يُجيب الرب بطرس ويقول في متى 18 : 22 “لا سبع مراتٍ، بل سبعين مرّةً سبعَ مراتٍ”.

8- في الشفاء، نقرأ في لوقا 8 : 2 ، بأن الرب كان قد أخرج من مريم المجدلية سبعة شياطين، وكان قد شفاها من المرض أو الأرواح الشريرة كما يقول الأنجيل.

9- اختيار سبعة رجال لمُساعدة الرُسل في توزيع مُتطلبات المعيشة اليومية وكان الرجال من ذوي السمعة الطيبة ومُمتلئين من الروح القدس والحكمة، راجع أعمال 7 :3 ، هذه كانت أوامر تلاميذ الرب في الكمال.

10- لدينا أسرار الكنيسة السبعة والمعروفة عند الغالبية بالتأكيد والتي منحها الرب كأعمال مُقدسة إبتداءً من سِرْ المعمودية وإنتهاءً بسِرْ الكهنوت. هذه الأسرار غير منظورة ومنها يكون الكمال.

الخلاصة:

المحطات المُهمة التي قرأناه عن الرقم سبعة تدل على أمور مُقدسة وتجديد الحياة كما في قصة الخليقة وإكتمال العالم في سبعة أيام، وأيام نوح وسقوط أريحا والحلم والبركات والخدمة وأعمال الرب والمُعجزات والغفران وظهور الملائكة، كُلّها تُشير الى بدايات جديدة وإنتقال الوضع من حالة قديمة الى حالة جديدة تختلف كُلياً عن سابقتها، وخاصة إذا نربطها مع الكنيسة، حيث بعد انتهاء القديم يأتي الجديد بمعنى ومغزى مُهمّين جداً، بنفس الوقت لو قرأنا سفر الرؤيا وربطنا الآيات مع بعضها، نلاحظ الكمال النهائي للكتاب المقدس وهو الخاص برقم الكمال مثل سبعة أرواح وسبعة أكاليل وسبعة ملائكة وسبعة أختام وسبع كنائس وغيرها الكثير.

انها الحياة الجديدة في يسوع المسيح المُتجسد. فيه تحَقّق رقم الكمال النهائي الذي كان ناقصاً الى يوم مجيئه. وفيه إتحدت الأرض وإحتفلت مع السماء في سرٍ عجيب.

شكراً لكل من يقرأ ويُتابع والرب يحفظ الجميع آمين.

وأخيراً في الحديث نقول أحياناً من سابع المُستحيلات، لماذا الرقم سابع وليس عاشر مثلاً؟ وأيضاً هناك عجائب الدنيا السبع، لماذا الرقم نفسه؟

مسعود هرمز النوفلي
1/8/2011

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الارشيف, دين, كتب , تاريخ. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

*

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.