نبذة من المغالطات التي يرتبكها منتحلو الكلدانية

بقلم آشور بيث شليمون
نبذة من المغالطات التي يرتبكها منتحلو الكلدانية والأخ نزار ملاخا نموذجا!

05/ 03 / 2011
http://nala4u.com

قبل كل شئ نقول للأسف أننا في غضون عقد من الزمن ونحن ما زلنا نراوح في مكاننا ، حيث ندرك جيدا أن النهضة القومية الآشورية في مدى القرن الماضي كله لم تجابه ما تجابهه اليوم وليس من الأعداء بل من شعبنا بالذات ، حيث يمكننا القول حتى قبائل الماو ماو في أدغال أفريقيا منذ زمن تعرف قوميتها بينما إخوة لنا في الدم وفي بلاد آشور اكتشفت مؤخرا بأنها ليست آشورية بل كلدانية أو آرامية قوميا في الوقت الذي فيه هاتين القوميتين الوهميتين لا وجود لهما في دارهم ، الكلدان في جنوبي العراق والآراميين في دمشق/سوريا، التي تعرف اليوم بقلب العروبة النابض!
دون شك كان للقومية الآشورية منذ زمن مناوئون ولكن لم يكونوا بالحجم الذي نشاهده اليوم وخصوصا بعد هذا التنازل والتراجع الذي قامتا به حركتان آشوريتان ألا وهي الحركة الديمقراطية الآشورية / زوعا والمنظمة الديمقراطية الآثورية / مطاكستا ، حيث قيادتهما في رأيي تتحملان المسؤولية بكاملها وليكن معلوما للجميع ، بأننا لن نسكت على هذه المكيدة أبدا، لأنه في نظري كل من السيد يونادم كنا والسيد بشير السعدي مع إحترامي لهما وجب تقديمهما للإستجواب إلا في حالة واحدة وهي أن يقدموا إعتذارا خطيا بخطئهم وإعادة الإسم الآشوري كما هو عليه منذ آلاف السنين لأن الأمة الآشورية أكبر بكثير من هذين الشخصين ليحولوها دمية في أيديهما.

رسالتنا الآشورية ينبغي أن تكون واضحة وضوح الشمس في رابعة النهار وهي وجب علينا أن لا نخلط المفاهيم القومية بمفاهيم أخرى دينية أو مذهبية، أي القومية الآشورية يجب أن تكون قومية تقدمية وغير رجعية كما تبدو الآن للأسف . إن المشكلة الرئيسية التي نعانيها اليوم ليست قومية غالبا ، بل مذهبية ودينية ، ويمكننا أن نضيف قائلين أن الدين نفسه براء من كل هذا ولسبب بسيط وهو كمسيحيين ندرك جيدا أن المسيحية فصلت فصلا تاما ما بين السياسة والدين بقول الرب المخلص حيث قال بالحرف الواحد ، ” ما لقيصر لقيصر وما لله لله ” إذا علينا أن لا نحشر الدين بأمور دنوية وسياسية وعلى رجال الدين أن لا يكونوا أداة زرع الفتنة والتفرقة لأنهم بذلك يخالفون تعاليم المسيحية السامية التي ترتكز على المحبة حيث الله نفسه محبة .

نقول بصراحة نحن لسنا ضد الكلدان أوالآراميين القدامى اطلاقا ، بل نحن معهم في السراء والضراء ولا ننكر وجود الكلدان في الجنوب العراقي أو الآراميين في سوريا الداخلية كناطقي اللغة العربية. كما نضيف قائلين معركتنا ليست معهم بل مع أولئك الذين احتلوا أرضنا وفرضوا علينا دينهم ولغتهم والى الآن لم ننج من شرورهم للأسف الشديد ! أما مشكلتنا اليوم للأسف هي أن إخوة لنا ممن التحقوا بخروجهم من كنيسة الأم ، كنيسة المشرق القديمة / النسطورية ليعرفوا بالكلدان وفق مشيئة الكنيسة الكاثوليكية وما أملاه بابا روما عليهم منذ خمسة قرون .

البديهيات –

إن الكلدان القدامى شعب سامي وفد الى ما هو يسمى اليوم بالعراق في الألف الأول للميلاد حيث كان هناك قبله الشعب البابلي الآشوري بآلاف السنين .
إن الخطأ الذي يرتكبه إخوتنا من منتحلي الكلدانية وهو أنهم يبدلون كل كلمة بابل أو البابليون بأخرى وهي ” كلدو والكلدان ” حتى نيافة المطران الراحل ” أدي شير ” رحمه الله الذي ألف كتابه مما جمعه من أمهات الكتب الغربية فعوضا عن بابل وآثور جاء كتابه الموسوم تحت عنوان ” كلدو وآثور ” ( 1 ) حيث من المعروف جيدا أنه ليس هناك في الغرب كتاب بعنوان ” كلدو و آثور ” إطلاقا وزد على ذلك ليس هناك أي فرق من أن تقول آشور أو آثور أو حتى آسور لأن الحرف ” ت / تاء ” في اللغات السامية يتحول الى سين، شين وثاء وأكثر إيضاحا كمن تقول اليوم ( عراقي ) و ( عراكي ) حيث المعنى لا يختلف ، وللمزيد حول الموضوع يرجى مطالعة تعقيبي على الأخ زيا نمرود كانون منذ أيام في موقع نركال. .
إن الفترة التي فيها تم الاستيلاء على السلطة في بابل من قبل الأسرة المعروفة بالكلدانية كانت قصيرة جدا من جهة، وظلت بلاد آشور الحقيقية Proper Assyria تحت السيطرة الفارسية من جهة أخرى . أضف الى أن الأواصر المتينة بين بابل ونينوى لهي قوية جدا لأن الشعب في كل من المدينتين كان شعبا واحدا حتى اعتبر المؤرخ اليوناني ” هيرودوتس ” بابل عاصمة الدولة الآشورية ( 2 ) ما كرره المغفور له العلامة مار عبديشوع الصوباوي ( ؟ – 1318 ) ميلادية .
ويمكننا القول أيضا ، في القرن العاشر وبالأكثر القرن الحادي عشر لم يبق كلدانيا واحدا في الجنوب محافظا على قوميته ودينه المسيحي ، بل معظمهم انصهر في البوتقة العربية الاسلامية . ويمكننا القول أنهم دخلوا الاسلام وإنصهروا في المجتمع الناطق بالعربية الى درجة أن الطبري ( 3 ) الكلداني النسطوري لم يدخل الاسلام فحسب ، بل دافع عن الاسلام بكتاباته ، إذ يقابله هذه الأيام ” أنستاز ماري الكرملي ” الذي يعد مفخرة الطائفة الكلدانية للأسف والذي يرى نفسه لا عربيا فحسب (4 ) ، بل عربيا من اليمن !
وجميل أن أستشهد بما قاله الأخ غسان حنا شذايا ( طبعا قبل إستخدامه الدفاتر العتيقة وفق قول الأخ نزار ملاخا ) في مقال طويل له وباللغة الانكليزية والمنشور في مجلة ” المنتدى ” الصادرة في مدينة – ديترويت الأميركية ( 5 ) وهذا نصه مترجما للعربية بتصرف .

…” كما نرى أعلاه من الوثائق التاريخية المذكورة ، أن أجداد الكلدان الكاثوليك اليوم – لا يمكن أن يعتبروا من الكلدان القدامى ولا حتى من الآراميين . كون موطنهم الوادي الخصيب حول نينوى قلب الآرض الآشورية ويدعم هذا حقيقة أن معظم قصبات ” الكلدان الكاثوليك ” مبنية منذ العصور الآشورية وعلى سبيل المثال ( تل كيف ، ألقوش ، كرمليس وإلخ … ) ما يقودنا الى نتيجة صحيحة أن هذا الشعب ليس إلا أولئك الأحفاد المنحدرين مباشرة من الآشوريين القدامى ويمضي الأخ شذايا قائلا حتى في الموسوعة الكاثوليكية / Catholic Encyclopedia Theتقول أن الاسم – الكلداني – لهؤلاء النساطرة السابقين والذين اتحدوا مع الكنيسة الكاثوليكية غير صحيح . ” انتهى الاقتباس .

إن محاولات الكنيسة الكاثوليكية للسيطرة على المسيحية في كل العالم ليس بجديد ، إذ منذ عصور المسيحية الأولى كانت ولا تزال ديدنهم الأوحد . ويمكن القول مع احترامنا الزائد لهذه الكنيسة التي تدعي المسيحية ولكن للأسف ، المسيحية منها براء لهذا السبب قام مارتن لوثر ) في القرن السادس عشر ) وغيره من المصلحين وثاروا ضد روما بإيجاد الحركة البروتستانية أي حركة احتجاجية إصلاحية والجدير بالذكر أن المؤرخ اللبناني فيليب حتي يطلق على الكنيسة المشرقية القديمة / النسطورية بنفس اللقب أي ” الحركة البروتستانتية الشرقية ” ( 6 )

وهكذا نجد نظرا لنفوذهم ( الكنيسة الكاثوليكية ) لدى الباب العالي – حيث كانت روما التي تآمرت وساعدت الأتراك للإستيلاء على مدينة القسطنطينية عام 1453 – معقل الأرثوذكسية الشرقية واستطاعت بطرقها الخبيثة من صرف الأموال وغيرها من التصرفات المشينة لاستقطاب عدد كبير من أبناء كنيستنا المشرقية الآشورية نعم الآشورية الذين سمتهم بالكلدان خطأ، لأنه كما قلنا أعلاه في الجنوب لم يبق كلدانيا واحدا بل الجميع انصهروا في الاسلام وأصبحوا من الناطقين بالعربية أيضا ، والكنيسة المشرقية حافظت وجودها نوع ما في بلاد أشور / آثور الى يومنا هذا .
في قصيدة طويلة للملفان كيوركيس وردا الأربيلي ( ؟ – 1225 م ) حيث يقرظ فيها بطاركة الكنيسة المشرقية القديمة نجد خمس أسطر / أبيات تخص بتقريظ آشور والآشورية ( 7 ) وهذه هي :

ومار ماري آثورايا // من طوهما خلي كونايا
وعبديشوع أثورايا // دمنG نسا طوهمنايا
دهوا بآثور عللانا // وإثقثلق أيخ قنونا
بآثور مبعث يولPانا // وإثمني بسيسرتا دكينا
وعبديشوع ماناG بيا // دمن آثور كرخا Pايا

إن الأخ نزار ملاخا وغيره كثيرا ما يستشهدون بالكتاب والمؤرخين العرب أو المسلمين الذين لا نجد فيهم المصداقية للأسف إطلاقا ، لذلك سأبرهن على ما أقول في ذكر ما قاله الأخ ملاخا في رده للأخ الدكتور دوني جورج باستشهاده من كتاب عبد الحكيم ذنون ( الذاكرة الأولى ط1 1988 ) وفي ص 66 الذي قال :
” إن الكلدانيون ( الكلدانيين ) الذين أسسوا آخر أمبراطورية – عربية بابلية – في بلاد الرافدين ويستمر نفس المصدر وفي ص 136 ويقول : إن الدولة الكلدانية ( 626 – 539 ق.ٌم) تعتبر آخر العصور الوطنية في العراق القديم” .

إن الأخ ملاخا كما يبدو أن حساسيته هي فقط ضد آشور والآشورية. الى درجة الكراهية التي للأسف يبديها هو وغيره من إخوتنا الضالين يصف آشور بالصنم وكأن الملك الكلداني نبوخذنصر كان مسيحيا كاثوليكيا! ولم يعر الانتباه الى جعله عربيا من قبل هذا الشخص حيث تقبلها بدون أي امتعاض أو احتجاج ، من هنا لن أكلف أو أضيع وقتي الثمين للإجابة الى أناس الذين فرضوا لا دينهم علينا بل حتى لغتهم وتقبلها هؤلاء الكلدان صنيعة روما بكل فرح !

والآن سأقوم بالتعليق على الأخ ملاخا في رده على الدكتور دوني جورج حيث سأذكر ما قاله حرفيا، متسائلا أم معلقا ثم يتبعه ردي مباشرة .

ملاخا : أين تأسست أول كنيسة في التاريخ أو لنقل بدقة ووضوح أكثر أقدم كنيسة ، ألم تكن كنيسة كوخي ؟ وهل كانت في بلاد آشور أم في بلاد الكلدانيين ؟

الإجابة : نحن نتكلم هنا من الناحية القومية وما دخل الكنيسة في الموضوع، عرفنا منكم أن لا إبراهيم وحده كلداني بل حتى نوح هو كلداني أيضا . ومن ثم هل سيملك الكلدان الفردوس لكون أول كنيسة في بلاد التي تزعم أنها كلدانية، فإذا تؤمن بذلك فمبروك لكم ذلك وحتى إذا قادوني إليها شخصيا سأرفض ذلك الفردوس !
ومرة قلت حتى السيد المسيح كلداني، إن مثل هذا الكلام ليعد من الهرطقة لأنك بمثل هذا القول تنكر يا أخي ألوهية السيد المسيح والتي هي لب الرسالة المسيحية التي جاء من أجلها !
أثبتت الأحداث التاريخية أن كرسي القيادة الروحية والكنسية كانت دوما حيث وجدت القيادة السياسية، وبما أن مركز السلطة الفارسية كانت في تلك الأنحاء لذلك ارتأت الكنيسة فعل ذلك، وبعد الأحتلال العربي الاسلامي انتقل الكرسي البطريركي الى بغداد.
وهذا كان شأن كل الكنائس المسيحية الآخرى ، الكاثوليكية في روما ، الأرثوذكسية في القسطنطينية ، القبطية في الآسكندرية والأرثوذكسية اليعقوبية في أنطاكيا .

ملاخا : أعتقد لقد آن الآوان لكي تعيدوا النظر فالأفكار التي تؤمنون بها وتتركون التعنصر جانبا ، وكونكم كلدانا أصلا كما يذكر الأستاذ عامر حنا فتوحي في كتابه الكلدان عبر التاريخ بأنكم سكنتم الجبال وكأن سكنة الجبال يتسمون باسم عشائرهم مثل …….. ولم يكن أحد يعرف تسمية آثورايي مطلقا ؟

الإجابة : شخصيا لا أعتقد بل أصر أن تعيدوا أنتم النظر في أنفسكم وتعودوا الى رشدكم بأنكم آشوريون وأكبر برهان كونكم من مواطني بلاد آشور / Assyria وكما ورد على لسان الأخ غسان حنا شذايا أعلاه . ومن ثم من هو هذا فتوحي مع إحترامي الكبير له لأننا لم نسمع يوما بكلدان الجبال بل كل ما نعرفه هو عن كلدان الأهوار ! زد على ذلك ألم تذكر الكلدان في الجنوب طبقا لعائلاتهم ( بيث دقوري ، بيث ياقين الخ ) هل فقدوا بذلك كلدانيتهم ؟ إذا لماذا نفقد آشوريتنا كون البعض من شعبنا يعرفون كعشائر ؟!

ملاخا : وهل توهم الكاتب بنيامبن كوركيس بيت أشيتا في كتابه ” ريشنوتا ” حينما ذكر نصا ما يلي : – إن جميع هؤلاء الأجانب الذين كانوا يزورون ديارنا لم يطلقوا علينا تسمية الآثورية وإنما كانوا يدعوننا بالكلدان ؟

الإجابة : جميل جدا ، أولا أن إسمه الصحيح هوالشماس كيوركيس بيث بنيامين دأشيتا ، أما إذا كان ما قاله هذا الشماس الورع صحيحا، فكيف تقيمون الدنيا ولا تقعدوها اليوم بأن الانكليز هم الذين أطلقوا علينا التسمية الآشورية، ولكن أدرك ما لا تدركه وهو ما يعنيه الشماس بيث بنيامين رحمه الله هنا أن الارساليات الكاثوليكية هي التي فرضت التسمية الكلدانية هذه عليكم وفي ذلك الوقت كنتم الأكثرية لذلك استخدم التعبير تجوزا . ونفس الشئ حصل مثلا في سوريا والعراق حيث نعرف نحن معشر الشعب الآشوري عادة بالتيارية – وعشيرة تياري لا تؤلف 15% من الآشوريين في ذلك القطر وذلك لم يمنع للداني أوالقاصي آشوريتنا إطلاقا !

ملاخا : هل تعلم يا دكتور بأنه هناك مسلة ” مسلة رسام ” وهي معروضة في المتحف البريطاني ….. يقول آشور بانيبال ” أمرتني الآلهة أن أتقدم نحو عيلام ، وكانت حملتي الخامسة حيث سيطرت عليها بالكامل مستعينا بقوة آشور وعشتار وفي طريق عودتي وجهت صوب مملكة كمبولو الكلدانية وكان ملكها دنانوبن أكيشا ؟

الإجابة : متأكد بان الأخ الدكتور دوني جورج يعرف وأكثر من ذلك بأنها مسلة – آشور بانيبال – لأن السيد الرسام ليس له مسلة ، ومن ثم قيلت على لسان ملك آشوري عظيم ، ولكن الذي تريد تجاهله أنت وغيرك من الأخوة الضالين أن هؤلاء الكلدان المذكورين من قبل هذا الأمبراطور الآشوري لم يكونوا في تل كيف أو ألقوش بل كما نقول ليل نهار كان وجودهم في الجنوب وبالضبط في الأهوار يا عزيزي هل من سامع !

ملاخا : وهل أخطأ ابن النديم حينما قال في كتابه ” الفهرس ” عن سكان مدينة – حران – الواقعة على الخابور في تركيا مسميا إياهم بالكلدانيين ؟

الإجابة: لا لم يخطئ ، لأنه هنا لا يعني كلدان الجنوب، بل أولئك المختصون بعلم الأفلاك والنجوم أو الذين يمتهنون التنجبم والسحر . ومن ثم حران مدينة آشورية/ خرانو وآخر عاصمة للآشوريين ، للتأكد أنظر كتاب ” كلدو/ بابل وآثور ” من مدن آثور صفحة 5-6
والخطأ الوحيد هنا إذا كان استشهادك صحيحا أن مدينة حران تقع على نهر البليخ رافد آخر لنهر الفرات وليس على نهر الخابور السوري . جاءت سهوا في مقال الأخ المهندس حبيب حنونا لقيت إجابتها مني في مجلة ” المنتدى ” للأخ فؤاد منا (8 )

ملاخا : هل علمت يا دكتور بأنه ليس ابراهيم كلدانيا بل نوح نفسه كلدانيا ، فهل هناك خطأ تاريخي أكبر من هذا الخطأ ؟؟؟

الإجابة : يبدو التعبير غير صحيح حيث فيه الضبابية وعدم الانسجام ولكن أقول ذلك ليس بمستعبد أن يكون نوح كلدانيا والخوف الوحيد لي في هذه الحالة ، إذا كنتم أنتم معشر الكلدان الجدد تسيرون على هذه الوتيرة سيغدو – الله نفسه كلدانيا وبهذا كل هذا الكون بأجمعه كلداني أيضا !

ملاخا : ألم يقل الأستاذ طه باقر بأن التسمية الآشورية أطلقت عليهم ( يقصد على الآشوريين ) لأسباب سياسية ؟

الإجابة : إذا قال ذلك الأستاذ طه باقر، لا غرابة في الأمر وشأنه شأن كل العروبيين الذين من عادتهم تزوير التاريخ كما قلنا أعلاه ، وهم عادة ينظرون كما يقال على كثير من الأمور بعين واحدة ولكن الغريب إذا كان مثل هذا الإسم لا يلائمنا على حد زعمه ولكنه لم يكشف هويتنا الصحيحة ! إن العروبيين إلى اليوم يبكون لفقدان الأندلس حتى أن أديبا منهم ألف كتابا تحت عنوان ” غروب الأندلس ” ( 9 ) في وقت بحّت حناجرهم بالتنديد بالإستعمار من الخليج الثائر الى المحيط الهادر !

ملاخا : وبالمقابل أين تجد العبارة التالية : ” بطريركا محيلا دكلذاي ؟ّّ!

الإجابة : أولا ليس هناك ” كلذاي ” بل كلداي والعبارة توجد في ختم البطيرك النسطوري الذي دخل الكاثوليكية وممن أسمتهم روما ( كلدان ) ثم عاد الى كنيسة الأم ولكن ظل محافظا على الختم الكاثوليكي في حوزته ولكن عموما المسيحيون في الهلال الخصيب عرفوا بالسريان أو سوراي/ أسوراي .

ملاخا : وهل أخطأ المؤرخ اليوناني عندما ذكر بأنه تصدت لهم فرقة من المسلحين الكلدان ؟

الإجابة : لا لم يخطئ ، بل الخطأ ناجم منك لأنك لم تستشهد كما جاء في المصدر نفسه بل وضعته في قالب ينسجم كما يحلو له لك،ولكن المصدر بالضبط كالتالي:” وهي أن الذين تصدوا لهم كانوا مرتزقة من الأرمن، ماردينيين والكلدان ( 10 ) في خدمة أورونتوس وأرتوكاس (Orontas and Artochas ) في أقصى الشمال على التخوم الأرمنية ( ربما جبال كردستان ) ومن ثم ما دخل هذا الحدث الذي يعود الى القرن الخامس قبل الميلاد بالموضوع في وقت لا ننكر وجود الكلدان في الجنوب !

وقبل الختام ، أعتقد قرأت للأخ حبيب تومي الاكتشاف الجديد لهؤلاء منتحلو الكلدانية كقصة العالم اليوناني ” أرخميدس ” الذي هتف قائلا وجدتها وجدتها / Erika الذي استشهد من كتاب ( الحضرة ) كما سماه خطأ وبالحقيقة لا ألومه لأن لغة هؤلاء هي كما أقول دائما هي اللغة العربية الى درجة أن شماسا ( كما يدعي ) منهم يتبارى ليكون عميدا للغة العربية إلى درجة أن كتاباته تبدو عادة مشكلة بينما في اللغة التي يفتخر بها الكلدانية ربما لا يعرف شيئا .
وما إكتشفوه – طبعا لهم فقط – إذ لنا كآشوريين معروف منذ زمان، وهو أن في نص من هذا الكتاب لا الحضرة كما يسميه خطأ ، بل خودرا / حودرا ( مجموعة صلوات لكل مدار السنة ) بأن الكلدانيين رفعوا أصابعهم !
بهذا النص يريدون أن يذروا الرماد في عيون الناس ، فهم لا يعرفوا من هو قائل هذا الكلام الذي هو _ مار ماروثا ( 11 ) المعروف – دميفرقط / الفارقي ( ؟ – توفي 421) ميلادية الذي له مؤلفات عديدة ومنها وأشهرها ( كتاب الشهداء ) والذي تضمن سيرة من نال إكليل الشهادة من الكنيسة المشرقية القديمة على يد بني ساسان وهؤلاء االكلدان لم يكونوا في تل كيف ، ألقوش ، كرمليس وغيرها من قصبات ومدن آشور / آثور يا أخي ، بل حصل هذا في الجنوب!!!

والخلاصة ، كل ما قاله الدكتور دوني جورج هو عين الصواب للأسباب المذكوره أعلاه ، لأن الشعب القاطن في الشمال وخصوصا في سهل نينوى دوما عرف بالشعب الآشوري .
لو كان الكلدان القدامى حريصون جدا للحفاظ على هويتهم الكلدانية، ألم يكن الأفضل والأصدق أن يكون حضورهم في موطنهم الأصلي ألا وهو على الخليج السومري / الفارسي؟ حيث اليوم وحتى قبل أكثر من عشرة قرون لم يثبت وجودهم في الجنوب حتى في قرية ذي بيتين! ثم عزيزي في كثير من الأحيان تخوض في مواضيع لا علاقة لها فيما نتحدث لكي تزودنا بإنجازات الكلدان التي لا ننكرها وأنت وغيرك من الاخوة الكلدان الأخرين قابعين على أطلال نينوى ، ومن ثم تعرف جيدا أن تلك الانجازات حققت في الجنوب وليس في الشمال في بلاد أشور، أما إذا كانت في بلاد آشور اذن هي إنجازات آشورية.
على كل ، نحن هنا لسنا هنا في سباق ماراثون لنذكر إنجازات شعوبنا آشورية كانت أم كلدانية، مثل الأطفال الصغار ، فالتاريخ يشهد على مناقبنا بالتأكيد وكل الكتب التاريخية لبلاد الرافدين عادة تركز على الشعب البابلي والآشوري عموما لدرجة أن الفرد لا يجد كتابا خاصا بالكلدان ولا بالآراميين وكل ما يكتب عن هذين الشعبين لهو ملحق بتاريخ الآشوري البابلي وهي حقيقة لا ريب فيها أبدا.

تنويه : أحب أن أزود القراء الأعزاء علما أنه ظهر في الأسواق كتاب جديد تحت عنوان ” عشر اكتشافات التي أعادت كتابة التاريخ ” لمؤلفه باترك هانت ( 12 ) ومن هذه الاكتشافات ، مكتبة الأمبراطور آشور بانيبال – الذي
استشهد واستنجد به الشاعر السوري الكبير نزار قباني – في مطلع قصيدته عن حرب الخليج ، والتي وجدت في نينوى المدينة العظيمة .

______________________________________________________________حرر في 7 حزيران 2009_

( 1) تاريخ كلدو و آثور ، من تأليف أدي شير رئيس أساقفة سعرد الكلداني الآثوري – طبع في المطبعة الكاثوليكية للآباء اليسوعيين في بيروت سنة 1912
إن نيافته بدل تسمية بابل ب كلدو حيث ليس هناك كتاب في الغرب ولا في الشرق بهذا الاسم ، ثم أنظر وصف نفسه بالكلداني الآثوري !

( 2 ) أنظر The History of Herodotus , Translated by David Grene – The University of Chicago Press, page 116
وكذلك أنظر Starabo XXVI 1.16. وتجد ذلك أيضا في ترجمة حياة مار عبديشوع الصوباوي للمطران أوجين منا في كتاب المروج النزهية في أداب اللغة الآرامية .

) 3 ) الطبري ، علي بن سهل بن ربن ) نحو 785- 861 م ، طبيب نسطوري أقام في طبرستان حيث كان كاتب السلطان مازيار بن قارن 830 م ألف ” فردوس الحكمة ” ثم أسلم نحو 855 م وكتب ” الرد على النصارى .

( 4 ) المنتدى ، مجلة شهرية كلد آشورية عامة – العدد 3 شباط 2002 ص 26

( 5 ) Ghassan Hanna Shadhaya , Al-Muntada , No. 3 – (33) May 1998, pages 50- 55

( 6 ) فيليب حتي – تاريخ سوريا ولبنان وفلسطين باللغة العربية 1951 طبعة نيويورك ، الجزء الثاني ص 136

( 7 ) أنظر على قصيدة الملفان كيوركيس وردا الأربيلي والتي هي كملحق لكتاب مار عبديشوع الصوباوي ( مركانيثا / الجوهرة ) عن حقيقة الديانة المسيحية من منشورات المطبعة الآشورية في الموصل 1924 تحت رعاية القس يوسف قليتا .

( 8 ) آشور بيث شليمون ، رسالة وتعقيب للأخ حبيب حنونا ، المنتدى ، ديترويت – السنة الخامسة – العدد 7 – ( 47 ) تشرين ثاني 2000 ص 39-40

( 9 ) عزيز أباظة – غروب الأندلس ، الشركة العربية للطباعة والنشر 01 / 01 / 1952

( 10 ) Xenophon , the Persian Expedition , Penguin Books 1979 page 186 and here is the text as appeared in the book itself :” These were Armenian , Mardian and Chaldaean mercenaries in the service of Orontas and Artouchas .”

( 11 ) ماروثا الفارقي – الآداب السريانية ، أعلام السريان – الجزء الأول ، العصور الأولى – من منشورات الجامعة اللبنانية 1969 ص 195 – 214
وكذلك أنظر ” تاريخ كلدو وآثور ” لأدي شير رئيس أساقفة سعرد الكلداني الآثوري ، ص 66

( 12 ) Ten Discoveries that Rewrote History , by Patrick Hunt , Ph.D. Standard University, a Plum Book 2007
Ashur Beth-Shlimon

آشور بيث شليمون


تنويه; موقع http://nala4u.com يتبنى التسمية الاشورية.

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الارشيف, المقالات واللقاءات. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

*

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.