ألم تسمعوا أن حبل الكذاب قصير يا كلدايا نت؟

بقلم آشور بيث شليمون
ألم تسمعوا أن حبل الكذاب قصير يا كلدايا نت؟!

04/ 03 / 2011
http://nala4u.com

تمهيد: إخوتي وأخواتي القراء المحترمون، هدفي من هذه المقالة ليس التهجم أو الطعن بأحد من أفراد شعبنا من مختلف المذاهب في إقليم آشور مهما كان . بل مأربي وطموحي الرئيسيين هو العمل لتقريب وجهات النظر بيننا مهما كانت الشقة واسعة لأننا شعب واحد بغض النظر عن مذاهبنا وتشعباتها وكثرتها . والخلاصة، نريد ان نأتي بالبراهين العقلية، المنطقية، المقبولة وبأسلوب سلمي حضاري والتي تصب في خانة واحدة وهي أننا شعب واحد وحيد في بلاد آشور وهذا الشعب هو آشوري بكل فخر وإعتزاز.
ومن المؤسف قوله، أن جمهرة قليلة جدا من إخوتنا والذين برفضون الآشورية يعاملوننا وكأننا عدوا لدودا لهم، في الوقت الذي فيه يتوددون للآخرين الذين زهقوا أرواحنا جميعا سواء كنا تحت أية تسمية وبدون أي تمييز.
………………….

عرض الموضوع :

في الآونة الأخيرة نشرت ” كلدايا نت ” بعض الوثائق في حلقتين والتي تشير الى ما يسمى اللغة الكلدانية ، ومن ثم عما يسمى الاسم الكلداني كما تدعي قبل التحوير الأنكليكاني.

أولا، إن ما نشرته كلدايا نت، دون شك يذكر اللغة الكلدانية لشعبنا في أورمية، ولكن الأمر الذي غضت الطرف عنه، هو أن هذا الشيء ليس تعبيرا عن آمال وأهداف الشعب الآشوري في ذلك البلد، بل كما أملته سياسة الكنيسة الرومية الكاثوليكية من خلال عملائها ومرتزقتها وقتئذ والتي اخترعت وبعثت هذا الاسم الى الوجود من جديد لا إلى الكلدان القدامى في الجنوب الذين لم يبق منهم أثربعد عين، بل مع الأسف على الشعب الآشوري من الكنيسة المشرقية الذي انضم إلى المذهب الكاثوليكي نتيجة الصرف المالي، الرشاوي، المضايقات، الاكراه، والتهديد من قبل الكنيسة الكاثوليكية الرومية نفسها في القرون ما بين الخامس عشر والثامن عشر.

الحقيقة، التي لا يزال البعض واقول وأشدد – البعض – يريد أن يجهلها قصدا وعمدا أنه ليس هناك في عصرنا الحاضر كتاب واحد عن اللغة الكلدانية أو حتى عن التاريخ الكلداني، وكل ما نعرفه عن الكلدان هو من خلال كتاب التوراة. وفيما إذا وجد فذلك ليس إلا من اتباع الكنيسة الرومية الكاثوليكية وعلى سبيل المثال هذه الوثائق التي برزت ثم اختفت لأن مصدرها كان على الأكثر أشخاص معدودين ليس إلا. ولكن عندما قام شعبنا وصحح الخطأ كما جاء في نهاية هذه الوثائق وما على القارئ إلا ان يفتح عيونه ويقرأ – ‘ قد يكون صعبا للمتكلدنين الجدد الذين يجهلون اللغة عموما – وهذا ما تقوله هذه الوثائق بالحرف الواحد:
بدون معارضة يقرر المجلس إعادة الاسم الأصلي، أي الاسم الآشوري ومن ثم يجد القارئ صورة جامعة للمجلس المكون من خمسة عشر عضوا. لو حاوات معرفة من خلال أسماء الأشخاص تجد هذا المجلس المكون من كافة الأطياف المذهبية أي بمعنى آخر، من الكنيسة المشرقية ، الكنيسة الانجيلية والكلدانية.
كما يدعي كلدايا نت أن الاسم الكلداني ظهر منذ عام 1886 ولكن نحن نقول هذا الاسم في بلاد آشور/ آثور ظهر تدريجيا بعد 1443 سنة ميلادية أي قبل ذلك التاريخ عندما بابا روما سمى المنفصلين الجدد – هنا يجب أن أكون حريصا كي لا أستخدم مفردات اللغة العربية، ربما حامل شهادة الدكتوراة من وكر الوهابية في أميركا وكندا الشماس الدكتور أبو رضوان قد استخدمها قبلي ويرفع طعنا ضدي – في وقت أن الكلدان بعد القرن الحادي عشر بالأكثر كما قلنا لم يبق لهم أثرا في الجنوب أي منطقة الاهوار موطنهم الأصلي إذ استعربوا ودخلوا الاسلام حيث كل الدلائل تشير إلى ذلك وهذا نص بهذا الخصوص بما معناه :إن الكلدان (طبعا في الجنوب) قد فقدوا إثنيتهم/ جنسيتهم في العروبة كما فقدوا مصداقيتهم في الاسلام ( 1 ) .
وإضافة إلى ما أعلاه، الرحالة الايطالي ” ماركو بولو ” الذي زار المنطقة ذكر كيف كان الاسلام يضايق المسيحيين والقصة تدور حوالي القرن ( 1225 ميلادية ) بين بغداد والموصل/نينوى أن الخليفة طلب من المسيحيين لأنه سمع أن في الكتاب المقدس هناك نص والذي يشير إذا ” كان إيمان شخص مثل حبة الخردل ” بوسعه أن ينقل جبل من مكان لآخر. وهذا دليل ان المسيحية كانت محصورة في بلاد آشور ( 2 ) .

كتاب الخودرة ܟܬܒܐ ܕܚܘܕܪܐ والمتكلدنين الجدد:

هذا، كما نحب أن نعلم هؤلاء السذج بأن ما جاء في كتاب ” الخوذرا ” وهو عبارة عن صلوات وابتهالات نظمها الآباء المسيحيين من كل الأطياف ويقع الكتاب في ثلاث مجلدات كان وصفا لجمهرة من الكلدان حوالي أواخر القرن الرابع أو مطلع القرن الخامس الميلادي على لسان ” مار ماروثا ( 3 ) ܡܪܝ ܡܐܪܘܬܐ ܕܡܝܦܪܩܛ / الفارقي ( توفي 421 ميلادية ) الذين كانوا في الجنوب تحت الإضطهاد الفارسي وهؤلاء لم يكونوا سكان الشمال في بلاد آشور هذا من جهة.
ومن جهة ثانية، إن ما قلناه ونردد قوله على الدوام بأننا ” يا أولاد الحلال” نحن لم ننكر وجود الكلدان تاريخيا، وهم سكان الجنوب، الذي ننكره بل نشجبه عدم وجود الكلدان في الشمال إذ هو آشوري جغرافيا، آشوري لغويا وآشوري تراثيا وليس له علاقة بما يسمى كلدان القدماء بالمرة .

كما نحب أن نرد على هؤلاء المتكلدنين الجدد أن الاضطهاد لم يكن مقصورا على الكلدان، بل على المسيحيين عموما ومن ضمنهم شعبنا الآشوري وما أصابهم من ويلات أسوة بالأخرين وإليكم هذا النص الذي يثبت عكس ما يتصوره المتطفلون والمصابون بالعدوى الكلدانية:

” إن تاريخ بيت سلوخي/ كركوك يبدأ مع الملوك الآشوريين وينتهي بالشهداء الآشوريين: سارغون أوجدها، والشهداء جعلوها حقلا مقدسا للمسيحية. وكذلك في القرن السابع قبل الميلاد وقف كل العالم مشدوها على ساردانا / آشور بانيبال وفي القرن السابع بعد الميلاد القديسون أخذوا مكانه مثل ” شمس آثور ” ومجد نينوى “( 4 ).

قلنا ونقولها على الدوام ، أنتم دعاة الكلدانية والسريانية/ الآرامية ، ممن حورت أسماءكم من قبل بابا روما لمن يسمى ” الكلدان ” ( 5 ) اليوم ، والمؤرخ البريطاني أرنولد جي توينبي ( 6 ) ولأولئك من التسمية ” السريان Syriac ” كما أن الحكومة العراقية كانت السباقة باطلاق هذا الاسم على كل الناطقين باللغة السريانية ( 7 ) ومن ثم في الأونة الأخيرة فطنت الكنيسة الأرثوذكسية بهذا الاسم لتسمي كنيستها بهذا الاسم من جديد.

بينما نحن معشر الشعب الآشوري في بلاد آشور/ مات آشور دوما عرفنا من نحن ولسنا بحاجة إلى من يسمينا،وعلى سبيل المثال على ألسنة جهابذتنا الآشوريين عبر التاريخ من أمثال طاطيان ولوسيان من القرون الاولى للمسيحية، وعلى لسان قيثارة الروح مار نرساي من القرن الخامس والملفان كيوركيس وردا الأربيلي ( 8 ) وفي قصيدته التي هي قرابة مائة بيت حيث يفتخر ويقرظ آشور والآشورية في أوائل القرن الثالث عشر ( توفي 1225 ميلادية ) في وقت لم يذكر عن الكلدان اطلاقا وزد على ذلك إمام الشعر السرياني مار عبديشوع الصوباوي مطران نصيبين وأرمينيا ( توفي 1318 ميلادية ) حيث قال والكلام بوسعكم قراءته عن ترجمة حياته في كتاب ” مروج النزهية في آداب اللغة الآرامية/ ܡܪܓܐ ܦܓܝܢܝܐ لمؤلفه القس أوجين منا بما معناه :

” ܕܘܟܝܬܐ ܗܟܝܠ ܕܒܗܝܢ ܦܛܪܝܪܟܘܬܐ ܡܢ ܫܠܝܚܐ ܩܕܝܫܐ ܐܬܛܟܣܬ : ܚܡܫ ܐܢܝܢ ܡܕܝܢܬܐ. ….. ܩܕܡܐܝܬ ܡܢ ܒܒܠ ܗܝ ܓܝܪ ܐܝܬܝܗ ܡܝܛܪܦܘܠܝܛܝܣ ܘܐܢ ܐܡܐ ܕܡܕܝܢܬܐ ܘܒܕܓܘܢ ܪܫ ܡܠܟܘܬܗ ܕܐܬܘܪܝܐ ܗܘܬ
بما معناه بتصرف، الأماكن التي فيها المقام البطريركي والتي نظمت من قبل الرسل، هن خمس مدن … أولا في بابل التي هي متروبوليس وأم المدن ( أي المدينة الرئيسية ) في مملكة آثور/ آشور . ” ( 9 ) .

كما نرى أعلاه، المغفور له إمام الشعر السرياني ( توفي 1318 ميلادية ) الذي تجاهله المتكلدنين الجدد كما تجاهلوا لغتهم وتعويضها باللغة العربية !

ألم يحن الوقت أن تستخدموا المنطق؟ إذا كان لكم لغة وشعب ساد البلاد، أين غدا شعبكم في الجنوب ؟ وإذا كان أولئك الاهلين الذين رفعواالعلم الكلداني معكم ( الذي اوجدتموه بعد 2003 ) جميل جدا، إذن هم كلدانيوكم وليس الآشوريين في الشمال الذين انفصلوا إثر المضايقات والتهديدات وتبذير النقود والضحك على الذقون لكسبهم قبول الكاثوليكية التي في كل العصور رغم تواجدها في الشرق الأوسط لم تستطع أن تكسب مسلما واحدا لدخول الكاثوليكية، بل كل ما عملته هذه الكنيسة كان زيادة الإنقسام والإنفصام لا في الكنيسة النسطورية على حدة، بل في كل الكنائس المشرقية على حد سواء وسجلها التآمري الأسود معروف للداني والقاصي ( 10 ) .
والجدير بالذكر أنه حتى المرحوم هرمز رسام تدخل في الامر شخصيا لأنه رأى بأم عينيه انتهاكات وتجاوزات المبشرين الكاثوليك إذ رفع تقريرا بتاريخ 13 من آب 1843 إلى السير سترافورد كانينغ وهذا نصه:
” إن الفرنسيين والحزب الكلداني-البابوي هنا يقومون بتحركات مشبوهة حيث يعملون وبالتنسيق مع الأكراد ضد مار شمعون لتحقيق هدف مقصود وهو بسط عقيدتهم ونفوذهم السياسي. “( 11 ) .

حري على الاخوة القراء أن يطلعوا على كتاب ” المسيحيون تحت راية الهلال في آسيا ” لمؤلفه القس: E.L. CUUTS, BA والمطبوع في الولايات المتحدة – لم اجد تاريخ الطبع – كيف كانت الكنيسة الرومية الكاثوليكية تستخدم كل الوسائل للضغط على شعبنا الآشوري للدخول في الكاثوليكية ، مما دعا البطريرك مار شمعون حوالي عام 1835 ميلادية ان يرفع كتابا إلى الكنيسة الإنكليزية ليخلصهم من براثن ما وصفه بالخنزير البري أو محمد الغرب أي ( البابا وعملائه ) الذين هم في نظره أسوأ من محمد الشرق / الاسلام ( 12 ) .
إنه لمن المضحك، أن ما نجده عند دعاة وغلاة ” الكلدانية ” هذه الأيام أن الغالبية هم رجال الدين مع احترامي، الذين داروا ظهر المجن على المسيحية و لغتهم وغدوا أعراب اللغة، كي يدافعوا عن قوميتهم الوهمية التي هي بحق كتمويه لمآربهم وهي تنفيذ مشاريع الكنيسة الرومية الكاثوليكية . إذ كان من المفروض ان يتركوا هذه الامور للعلمانيين، ولكن على ما يبدو هم رأس الحربة في هذه المعادلة خوفا على أنفسهم وعلى مناصبهم .

لا أدري كيف يقومون بالخدمة الكنسية وقلوبهم مليئة بالأحقاد ضد شعبنا الآشوري حيث كان الأولى أن يكونوا رسل محبة ولا ” عفالقة القومية الكلدانية ” التي لا وجود لها وفي عقر دارها بالذات أي في الأهوار!

المزاعم التي يروجها المتكلدنين الجدد وإزالة كل الشبهات :

آ – إن الشعب الآشوري قد انقرض ولا وجود له بعد سقوط نينوى العاصمة أي حوالي 612 قبل الميلاد.

الأجابة :

إننا سنلجأ إلى ما ذكره مؤرخ يوناني مشهور وهو ” هيرودوتس ” الذي ولادته كانت حوالي 490- 480 قبل الميلاد أي بعد سقوط نينوى بأكثر من مائة عام إذ وصف الجيش الفارسي مع الوحدات الأجنبية المشاركة ومنها الآشوريون والكلدانيون، مع التركيز الخاص في تسليح الجيش الآشوري وخصوصا عجزه عن وصف الخوذة الآشورية غريبة الصنع ( 13 ).
كما لنقرأ ما كتبه المؤرخ البريطاني المشهور H.W.F. SAGGS الذي قال: إن تدمير الأمبراطورية الآشورية لم يكن يعني محو الشعب، الذين كانوا على الغالب فلاحين ومعروفين بإنتاجهم أفضل الحنطة في الشرق الأدنى ( 14).
وإبان الأمبراطورية الرومانية التي جاءت بعض اليونان الأمبراطور الروماني Trajan ( 117 ميلادية ) حدد الأقاليم الشرقية من الأمبراطورية الى ثلاث أقاليم وهي، أرمينيا ومن ثم إقليم بلاد الرافدين وإقليم آشور ASSYRIA حيث يصل حتى ساليق قطيسفون قرب مدينة بغداد وهو كرسي البطريركية للكنيسة المشرقية.
يرجى الاطلاع على الخارطة التالية :

http://en.wikipedia.org/wiki/File:RomanEmpire_117.svg

أضف الى هذه ما جاء في عقيدة ” أداي الرسول ” في الوثائق السريانية كيف أن ” أداي ” عاد إلى وطنه الآشوري في عهد الملك ” نارساي ” ملك آثور ( 15) .
ألا يكفي هذه البراهين لدحض مزاعم المتكلدنين على وجود واستمرارية الشعب الآشوري طبعا الى جانب الأباء الكنسيين الذين جاء ذكرهم مسبقا.

ب – إن سكان الشمال الآشوري ما هم إلا مجرد خليط من الأسرى الكلدان والآشوريين، الذين جلبهم الملوك الآشوريين من الجنوب وإسكانهم في ربوع بلاد آشور التاريخية.

الاجابة:

أولا، إن انتشار ” الكثلكة ” كانت عامة، وحتى لو قبلنا بهذه النظرية السخيفة والتي ليس لها مصداقية إطلاقا، لأن الشعب الآشوري الذي حكم المنطقة طويلا وأقام امبراطورية واسعة الأرجاء والتي لم يحققها شعب آخر في الهلال الخصيب لم يكن بتلك الغباوة أن يسكن أقوام غرباء بين ظهرانيه كي يشكلوا له المتاعب، في وقت الهدف منها هو ردع هذا الشعب من القيام بأي اضطرابات. ومن ثم عندما استشرت ” الكاثوليكية ” في المنطقة لم تكن تميز في وقت ليس بإمكانها التمييز بين الكلداني والآشوري حتى لو صحت أضخاث أحلام المتكلدنين الجدد. كما أن مصدر هذه الدعوة جاءت من مصادر آشورية وليست كلدانية، ومن ثم مهما كان عدد السبايا، بدون أدنى شك سيكون قليل جدا بالمقارنة مع سكان بلاد آشور الذين كانوا الأكثرية حتما. السؤال هنا يكمن، هل من المعقول ان يكون هؤلاء الكلدان الأغلبية في بلاد آشور كما هو اليوم إثر الدخول في الكاثوليكية ؟ طبعا لا، إذا الفكرة ولدت ميتة وليس لها المصداقية .
ومن المعروف أن الشمال بقي إقليما آشوريا جغرافيا وسكنيا، وليس هناك أي وثائق تشير بعد أفول نينوى ما يزيد على 2500 عام أنه وجد في بلاد آشور كلدان يعيشون في ربوعه جنبا إلى جنب الآشوريين ما عدا ربما باعداد جد قليلة الذين من المحتمل هربوا من الإضطهادات، وهذه الأرقام لن تؤثر في ديمغرافية البلاد زد إلى ذلك بأنهم حتى إذا وجدوا ، من المؤكد قد انصهروا في الأغلبية الآشورية، كما انصهر الكلدان وبقوا بدون أثر في الجنوب نتيجة الاسلام والإستعراب.

ج – إن الشعب الآشوري في الشمال أي في بلاد آشور، هو كلداني صرف والآخر بما يسمى الاشوري هم ليسوا إلا مجرد صنيعة الكنيسة الأنكليكانية الانكليزية في نهاية القرن التاسع عشر والقرن العشرين بتسميتهم الآشورية.

الإجابة :

إن الذين يشيعون هذه النظرية السخيفة، يجب أن يكونوا أما جهلاء بالتاريخ أو مرضى عقليا، لأنهم يبنون هذه الأقاويل على الإجتهادات الشخصية والتي ترتكز على الحقد والحسد اللذان استشريا بفعل انتشار المذهب الكاثوليكي، حيث شجعت البابوية مثل هذه الانتهاكات الغير أخلاقية لتمرير مخططها الجهنمي على شعبنا الأعزل .
أضف إلى ذلك، كما أشرنا أعلاه اننا نعرف أنفسنا من نحن، ولم ننتظر يوما من الأخرين لمعرفة هويتنا القومية التي جاءت على ألسنة أجدادنا الأولين واللاحقين المسيحيين الذين افتخروا دوما بآشوريتهم التي حتى الكتب السماوية باركت أمتنا سواء في العهد القديم ( اشعيا ، حزقيال ) وكذلك في العهد الجديد الذي فيه رجال نينوى سيقومون في الدين مع هذا الجيل ويدينونه ….. ( إنجيل متى ، الأصحاح 12، العدد 41) ولكن هم الذين حرف أسمهم الآشوري الصرف بذلك الكلداني الذي ليس لهم لا ناقة ولا جمل بالكلدان القدامى من قبل بابا روما كما ذكرنا أعلاه.


  • د – ومن الاثباتات على هذه المزاعم الباطلة أن بطاركة الكنيسة المشرقية النسطورية حملوا أختاما تشير إلى كنيستهم الكلدانية .

الإجابة :

تاريخيا، الكنيسة المشرقية لم تعرف يوما بالكنيسة الكلدانية، لأنها عرفت بالكنيسة الكاثوليكية ( الجامعة ) المشرقية في بابل، ثانيا إن هذه الخواتم هي من المؤكد حديثة العهد أي تعود إلى تلك الفترة التي كانت فيها الكنيسة المشرقية في أضطراب ( 1681 – 1827 ) حيث كان للكنيسة المشرقية هذه ثلاثة بطاركة في آن واحد وكل هذا حصل بسبب تدخل الكنيسة البابوية في شؤوننا الداخلية التي أدت حتى إلى الإستغاثة بالكنيسة الأنكليكانية كما أوضحنا أعلاه من أجل المساعدة ثقافيا لأن نجاح البابوية في ديارنا كان سببه ثقافي، إذ فتحت المدارس العديدة والمزودة بالمطابع التي كانت قفزة نحو الأمام في تلك الفترة، ولكن كل هذا كان مشروطا بالإنضواء تحت الراية الكاثوليكية التي لم تعترف بمسيحية الأخرين، لذلك كان النساطرة أي الكنيسة المشرقية عندهم هراطقة .
وهكذا عندما قبل البطريرك يوحنان سولاقا المستقر في حكاري الإنضمام الى كنيسة روما ، ومن جهة أخرى برز المطران يوحنان هرمز من عشيرة أبونا كي يرسم بطريركا ( 1830 ) في الوقت الذي فيه الأول عاد الى الكنيسة المشرقية .
وبناء لهذه التطورات، كان البطريرك سولاقا وقتئذ هو وبعض من أساقفته يحملون الاختام بتسمية الكلدانية، والجدير بالذكر لم يكن يقصد من ورائه هويتهم، بل والمقصود كان دينيا صرفا إذ كما نعلم أن العهد الجديد يذكر قصة المجوس ومعناها الكلدان بلغتنا لذلك استخدموا التسمية هذه بكل فخر كون الكلدان كانوا أول العارفين بولادة المخلص يسوع المسيح.

ه – وما يزيد الطين بلة أن هؤلاء المتكلدنين الجدد، يرون كل شيء في بلاد الرافدين سواء من الناحية القومية او اللغوية كلداني صرف.

الإجابة :

من المعروف أن الديانة المسيحية لم تكن حركة سياسية أو قومية، بل حركة سماوية إنسانية والسيد المسيح نفسه عرف عقيدته عندما كان البعض محاولا توريطه مع السلطات الرومانية حينما سأله أحد الافراد ما رأيك هل نلبي مطاليب قيصر الروماني؟ اليهود كانوا ينتظرون من المسيح ان يكون قائدا محاربا وملكا عظيما، بينما رسالته كانت سماوية خالدة ولا أرضية زائلة إذ قال لهم قوله المشهور ” اعط لقيصر ما لقيصر وما لله لله ” إذ خيب آمالهم بجواب كهذا!
واليوم، يحاول الكثيرين بخلط الأمور الدينية بالدنيوية وهذا خطأ فادح ولا يدل على المسيحية الحقة. من المؤسف أن السلك الكهنوتي ما يسمى بالكلدان نجده اليوم منغمس حتى أذنيه بأمور أرضية .
لا ألومهم على هذا المنهج الخاطيء واللامسيحي – بكل معنى الكلمة – إذ تلقفوها من الكنيسة الكاثوليكية التي تريد بناء امبراطورية أرضية عكس تعاليم السيد المخلص، لهذا ترى هؤلاء الكهنة يدأبون في تقوية سلطانهم الأرضي بأي طريقة كانت.
وعلى هذا الأساس تراهم لا يهمهم المور الدينية بقدر الأمور الأرضية، إذ تراهم يستدخدمون اللغة العربية مع أنهم يفتخرون بلغتهم الكلدانية الآرامية التي على حد قولهم تحدث به السيد المسيح ولكن لم أسمع واحدا ألف كتابا بهذه اللغة .
أما دور ما يسمى الكلدان، ليس إلا دور ثانوي بالمقارنة مع الأمة الآشورية التي تجد بعشرات من الكتب تتحدث خصيصا عن الأمة الآشورية بينما قلما تجد كتابا يتحدث عن الكلدان ومن المؤكد إذا وجد فكاتبه من الطائفة، بينما كل الذين كتبوا عن شعبنا الآشوري هم مؤرخون لهم مكانهم المرموق في الاستشراق إلى درجة حتى سموا دراسات المنطقة بعلم ” الآشوريات ” ومن ناحية اللغة،يمكن القول اللغة الكلدانية كقولك اللغة الشمرية أو الجبورية ، بينما دارسي اللغات السامية وعلى سبيل المثال هناك كتاب شائع لمؤلفه أ. ولفنسون ( أبو ذؤيب ) وهو تاريخ اللغات السامية لا يذكر بوجود لغة كلدانية، بل أول لغة سامية يتحدث عنها هي اللغة الأكادية / البابلية – الآشورية ( 16 ).

الإجابات الدامغة والرادعة لمن يستتهترون بالتاريخ:

والحديث عن هذه الشرمة التي هي مؤلفة عموما من رجال الدين ما يسمى بالكلدان، وإذا وجد بعضا من العلمانيين إلى جانبهم، فهم ليسوا إلا أولئك الذين يرددون ما يلقنونه لهم الإكليروس الكلداني مثل الببغاءات الذين لم يفتأوا يوما من التهجم على كنيستنا وعلى قوميتنا.
وهاك المطران مار سرهد جمو في مقال له يمكنك قراءته على الرابط التالي:
http://www.kaldu.org/3_chaldean_culture/BishopSarhadYJ_All.html

المطران جمو ، يأتي بكل البراهين على قوميته الكلدانية في وقت ينكر وجود الشعب الآشوري استنادا إلى شهادات الأجانب من الافرنج ، وبذلك يحجم ذكر آباؤنا الجهابذة المسيحيين وعلى سبيل المثل العلامة كيوركيس وردا الأربيلي ( توفي 1225 ) الذي جاء بقصيدة طويلة عن بطاركة الكنيسة المشرقية العتيدة حيث يذكر في خمس أسطر الشعب والأمة الآشورية في افتخار إذ لم يذكر اسم الكلدان بالمرة. والذي لا يصدق ما أقوله عليه أن يستفسر للحصول على هذه القصيدة العصماء لا من هؤلاء ما يسمون أنفسهم بالكلدان بل من شعبنا الآشوري الذي هو الوحيد احتفظ بها وإخوتنا رموها في سلة المهملات وعوضوا عنها لغتهم العربية !
أما ما قاله الكاردينال مار دلي الذي أخذ يتأرجح بين الآشورية والكلدانية ومن ثم الآرامية ستجده على الرابط أدناه مع ما كتبه كل من المطران لويس ساكو والأب المؤرخ ألبير أبونا حيث يرى الأخير بأننا آراميين حسب قوله لأن الاراميين كانوا شوكة في عيون الآخرين ومنهم بالطبع شعبنا الآشوري، كما وبكل افتخار يذكر حنكة آرامييه الذين تارة وقفوا مع الكلدان ضد الشعب الآشوري حيث تم اسقاط الدولة الآشورية ومن ثم داروا ظهر المجن على الكلدان ووقفوا بجانب الفرس باسقاط الدولة الكلدانية، كم عظيمة أمته الآرامية التي شغلها الشاغل كان حبك المؤامرات ضد الآخرين في وقت وهو معروف للجميع وله أيضا ان آراميوه كانوا أفشل شعب على وجه البسيطة كما جاء في كتاب ” العراق القديم ” للكاتب الفرنسي جورج رو ( 17 ) وللمزيد يمكنكم استخدام الرابط التالي:

http://www.aramaic-dem.org/Arabic/0.htm

والطريف يمضي الأب ألبير أبونا في مقاله المعنون ” من نحن وما هي قوميتنا ؟ ” أستشهد بهذه النص:
“إلا ان ما يثير الإعجاب عند هؤلاء الأقـوام هي لغتهم المدهشة ببساطتها وسهولة استعمالها وسرعة انتشارها بين الدول الكبرى التي استخدمتها لغةً للتداول والمراسلات بينها وبين مستعمراتها البعيدة والقريبة ، بجانب لغاتها الخاصة الاشورية او البابلية او الفارسية ، بل حازت على قصبة السبق على لغات المنطقـة ، وفرضـت نفسها على مختلف الصُعـد .”

لا أدري عن أية دهشة يتكلم ، وكيف شعب مقهور منقسم على ذاته يفرض لغته على الآخرين؟ من المعروف ان الأمم العظيمة هي التي تنشر لغاتها وعلى سبيل المثال ، اللغة الأنكليزية ، الفرنسية، الاسبانية والعربية .
ألم يكن الأفضل لك ألا تقحم نفسك في أشياء التي غدت سياسية من أن تكون دينية ؟

وإذا كانت لغتهم هذه مدهشة وسهلة الاستعمال، لي سؤال بسيط جدا لك أبونا الجزيل، هل بوسعك أن تدلني على كتاب واحد ( فقط ) كتبته بهذه اللغة؟ ومن ثم لماذا لم تقم يتدريسها وتعميمها على شعبك الذي هو مثلك عربي اللسان ؟!
واسمح لي أن أوجه لك نفس السؤال الذي وجهته الى المطران جمو وهو: هل سمعت بالملفان كيوركيس وردا الأربيلي ؟ وما جاء في قصيدته التي يقرظ الآباء الكنسيين البطاركة في كنيستنا قبل إنتشالها من مرتزقة وعملاء البابا ( محمد الغرب ) حيث هو أسوأ من محمد الشرق كما جاء وصفه في أحدى رسائل مار شمعون مستغيثا من الكنيسة الأنكليكانية في مطلع القرن التاسع عشر .

الخاتمة

بالحقيقة هناك الكثير في جعبتي من هذه القضايا، ولا أريد أن أطول الموضوع، ولكن المؤسف قوله لا أدري لماذا هؤلاء وخصوصا رجال الدين ما يسمى بالكلدان الذين يقحمون أنفسهم في أمور دنيوية وليست سماوية ، إلى درجة مع احترامي الكبير لهم يقومون حتى بالتحايل على الشعب !
إن الرادع الأوحد هو الشعب، هذا الشعب الذي يجب أن يقوم بواجبه في خدمة الأمة ولا يترك هذه المسؤولية على كاهل رجال الدين التي هي أساسا ليست من وظائفهم وأن يقوموا من الآن وصاعدا أن يحاسبوا إكليروسهم لهذه الخروقات الكبيرة والخطرة التي الشعب يدفع الثمن لها وكذلك لفشلهم الذريع في خدمة الكنيسة باللغة السريانية التي يفتخرون بها كلما سنحت الفرصة ولكن من جهة أخرى يرفسونها بأرجلهم كي يتباروا مع الآخرين بلغاتهم سواء هي اللغة العربية أو غيرها. .

آشور بيث شليمون

المراجع:

( 1 ) Patricia Crone & Michael Cook, Hagarisl, the Making of the Islamic World, Cambridge University Press 1970, pp88
( 2 ) Marco Polo, the Travels , Penguin Classics 1958 , pp53-57
( 3 ) ألمرحوم أدي شير، تاريخ كلدو وآثور ، الجزء الثاني – صفحة
( 4 ) Patricia Crone & Michael Cook , Hagarism , the Making of Islamic World , Cambridge University Press 1970 , 57-58
( 5 ) البابا يوجين الرابع هو أول من أطلق التسمية الكلدانية على نساطرة قبرص وذلك حوالي 1443
( 6 ) Arnold J. Toynbee , A study of History , volume 5 , Oxford University Press 1962 , pp 238

( 7 ) منح الحقوق الثقافية للمواطنين الناطقين باللغة السريانية 1972 – إعداد جميل روفائيل و عبد الأحد بنيامين ، مطبعة الأمة – بغداد
( 8 ) كتاب مركانيتا حول حقيقة الديانة المسيحية – ملحق قصيدة الملفان كيوركيس وردا الأربيلي حول بطاركة الكنيسة المشرقية – المطبعة الآشورية في الموصل/ نينوى 1924
( 9 ) المروج النزهية في آداب اللغة الارامية الجزء الثاني، القس اوجين منا – مطبعة الدومينيكية ، الموصل 1901 الفصل السابع والعشرين أو الفصل السادس عشر من الجزء الثاني عن العلامة المطران مار عبديشوع الصوباوي
( 10 ) Rev. E. L. Cutts, BA., Christians Under the Crescent In Asia, London , England

( 11 ) هرمز م . أبونا ، الآشوريون بعد سقوط نينوى، المجلد الثامن – 2004 الفصل الثامن

( 12 ) Rev. E. L. Cutts, BA., Christians Under thE Chriscent In Asia, London England
( 13 ) Herodotus, the Histories , Penguin Classics by A. R. Burn 1972 , pp 466-467
( 14 ) SAGGS, Henry W. F. : THE MIGHT THAR WAS ASSYRIA, Sidgwick & Jackson , London – England 1984 – pp 290
( 15 ) Doctrine of Addai in W. Cureton ( ed and tr), Ancient Syriac Documents, London and Edinburgh 1864, pp 15=16

( 16 ) أ. ولفنسون ( أبو ذؤيب ) ، تاريخ اللغات السامية ، دار القلم للطباعة والنشر والتوزيع – بيروت ، لبنان ( إعادة الطبع للكتاب ) حيث الطبعة الاولى مصرية .
( 17 ) Georges Roux, Ancient Iraq , New Edition , Penguin Books 1992 , pp 275

آشور بيث شليمون


تنويه; موقع http://nala4u.com يتبنى التسمية الاشورية.

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الارشيف, المقالات واللقاءات. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

*

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.