ايها السادة..اتركوا جمعية أشور بانيبال بيتا دافئا للجميع

بقلم ســامي بلّـو
ايها السادة …. اتركوا جمعية أشور بانيبال بيتا دافئا للجميع

17 / 10 / 2010
http://nala4u.com

أسفي على ما الت اليه الامور في هذا الصرح الثقافي الذي شيدته مجموعة من الغيارى من ابناء امتنا في احلك الظروف وأشدها قساوة علينا . واتمنى ان لا يفهم السادة اعضاء الهيئة الادارية الجديدة بان ما اقصده هو الاساءة اليهم ، او ان ما اسطره هو ضد اي واحد منهم شخصيا ، بالعكس تماما ، فهذه فرصة انتهزها لتقديم احلى التهاني لهم بمناسبة انتخابهم لاستلام ادارة هذه الجميعة ، التي طالما عكست الوجه الحضاري لأبناء امتنا بصورة خاصة والعراق بصورة عامة ، من خلال برامجها الثقافية ومهرجاناتها ونشاطاتها الاخرى ، هذه الجمعية التي تتصدر موقع الريادة بين بقية المؤسسات الثقافية العراقية الاخرى وبشهادة الغرباء قبل ابناء امتنا ، وبحسب معرفتي ببعض اعضاء الهيئة الادارية الجديدة ، استطيع ان اجزم بانهم ابناء بررة ومخلصين لامتهم ، لا تشوب سيرتهم القومية اية شائبة . لكن الذي اود ان اقوله هو انه ما كان يليق بالاخوة الاعضاء القدامى والغيارى على مستقبل هذه الجمعية ، ومن اجل استمرارها في نشر الفكر الناصع لابناء امتنا ، وبدون التحيز لهذه الجهة السياسية او تلك ، ان يتركوا هذه الجوهرة الثمينة ان تسقط في ايدي الاحزاب السياسية ليستغلوها للوصول الى اهدافهم السياسية ، من خلال وجهة نظر حزبية ضيقة .
لقد قرأت رد السيد بهاء البير في المقابلة التي اجراها ممثل عنكاوا كوم معهم ، وقد ذهلت مما قرأته في اجابته غير المقبولة والتي تفتقد الى الكثير من اللياقة الادبية والمصداقية ، لقد ربط السيد البير الادارات السابقة للجمعية بنظام البعث المقيت ، وبالاضافة الى المتناقضات التي وردت في اجابته ، والتي يذكر فيها بان هذه الجمعية قد اعتنت بثقافتنا القومية لمدة خمسة وعشرون عاما ، فكيف كان لهذه الجمعية ان تؤدي مهامها لولا اخلاص وتفاني اداراتها المتعاقبة في خدمة ثقافتنا القومية ، فان السيد البير ربما قد نسى او تناسى بان الانسة جنان صليوا التي تترأس الهيئة الادارية الجديدة كانت عضوا فاعلا في لجان الجعية خلال عهد البعث ، وان غالبية الذين خدموا في الهيئة الادارية لهذه الجمعية اثناء حكم البعث كانوا من الناشطين قوميا وعلى اعلى درجات الاستعداد للتضحية ، واذكر السيد البير بان العمل في ادارة الجمعية في حينها كان يتطلب الجرأة والكثير من التضحية بسبب ملاحقة النظام ومراقبتهم لمثل هذه الجمعيات ، وبالذات جمعية اشور بانيبال ، وكثيرون كانوا يتحاشون الترشيح للهيئة الادارية ، واذكر على سبيل المثال في احدى الدورات الانتخابية لادارة الجمعية كان بين المرشحين اربعة او خمسة من اتباع الكنيسة الكلدانية ، وكان على المرشح ان يملأ استمارة الترشيح لتطلع عليها الجهات الامنية ، وعلى المرشح ان يملأ الحقل الخاص بالقومية ، وجميع هؤلاء سجلوا في هذا الحقل ” اشورية” بالرغم من ان هذا العمل كان له مدلولا سياسيا لم يكن مستساغا من قبل النظام ، وتحملوا بعدها مظايقات وملاحقات اجهزة النظام، ولسنا بحاجة للدخول في التفاصيل .
إن محاولات تنظيماتنا السياسية العاملة من الاستحواذ على جمعياتنا الثقافية ونوادينا الاجتماعية ومنظمات المجتمع المدني ، هو امر خطير ومثير للاشمئزاز في نفس الوقت ، وسيؤدي الى نتائج غير مستحبة لن تكون في اي حال من الاحوال ايجابية ولصالح ابناء امتنا . لماذا اذا لاندع هذه المنظمات تؤدي مهامها القومية بعيدا عن العمل الحزبي . لا نكشف سرا ان قلنا بان الحزبي ومهما كان اخلاصه وتفانيه لامته ، تبقى نظرته قاصرة الى قضايانا القومية ، تحددها نظرة حزبه الى هذه القضايا حصرا ، وبالتالي فانه لايريد لكائن من كان ان يحقق اويقدم منجزا لابناء امته إلا اذا كان هذا من خلال حزبه . بينما على الطرف الاخر نرى المفكرين والمثقفين من غير الحزبيين ينظرون الى قضايا الامة نظرة واسعة ومحايدة ، ويقييمون ويقدرون جميع المنجزات الايجابية بحكمة ، أيّ كان الشخص او الحزب او الجهة التي حققتها ، شرط ان يكون ذلك الشخص او الحزب او الجهة مزكاة قوميا من قبل الشعب ، غير واقعة تحت تأثير الغرباء او تعمل لصالحهم ، او ان تكون من نتاج هؤلاء الغرباء ومن صنع ايديهم لتحقيق ماربهم في تمزيق اوصال امتنا ، واليوم نرى على ساحتنا القومية مثل هذه الشخصيات والاحزاب والجهات وهي معروفة للجميع ، ولسنا بحاجة لذكر اسمائها .
أتمنى على الهيئة الادارية الجديدة لجمعية اشور بانيبال الثقافية ان لا تسير بهذه الجمعية الى مزالق السياسة ، وان تحافظ عليها نقية خالصة من اية تحزبات ، وان تبقى بيتا دافئا لجميع ابناء امتنا بمختلف انتمائاتهم السياسية والمناطقية والطائفية ، ليسلموها الى من ياتي بعدهم كما عهدناها، واملي كبير بالاعضاء الاخرين الذين ساهموا في بناء هذه الجمعية ان لا يتركوها لقمة سائغة لهذا الحزب او تلك الجهة .

ســامي بلّـو

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الارشيف, المقالات واللقاءات. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

*

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.