دروس من صلوات شهداء كنيستنا المشرقية (ج3)

بقلم مسعود هرمز النوفلي
دروس من صلوات شهداء كنيستنا المشرقية (ج3)

05 / 09 / 2010
http://nala4u.com

في هذا الجزء سأتناول صلاة الشهداء التي يقوم المؤمنين بترتيلها يوم الأثنين عصراً فقط والأبيات التي أتكلم عنها موجودة في كتاب قذام واثر المطبوع في بغداد سنة 1998 في الصفحات 351 و 352 و 353 و 354

1- لقد فتح الطريق أستيفانوس وبعده الشهداء القديسين ، انهم مع الختن بسعادة (بالأفراح) في الملكوت التي لا تُشترى.

الدرس: لكل عمل بداية وللشهادة في المسيحية بداية أيضاً ، هكذا يقول النشيد بأن القديس أستيفانوس الذي تعتبره الكنيسة بكر الشهاء هو الأول الذي فتح الطريق وسار بهِ ، يتخيل الكاتب وكأنه جالساً مع الرب (الختن) وهو في قمّة الفرح والسعادة في الملكوت التي لا تُشترى ، الملاحظ هنا بأن ثمن الرؤية والجلوس مع الآب كان الدم .

2- لقد صلّى أستيفانوس أثناء أعدامه وطلب الرحمة (الشفقة) الى القتلة مُقتدياً بربّهِ عندما كان على الصليب وهو يطلب المغفرة الى اليهود الظالمين .

الدرس: في وقت الأعدام يطلب الشهيد المغفرة والشفقة للقتلة وصلّى بحرارة لكي يغفر الرب لهم . هل نستطيع أن نعمل ذلك؟ لقد نفّذ الى النهاية تعاليم المسيح وعمل مثل سيده عندما كان على الصليب وطلب المغفرة الى اليهود الظالمين عندما قال ” لايعرفون ماذا يعملون “. السؤال هو: هل نعتبر المسيح قدوة لنا لنقتدي بهِ؟

3- صرخ الشهداء بوجه الحُكام بصوتِ عالٍ وقالوا: لا نكفّر بالمسيح لأنه بسببنا ضاق الموت .

الدرس: طلبَ الحُكام الكفرة من الشهداء قبل الأعدام بأن يكفروا وينكروا الرب ويُسجدوا للصنم لكي تُحفظ لهم حياتهم ، عندها نطق الشهداء بوجوه الحُكام بقوة قائلين: كيف نكفر وننكُر المسيح الذي تألم ومات من أجلنا؟ لقد أعلنوا للعالم بكل وضوح أنهم لا يكفرون أبداً حتى لو قطّعوهم إرباً إرباً.

4- مثل الأشجار في البستان وضعوا الشهداء في الهيكل وفوقهم رأس المذبح والروح القدس يُزّمِر لهم .

الدرس: التشابه في المكان وتقريب الفكرة ، وكأن الهيكل هو البُستان الذي يحتوي مختلف الأشجار عندما جاءوا بالشهداء ووضعوهم في الهيكل أمام المذبح وكما نعلم بأن المذبح هو رأس الهيكل عندها تصعد الأرواح وتُرفرف فوق المذبح وكأنها الروح القدس الصاعد الى السماء ، الرمز رائعاً هنا وواضحاً . هذه الترتيلة تُذكّرنا بشُهداء صوريا الشهيدة الذين وضعوهم في البستان قبل الأعدام وإثناءه . ما أشبه اليوم بالبارحة ، انهم في جنات الخلد يُسبّحون الرب ويشكون الظلم لباريهم وخالقهم.

5- صلّى موسى وقسّمَ البحر ، وصلّى شمعون وتسلّح وأنتصر ، وفي اليابسة صلّى الرب وذاق طعم الموت وأحيا آذم (الأنسان) المائت .

الدرس: صلّى موسى في العهد القديم لكي يعبر البحر الأحمر مع اليهود بسلام وبعد الصلاة أنقسم البحر الى شطرين ودخل اليهود وعبروا بسلام الى الضفة الأخرى ، أما الأعداء الذين دخلوا بعدهم من أجل اللحاق بهم فقد غرقوا والتأم البحر من جديد عيلهم ، فعلاً كانت المعجزة ، الكاتب يربط ذلك مع صلاة القديس شمعون التي كانت سلاحه الذي انتصر به وهكذا الحال مع صلاة الرب الذي ذاق طعم الموت من أجل أن يعطي الحياة الى الأنسان الأول آذم الذي يعتبره قبل الخلائق وكأنه الرجل المائت. لنعكس الترتيلة علينا ايضاً .

6- جاءت ونزلت المركبة التي رفعت أيليا وبها صعد القديسين للطريق الذي فتحه الرب .

الدرس: قصة أيليا معروفة عندما سحبته المركبة الى السماء وكأنها الطائرة أو السحابة ، هكذا يتخيل الكاتب نزول تلك المركبة الفضائية الغير مرئية ليصعد بها الشهداء الى الأعالي وفي نفس طريقة صعود الرب عند قيامته . انه تشبيه آخر عظيم جداً ، من أيليا الى الرب والى شُهدائنا الآن ، انه يربط القديم والجديد والحاضر مع البعض وما أروع التشابه !!

7- نطلب من مار كيوركيس بقوّة صلواته لكي يُنير الرب طُرقِنا ويُقلّل أثقال أجسامنا .

الدرس: جميع المسيحيين يطلبون الشفاعة من القديسين وهناك صلوات خاصة للتضرع نُرددها بأستمرار ، الترتيلة هنا هي طلب شفاعة القديس من أجل أن تُساعدنا صلواته وتشفع لنا أمام الرب ليُنير عقولنا ويُقوي فهمنا ويُزيل عنا الهموم والأحمال الثقيلة اليومية مثل المشاكل والصعوبات التي تُصادفنا .

8- السلام مع الصُناع المهرة الذين بنوا القصر الذي لا يقع وبأسم يسوع زيّنوه ( زَخْرَفوه ) مثل الجنينة الثابتة ( التي لا تُثمّن) في السماء.

الدرس: يُعلّمنا الأنجيل بأن البيت أو القصر المبني على الصخر لا يقع مهما كانت الرياح قوية ، عكس الآخر الذي يكون مبنياً على الرمل حيث يتهدم ويكون وقوعه قوياً . كاتب النشيد يعتبر الشهداء مثل الصُناع الذين أحسنوا الصنع وبنوا لهم ولنا قصراً كبيراً مؤسساً على الأيمان الذي هو أقوى من الصخر ، فكيف لا يصفهم وكأنه يتكلم معهم ويقول السلام معكم لأنكم وضعتم اسم الرب على قمّة القصر الذي لا يقع وأسمه هو أجمل من كل بساتين الدنيا ، يبقى ثابتاً في السماء التي ليس لها نهاية.

9- يا رب أصنع السلام في بلدنا وبارك كل أعمالنا لنرى الرحمة والغفران والوجه الأبيض وقت الدينونة.

الدرس: يطلب الستر والسلام للبلد الذي نعيش فيه ويتضرع واضع النشيد من الرب أن يُبارك جميع الأعمال التي نقوم بها لكي نستحق كل الرحمة في وقت الحساب لكي نلتقي مع الرب بوجه مُشرق.

10- أعطنا يارب بحنانك ليلاً ونوماً هادئاً ، ولكل المرضى والمحتاجين الذين يطلبون منك.

الدرس: الرب حنّان ولا يُضاهي حنانه أمراً آخر ، يطلب المُرتّل أن يجعل نوم المؤمنين هادئاً بدون الأحلام المزعجة والكوابيس ، فإذا كان ذلك فأن الأنسان سيكون على الأستعداد التام للعمل المثمر في اليوم التالي وبنشاط عظيم ، ينهض مُبكراً ويعمل بكل جد وحيوية ، الكاتب يطلب كذلك الراحة والصحة لغير الأصحاء مثل المرضى والمحتاجين وهنا يربط ذلك مع التضرع والطلب الذي يقدمه هؤلاء للرب.

مسعود هرمز النوفلي
5/9/2010

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الارشيف, دين. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

*

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.