دروس من صلوات شهداء كنيستنا المشرقية (ج2)

بقلم مسعود هرمز النوفلي
دروس من صلوات شهداء كنيستنا المشرقية (ج2)

24 / 08 / 2010
http://nala4u.com

تحدثت في الجزء الأول عن دروس من صلوات الشهداء في كنيستنا المشرقية بصورة عامة من أجل الربط بين الشهداء في العهدين القديم والجديد والمنشورة في نالافوريو على الرابط ادناه :

في هذا الجزء سأتناول صلاة الشهداء ليوم الأحد عصراً فقط والأبيات التي أتكلم عنها موجودة في كتاب قذام واثر المطبوع في بغداد سنة 1998 في الصفحات 347 و 348 و 349 .

1- صلّوا أيها الشهداء القديسين من أجل السلام لكي نحتفل في اعيادكم بفرح (بسعادة) .

الدرس: واضع النشيد يلتمِس ويترجى من الشهداء لكي يقوموا بالصلاة والدعوة من أجل السلام ، هذا الطلب ليس لغاية شخصية وإنما التذكير في مٌناسبات الأعياد التي استشهد فيها كل شهيد عن الأيمان من أجلِ هذا وضعت كنيستنا تذكرات وطبعت الكُتب لكي نتذكر أسماء الشهداء لكل يوم من أيام السنة ، الأحتفال بالعيد يعطي لنا طعماً خاصاً عند التأمل في سيرة حياة ذلك الشهيد وأسباب وطُرق استشهادهِ ، انه درساً كبيراً للتأمل وليس للأحتفال الزمني من أجل الرقص والأكل والشرب .

2- يقول الشهداء: من أجلِ محبتنا للمسيح يضربنا الموت كُلَّ يوم .

الدرس: النزيف مستمر والموت قائم وكل يوم يسقط شهيد هنا وهناك ، أحد الأسباب المهمة هو الأيمان والمحبة للمسيح الرب ، هذه المحبة كان ينكرها الوثنيون والملوك السفاحين والقادة من الجيوش الغازية والمُتعاونين معهم في البلد ، هذه الترتيلة تُعلّمنا أن نحب الى أقصى الحدود مهما كانت النتائج عندها نتقدم الى الموت بفرح كما تقدم الشهداء في العهدين القديم والجديد والشهداء الآن ، والمراقب الذي يتفحّص كلمات المثلث الرحمة المطران مار بولص فرج رحو قبل الأستشهاد يتأكد من ذلك ، حيث كان يتكلم عن المحبة حتى للأعداء ، فهل نستفاد من الدرس؟

3- أصبح صليب المسيح جسراً للشهداء وعبر عليه الصدّيقين الى السماء (الفردوس أو الجنة) .

الدرس: هنا يعطينا التشبيه في واسطة العبور والأجتياز من مكانٍ الى آخر حيث يجعل من الصليب وكأنه الجسر المنصوب فوق البحر أو النهر ومنه عبر الشهداء الكرام الى جنات الخلد ، الغاية من هذا التشابه هي تذكيرنا بالصليب المقدس الذي أفتدى به العالم لكي نعبر بواسطته ولا نخاف السقوط أبداً. علامة الصليب هي القوّة التي نتسلّح بها للخلاص .

4- شاهد الشُهداء المرجان في أورشليم التي أشتروها بدمائهم.

الدرس: يتخيل الكاتب بأن الشهداء أشتروا أورشليم العليا بدمائهم وهنا يقصد السماء التي تحتوي على أغلى وأثمن من كل أنواع المرجان والأحجار الكريمة ، في السماء يوجد الآب الأزلي خالق السماوات والأرض فكيف لا يعطي المؤمنين رقابهم للسيف من أجل الوصول الى رؤية الخالق بالتضحية بأغلى ماعندهم وهو الدم؟

5- سمِعْتُ الشهداء وهُم يُزَمِّرون ويُسبِّحون في السماء في كنّارة داود .

الدرس: يوضّح لنا العهد القديم بأن النبي داود كان يُصلّي ويُزَمِّر مُستعيناً بالكنارة الموسيقية وأناشيد داود ومزاميره مشهورة ومهمة لنا جداً ، بنفس المفهوم يتخيل واضع النشيد بأنه سمِعَ الشهداء وهم يُسبِّحون الله ويُرتلون وكأنَّ في ايديهم كنّارة داود النبي وهم عند أبيهم السماوي في السماء ، أنه في الحقيقة تشبيه مُتطابق ورائع للجديد مع القديم في كل شئ.

6- الشُهداء مثل السنابل ، حَصَدَهُم الملوك ، والرب رَفعَهُم الى السماء .

الدرس: الفلاح في قُرانا يجمع سنابل الحنطة اليابسة وقت نضوج الزرع ويحصل على الأثمار التي ينتظرها وقت الصيف ، هكذا وضع الكاتب الترتيلة في المعنى والقصد حيث أن الشهداء هُم مثل تلك السنابل الناضجة واليابسة التي حصدها الملوك الوثنيون عندما كانوا يقتلون كل مُؤمن بالله إذا كان يهوة أو الرب يسوع ولكن كان الرب يرفع هؤلاء الى السماء ويُجازيهم ويقول لهم تعالوا الى المكان المُعد لكم منذ الأزل لوراثة السماء التي لا تُفنى ولا تزول . انه تشابه آخر يختلط فيه القديم والجديد .

7- السلام معك يا مار بثيون مُختار المسيح (أو المختار من المسيح) ، لأنك صَبَرْتَ على الأحزان جميعها بسبب حقِّ (صدق أو عدل) سَيِّدك.

الدرس: لقد صبر الشهيد مار بثيون وتحمّلَّ جميع الأحزان التي صادفته بسبب العدل والحق الذي يتميّز به الرب الذي يؤمن به ، واضع الشعر يعتبره مُختاراً من المسيح الرب وشهادته أمراً طبيعياً وكأنه يذهب الى حفلة عرس غير مُكترثاً بالأحزان والويلات. أنه عظيم .

8- بيمينك يا رب أطرد الشيطان الذي يُسْكِر الأنسان بدون خمر ويُزْلِقَهُ بدون طين .

الدرس: الشر أو الشيطان يجعل الأنسان ثملاً بدون شراب مُسْكِر مثل الخمر ونتيجة الشر ينزلق الأنسان في أمور كثيرة ويُمّثل ذلك بالوقوع أو السقوط على الأرض حتى لو تكون الأرض مستوية امامه ولا يوجد عليها طين مثلاً ، الأنزلاق يعني الدخول في عالم الشرير ، ولهذا يترجى الكاتب من الرب أن يُبْعد عنا الأعمال الشيطانية بيده اليُمنى كي لا نقع في الفخ والملاحظ هنا تساوي الأنسان في العهدين القيم والجديد .

9- يا رب أجعل السلام في جهات العالم الأربع ليَكُفَّ (ليتوقف) عنا الظالمين .

الدرس: يتمنى السلام والهدوء في كل انحاء العالم وجهاته في الغرب والشرق والشمال والجنوب ، بالسلام يتوقف التعدي ويستطيع المؤمنين ممارسة شعائرهم في البيت والكنيسة والدير ، السلام يعطي المؤمنين الأستقرار والثبات من أجل نشر الأيمان والكلمة ، وبالسلام تنحسر أفعال الظالمين وتتوقف أعمالهم السيئة ، هكذا يطلب واضع النشيد من الرب من أجل تحقيق أماني الذين يؤمنون به ، انه تشبيه وتحليل ومقارنة للوضع الهادئ وعكسه . أن هذا الطلب نحن في حاجة ماسة اليه الآن وفي هذا الوقت خصوصاً .

10- يا رب أقفل أفواه الناس الأشرار حتى لا يتكلمون بسوء على أبناء الكنيسة.

الدرس: أبناء الكنيسة معروفون ولهم مكانة خاصة عند الرب فكيف لا يحميهم ويُعاضدهم ويُساندهم ، الكاتب يقدم الطلبة ويتضرع لكي لا يسمح الرب أن يتكلم أحداً في السوء والكلمات الغير لائقة على هؤلاء الأبناء ، أن كلمة أقفل لهي قوية جداً وتعني الغلق وعدم الكلام نهائياً وبهذا فان افواه الناس الأشرار سوف ترتعد ولا تتجرأ للحديث بالضّد من ابناء الكنيسة الذين يكِّنُ لهم الرب كل الأحترام والمحبة .

نلتقي في الجزء الثالث بعون الرب وصلوات الأثنين عصراً.

مسعود هرمز النوفلي
24/8/2010

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الارشيف, دين. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

*

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.