قصة قصيرة للأطفال بعنوان..اوفى الاصدقاء

بقلم جورجينا بهنام
قصة قصيرة للأطفال بعنوان ..اوفى الاصدقاء

27 / 04 / 2009
http://nala4u.com

قصة قصيرة للأطفال
اوفى الاصدقاء

كان ياما كان في سالف العصر والأوان .. في الغابة البعيدة ذات السماء الصافية، وبعد أيام من الجفاف المرير جاء أخيرا المطر الجميل، وسقى الأرض بخيراته وبركاته فشبعت الأرض من فيضه وارتوت من ينابيعه فولدت من رحمها ابناءا من الخضرة الحسنة والأزاهير الملونة و الأشجار الباسقة، وطلعت الأوراق الخضراء وكست الأشجار التي تعرت من أوراقها في الخريف الماضي ،وصار كل ما حولنا خضرة وجمال آسر .
فعاد صديقنا الأرنب الأبيض الصغير الى نشاطه وحيويته، وبدا يملا الغابة بحركاته الجميلة ومرحه اللطيف،وفي يوم من الأيام خرج كعادته الى الغابة ليلعب مع أصدقائه الأرانب، لكنه لم يجد أيا منهم في الباحة الخضراء المطرزة بالأزاهير، التي اعتادوا أن يلتقوا فيها ويلعبوا ،فحزن الأرنب وفكر في نفسه أن أصدقاءه قد اتفقوا على اللعب في مكان آخر ونسوا اوتناسوا أن يخبروه بذلك وعزم أن يقطع علاقته بهم وقال في نفسه :لن العب معهم بعد اليوم أبدا .
وبدا يلعب وحده ويقفز هنا وهناك وأخيرا مل من الوحدة وقرر أن يبحث عنهم، فذهب الى بيت صديقه الأرنب البني وسأل والدته عنه فقالت له:أنت هنا أيها الأرنب الأبيض، كل أصدقائك الأرانب في بيت صديقكم الأرنب الذهبي.
فركض الأرنب مسرعا الى بيت صديقه الذهبي وهو يرتعش من شدة غضبه ،وقال في نفسه: أصدقائي مجتمعون للاحتفال والاستمتاع في بيت الأرنب الذهبي، وتركوني وحيدا في الغابة، دون أن يتكلفوا عناء دعوتي أو على الأقل إخباري بمكانهم، هؤلاء الأصدقاء السيئون غير الأوفياء،والأرنب الذهبي الذي اعتبره اعز أصدقائي، كيف يفعل بي هذا، يدعو الجميع وينسى أن يدعوني إنا صديقه الحميم، سأريهم جميعا ،سيسمعون مني ما يليق بهم وبفعلتهم الشنيعة هذه.
وبينما هو يحدث نفسه بهذا وجد نفسه أمام بيت الأرنب الذهبي، لكنه فوجئ بزحمة غير معتادة، ما الأمر ،تساءل الأرنب الأبيض؟؟ ماذا هناك؟، هل الحفل واسع الى هذا الحد،وانا الوحيد الذي لا يعلم؟
كل الأصدقاء هناك،ولما رأوا الأرنب الأبيض،قالوا له هل عرفت بالخبر،كم أنت حزين الآن؟ لم نرد أخبارك، لكن الأخبار السيئة تنتقل بسرعة،فتعجب الأرنب من هذا الكلام،وسال: ما الأمر ماذا هناك؟
قالوا له الم تعلم أن صديقك الأرنب الذهبي قد سقط في شرك احد الصيادين وهو في طريقه ليلعب معك اليوم،فانكسرت ساقه، والجدي الحكيم بالداخل معه،يداويه ويطبب جراحه،فركض الأرنب الأبيض ودخل بيت صديقه مسرعا وهو يبكي ويصيح:حبيبي أيها الأرنب الذهبي،كيف حالك الآن،سامحني ياصديقي، سامحوني جميعا يا اصدقائي، لقد ظلمتكم وتسرعت، وياللاسف، كعادتي،وحسبت أنكم نسيتموني،ولم أفكر الا في نفسي، حسبتكم تحتفلون،وانتم منهمكون في مداواة صديقي الجريح، واخفيتم عني الخبر لئلا تقلقوني،خفتم على مشاعري،وانا بانانيتي عزمت ان اقطع علاقتي بكم، لأنكم لم تأتـوا لللعب معي ،سامحوني يا أصدقائي سامحوني يا أوفى الاصدقاء.

جورجينا بهنام
26/04/2009

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الارشيف, المقالات واللقاءات. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

*

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.