نظام الكانتونات.. سويسرا نموذجاً

بقلم نشوان جورج
Nashwan.george@yahoo.com
نظام الكانتونات.. سويسرا نموذجاً

30 / 05 / 2008
http://nala4u.com

سويسرا بلد فيدرالي، والفيدرالية الحالية تجمع 26 كانتونًا، ولكل كانتون دستوره وحكومته وبرلمانه ومحاكمه وقوانينه التي تتوافق مع القوانين الفيدرالية للدولة، وتتميز سويسرا بالتعددية الثقافية فهي تشكيلة من شعوب صغيرة ولغات وديانات وعقليات وعادات مختلفة ‘حسب إحصاء سنة 2000’، ففيها الناطقون بالألمانية ويشكلون الأغلبية 63,9 % من مجموع السكان، والناطقون بالفرنسية 19,5%، والناطقون بالإيطالية 6,6%، وكذلك الرومانش0,5%، ولغات أخرى 9,5%.
الكانتونات تنظم نفسها وتضع أنظمتها بكل حرية، وفيما يتعلق بهذه النقطة فإن صلاحياتها الدستورية لا يحددها سوى الالتزام باحترام قواعد الديمقراطية وبأتباع إجراءات الديمقراطية المباشرة وإقرار دستور إحد الكانتونات ينبغي أن يكون شعبياً، وان إعادة النظر فيه أو تعديله يجب أن تطلبهما أغلبية من المواطنين.
وفيما يتعلق بتوزيع الصلاحيات بين الكانتونات والكونفدرالية (أي بين الولايات والاتحاد) فإن الدولة الاتحادية ليس لها سوى صلاحية ما ينسب لها من سلطات، وتحتفظ الولايات التي يضمها الاتحاد بصلاحيات الحق العام والمشترك، والصلاحيات غير المسندة للسلطة الاتحادية تعود حكماً للكانتونات والتي تتمتع بصلاحيات متبقية تسمح لها بالدخول في المجالات العائدة إلى الاتحاد، واستناداً على هذه الأسس في سويسرا كما في الدول الأخرى يبدو أن التطور يتجه نحو المركزية.
النمط السويسري يقضي بجعل البلاد تدار من قبل التحالف بين الأربعة الكبار (الحزب الديمقراطي المسيحي – الحزب الراديكالي الديمقراطي – الحزب الاشتراكي – الاتحاد الديمقراطي الوسط).
الجمعية الاتحادية هي التي تمارس السلطة العليا في الاتحاد مع الاحتفاظ بحقوق الشعب والكانتونات، وان مجلسا هذه الجمعية هما: المجلس الوطني المنتخب مباشرة من قبل السكان بالطريقة النسبية لمدة أربع سنوات. ومجلس الولايات الذي يضم 46 عضواً، عضوان عن كل كانتوناً هما اللذان ينتخبان المستشارين الاتّحاديين (أعضاء مجلس الاتحاد).
وعلى المجلس الاتحادي أن يقدم إلى مجلس الجمعية تقريراً سنوياً عن إدارة وتنظيم الأعمال، وعليه أيضاً أن يقدم لهما تقارير خاصة في كل مرة يطلبان منه ذلك. وتستطيع الجمعية الاتحادية أن تبين للسلطة التنفيذية أية سياسة تتبع، وان أي إجراء يتخذ (عن طريق التصويت)، أو أي قانون يجب عليهما تحضيره، ولا تستطيع الحكومة حل المجلس، كما لا تستطيع طرح مسألة الثقة، ولا تستطيع التهديد بالاستقالة فهي وكيلة أو مندوبة السلطة التشريعية، وإذا صوتت الجمعية على استجواب ينم عن الريبة وحجب الثقة فإن المجلس لا يستقيل بل يطيع ويخضع.
سويسرا نموذج لدول الاتحاد الفيدرالي، إذ تعيش في ظل نظامها جماعات متعارضة تتعايش فيها بالتوافق فالسلطات موزّعة ومتآلفة والامتيازات التي تحتفظ بها الولايات هي أكثر أهمية مما هي عليه في معظم الاتحادات الأخرى، كما أن السلطة تتسم بكونها في متناول الجميع إذ إن تدخل المواطنين المباشر معترف به ويمارسه المواطنون بشكل لا يحدث في أي بلد آخر، والسلطة تعتمد أسلوب المشاركة، أما الجهاز التنفيذي فهو موسع يتبع طريق الإدارة الجماعية، ويشترك على الدوام في أعماله أهم القوى السياسية والأطراف المقيمة في الولايات بإدارة شؤون الاتحاد.

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الارشيف, المقالات واللقاءات. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

*

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.