من قتل الشهيد مار بولص فرج رحو

بقلم د. جميل حنا
من قتل الشهيد مار بولص فرج رحو

15 / 03 / 2008
http://nala4u.com

عهدا ودمعة ووردة لروحك الطاهرة أيها الشهيد وكل شهداء أمتنا سنبقى أوفياء لذكراكم .
الوضع المأساوي يستفحل في العراق على المسيحيين بكافة إنتماءاتهم المذهبية . شهيد آخر ينضم إلى قوافل الشهداء مما سبقوه في طريق الخلود دفاعا عن كلمة الله والحق وعقيدة الأيمان بالسيد يسوع المسيح, الذي قدم نفسة فداء لكل البشر.وهكذا أبى شهيدنا الباسل الأب الفاضل مار بولص فرج رحو ألا يغادر هذا الكون إلا مرورا في طريق الجلجلة التي سار فيها من قبله سيده يسوع المسيح, لكي ينال اكليل ا لشهادة .ولكي ينضم إلى الصالحين الأبرار من قوافل الشهداء الذين سبقوه في دروب الألام من أبناء أمته امثال مار آدي شير ومار بنيامين شمعون والأب رغيد وأسكندر ومئات الكهنة وكذلك مئات الآلاف من أبناء الشعب الأبرياء الذين أستشهدوا اثناء مجازر الإبادة العرقية التي أرتكبت بحق الشعب الآشوري بانتماءاتهم المذهبيىة المختلفة من أبناء الكنيسة الكلدانية والسريانية الأرثوذكسية والكنيسة المشرقية في أعوام 1843 ـ1846 على يد السفاح بدر خان وأثناء الحرب الكونية 1914ـ1918 على يد السلطات العثمانية وقوى العشائر الرجعية الكردية المتعصبة المتعاونة معها.
إن ظاهرة الإرهاب التي يتعرض لها المسيحيون في بلدان الشرق الآوسط وخاصىة في بلاد ما بين النهرين ليست بجديدة على أبناء هذه الأمة. إنها ظاهرة مستفحلة منذ 1400 عام تشتد احينا وتأخذ طابعا بربريا دمويا وهمجيا بقطع الرؤوس بحد السيف, وبأبشع أساليب القتل والتعذيب الجسدي والنفسي. وأحيانا يأخذ الإرهاب منحى أقل عنفا وذلك حسب الظروف المحلية والدولية . ولكن الإرهاب مستمر بأشكال مختلفة أخرى كأجبار المسيحيين على أعتناق الدين الأسلامي في ظل التهديد بحد السيف أو أرغامة على دفع الجزية وأعتبارة ذميا من الفئات الدنيا في المجتمع وعمليات السلب والنهب للمتلكات والبيوت وخطف النساء وتفجير الكنائس, والضغوط النفسية والجسدية لأرغام المسيحيين على مغادرة أوطانهم الأصلية التي يقطنون فيها أكثر من سبعة آلاف عام. كل هذه الأعمال الأجرامية تستهدف القضاء على الوجود المسيحي في هذه المنطقة من العالم . هذه الأعمال الوحشية ليست وليدة فكر بعض المجموعات الإرهابية المتطرفة .وأنما نتاج طبيعي للعقيدة الدينية التي تدعوا معتنقي هذه العقيدة من هذه المجموعات للقيام بالأعمال الأرهابية أو ما يسمونه بالجهاد في سبيل الله لينالوا الجزاء الحسن في جنة الخلد المليئة بالحوريات كما يتوهمون هم عن الآخرة .هذه الأعمال البربرية هي نتاج تربية دينية وعقيدة تحث أتباعهاعلى نشر القتل والرعب والأضطهاد من أجل دين الحق كما يدعون .
أن الصراع المحتدم بين امريكا والمنظمات الإرهابية الأسلامية ومنذ دخول جيش الأحتلال الأمريكي بدء العنف وقطع الرؤوس وأضطهاد المسيحيين يأخذ منحى خطير. يذكر المسيحيين المشرقيين بالغزوات الأسلامية التي انطلقت من الجزيرة العربية نحو بلاد الرافدين وبلاد الشام في بداية الثلث الأول من القرن السابع حيث قتل أعداد هائلة منهم وأجبر الغالبية الساحقة منهم على أعتناق الأسلام بحد السيف بعدما كان الغالبية الساحقة من سكان هذة المنطقة من المسيحيين .والأسلام المتطرف اتخذ من الصراع بين الغرب الأستعماري وبين دول الشرق ذريعة للأنقضاع على السكان أصحاب الأرض الحقيقيين بالرغم من مواقف المسيحيين الوطنية ومناهضتهم للأستعمار بكل أشكالة بدءا من الحملات الصليبية حتى آخر أحتلال كما هو حاصل في العراق اليوم من قبل الأحتلال الأمريكي .ولكن كل هذه المواقف الوطنية والعيش المشترك لم يبدل مواقف الكثير منهم ,بل لم يضع الكثير من المسلمين آي شئ آخر نصب أعينهم, سوى أتهام المسيحيين بالعمالة للغرب المسيحي متخذين من ذلك ذريعة للأنقضاض على المسيحيين في منطقة الشرق الأوسط . وكما يعلم الجميع في كافة الصراعات التي كانت وما زالت قائمة بين الدول الغربية وفي الكثير من الدول التي يحكم فيها المسلمون , هم الذين يتعاونون مع الدول الغربية وهم يمنحون هذه الدول القواعد العسكرية وهذه الدول الأستعمارية هي التي تحمي هذه الأنظمة الأسلامية في افغانستان أو العراق أو القواعد العسكرية في الخليج وما وجود المنظمة الإرهابية القاعدة تظهر للوجود إلا بالدعم الأمبريالي الأمريكي .
أن التغيير السياسي الذي حصل في العراق منذ عام 2003 لم يأتي بالأمن والأستقرار ولا تأمين الحقوق القومية للشعب الآشوري بأنتماءاته المذهبية المختلقة من أبناء الكنيسة الكلدانية والسريانية والكنيسة المشرقية . بل أصبح هذا الشعب عرضة للهجمات الإرهابية المتطرفة وهجرة قسرية بأستخدام العنف ضدهم . وأن السلطات السياسية الحاكمة في العراق بحماية ودعم الأمريكان تمارس التمييز العنصري بحق شعوب عراقية أصيلة كالشعب الآشوري وهذا ما كرسة في قانون إدارة الدولة المؤقت وفي الدستور الدائم للعراق بعدم منحه حقوق متساوية كالعرب والكرد لا دينيا ولا قوميا . وفي نفس الوقت لم تعمل قوات الأحتلال توفير الأمن للمسيحيين ولم تقم لهم منطقة آمنة على جزء من أرضهم التاريخية آشور .
ومما سبق ذكره إننا نحمل مسؤولية إستشهاد مار بولص فرج رحو ومن سبقة من الشهداء الأبرار وكل المعذبين والمهجرين من أرض العراق كل المنظمات الإرهابية الأسلامية المتطرفة والتيارات القومية الكردية المتعصبة دينيا وقوميا والإتلاف الشيعي الكردي الحاكم في العراق وكذلك قوات الأحتلال الأمريكي .
أن الشهيد وكل من سبقة من قوافل الشهداء هم وسام شرف على صدر المسيحيين في بلدان الشرق الأوسط وعنوان التضحية والفداء من أجل الوطن .

د. جميل حنا

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الارشيف, المقالات واللقاءات, دين. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

*

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.