الدين والسياسة فكران متضادان

بقلم نشوان جورج
الدين والسياسة فكران متضادان

08 / 02 / 2007
http://nala4u.com

الدين والسياسة موقفان متضادان غير متفقين فالذين يرتكزون على الدين لا يستطيعون ان يمارسوا السياسة مجردةً من معتقداتهم الدينية فمهما بلغ رجل الدين من الموهبة لن يصل الى مرتبة السياسي حيث انها مرتبة تتطلب منه تفكيرا يفوق قدرة رجل الدين، كما تتطلب مرونة عاليه والعمل وفق فن الممكن، والحذر من الاخطار وعدم الوثوق بالخصم. هذه وغيرها من الصفات لا تكاد توجد لدى رجل الدين، وتأتي الطامة الكبرى عندما يتصدى رجل الدين للعمل السياسي لأنه يستخدم ثقافته الدينية في حل الامور السياسية وفي حالات كثيرة يخسر نفسه نتيجة هذا التدخل لا بل يذهب نتيجة تدخله الالاف من الذين يتبعونه.
في عراقنا الجديد يسعى اهل العمامة الى فرض انفسهم كأهل للسياسة وينضوون تحت تسميات لكسب عقول الناس في المجتمع البسيط الذي يسعى الى الجنة بعد حياته فيأتي اهل العمامات بتسميات دينية مزركشة بالسياسة لكسب تأييد هؤلاء فتكون تسميات دينية كالحزب الاسلامي والمجلس الاعلى للثورة الاسلامية او جيش المهدي، كلها تسميات تصلح لأن تكون جمعيات لمساعدة الفقراء والبسطاء المحتاجين والذين يعيشون يومهم منتظرين رضا الله عليهم لينعموا بالجنة المرجوة فيأتي اهل العمامة ويقنعون هؤلاء الناس بنيل هذه الغاية لكسب تأييدهم بينما هم بعيدون عن هذه الرغبة وملتفون بهذا الزي من اجل مصالحهم وغاياتهم التي لا تخدم الشعب في النهاية بشيء.
واستناداً الى ذلك على اهل العمامة ممن يحسبون انفسهم قادة سياسيين نزع الثوب الذي يخدعون الناس به ليروا مدى رد الفعل الذي سيجابهونه وهل سيجدون لهم مؤيدين بينهم.
إن الغطاء الديني الذي يلتفون به بعض القادة يشفع لهم وإلا من يكون مقتدى الصدر ليصبح سيد الشارع العراقي وصاحب اكبر ميليشيا بربرية لولا عمامته وجبته، حتى دينيا لا يملك تلك الثقافة الكافية التي يجب ان يتحلى بها المعمم فكيف سيدخل في العملية السياسية ويكون احد القادة الذين يذهبون بالعراق نحو الديمقراطية ومن يكون حارث الضاري ليفرض سلطته على العراقيين ويوقف العملية السياسية ويقاطعها ومن يكون المجاهدون الذين يفرضون على العراقيين قوانينهم التي يعدّونها منزلة من الله في القرآن الكريم وعلى الجميع تنفيذها ومن لا يستجيب يقطع رأسه.
العراق صاحب اكبر عدد من المفكرين والمثقفين الذين كانت الدول العربية تستعين بهم لتطوير مراكزهم الثقافية وجامعاتهم اصبح اليوم بين ايدي الجهلة والمعممين واصحاب السوابق والسجون.
الى متى يبقى المثقف العراقي مضطهداً ومتى سيقرع اجراس الغضب بوجه الجهلة الذين يسيطرون عليه. هل ينتظر ان تصبح الخرافات التي تدعو الى قيام دولة اسلامية وولاية فقيه في العراق او دولة الإمارة الاسلامية ممكنة؟ وينتهي العراق صاحب الحضارات والثقافات؟؟

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الارشيف, المقالات واللقاءات. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

*

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.